الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

استشهد ابنها في الحرب فغنت تواسي الأمهات..قصة أغنية أم البطل لـ شريفة فاضل

حرب أكتوبر 1973
حرب أكتوبر 1973

داخل استديو التلفزيون، وقفت الفنانة شريفة فاضل، قبل قرابة 46 عاما من اليوم، لتغني أغنية وطنية، لكنها لم تتمالك نفسها من البكاء، حتى سقطت على الأرض منهارة من كثرة البكاء، مما دفع الفنانة فايزة أحمد الى ان تدخل إليها الاستديو لتواسيها وتشجعها على استكمال أغنيتها، التي لم تكن تعتقد يومها أنها ستظل واحدة من أكثر الأغاني الوطنية التي قيلت عقب انتصار أكتوبر والتي تظل محفوظة في وجدان وذاكرة المصريين.

ما أن يبدأ شهر أكتوبر من كل عام، إلا وتبدأ معه احتفالات المصريين بنصر أكتوبر المجيد في حرب 1973، لما يستشعره المصريون من عزة وكرامة في تحقيق هذا النصر وهزيمة الاحتلال الإسرائيلي، وتحرير أراضي سيناء، ومن بين تلك الأغاني أغنية «أم البطل» للفنانة شريفة فاضل، والتي تعد احدى أهم الأغاني الوطنية عقب حرب أكتوبر.

«ابنى حبيبى يا نور عينى بيضربوا بيك المثل ..كل الحبايب بتهنينى طبعا ما أنا أم البطل».. قصة أغنية «أم البطل» والتي جعلتها الأقرب إلى قلوب جميع المصريين، أنها كانت صادقة ومعبرة عن حال الفنانة شريفة اسماعيل والتي استشهد نجلها «بدير» في حرب أكتوبر، حيث كان طيارا حديث التخرج، وكان من ضمن المقاتلين في تلك الحرب المجيدة، واحد الأبطال الذين استشهدوا دفاعا عن الوطن.

وخلال سير المعارك على الجبهة علمت الفنانة شريفة فاضل باستشهاد ابنها، ودخلت "فاضل" في حالة عصبية حادة وتوقفت عن الغناء ومكثت في بيتها لا تخرج منه لمدة شهور، حتى استجمعت قوتها وقررت أن تقوم بدورها وتغني لإبنها البطل الذي استشهد في الحرب، لتواسي بتلك الأغنية نفسها وتواسي جميع الأسر المصرية التي استشهد أبناؤها في الحرب.

وخلال زيارة الكاتبة "نبيلة قنديل" صديقة شريفة فاضل لها في منزلها، طلبت منها "فاضل" أن تكتب لها أغنية عن ابنها، وأثناء كتابتها الأغنية سألتها نبيلة قنديل هل تكتب الأغنية عن أم شهيد معين أم لا؟ فأجابت شريفة فاضل أنها تريد أن تصل إلى كل الأمهات الأبطال الذين شاركوا في حرب أكتوبر سواء من استشهد منهم ومن نجا.

بعدها استأذنت نبيلة قنديل في الدخول إلى حجرة ابنها الشهيد، فسمحت لها وبدأت تكتب كلمات الأغنية، وبعد الانتهاء منها عرضتها على الملحن على إسماعيل الذي أعجب بها وسرعان ما وضع لحنا لها.

وبعد وضع لحن الأغنية، عرضت الفنانة شريفة اسماعيل على "بابا شارو" الذي كان يتولى منصب رئيس الإذاعة المصرية كلماتها للسماح بتسجيلها، والذي رحب بها وبكلماتها التي جاءت معبرة عن حال أمهات جميع الشهداء الذين سقطوا خلال حرب أكتوبر.

وخلال تسجيل الأغنية ومع أول مقطع لها دخلت الفنانة شريفة اسماعيل في نوبة حادة من البكاء، سقطت على إثرها مغشيا عليها، تكرر الأمر أكثر من مرة، لكنها أصرت على استكمالها، بعدما دخلت عليها الفنانة فايزة أحمد وهي تبكي داخل الاستديو وطلبت منها أن تؤجل التسجيل فترة لحين ما تتمكن من ان تماسك نفسها لكنها أصرت على الغناء حتى ساعدتها الفنانة فايزة أحمد، وبالفعل انتهت من تسجيلها وتم إذاعتها، وظلت شريفة كلما سمعت الأغنية أو غنتها، تنتابها حالة من البكاء الهستيري.