الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هالة الحلفاوي تكتب: ما بعد حرب أكتوبر !

صدى البلد

حرب أكتوبر المجيدة واحدة من أعظم حروبنا. بل يمكن القول إنها واحدة من أهم الحروب في القرن العشرين.

أرى أن الحديث عن ما بعد أكتوبر يكون من خلال محورين، أولهما الاعتراف بأننا قصرنا كثيرا في تناول حرب أكتوبر توثيقيًا وسينمائيًا وبحثيًا.

مر أكثر من أربعة عقود على هذه الحرب المهمة، ومازالت الكتب التي تناولتها دون الواجب، والطموح، وكذلك الأمر بالنسبة للتناول السينمائي، على الجانب الآخر نجد أن الإسرائيليين أصدروا عديد الكتب باللغات المختلفة وأنتجوا عديدا من الأفلام التي تقلل من انتصاراتنا وتعظم من أداء جيشهم، وكانت دومًا أمريكا إلى جانبها كما كانت داعمة لها في الحرب.

حتى إن عددا من جامعات العالم يدون في مناهجه الدراسية ما يشير إلى انتصار إسرائيلي، وكذلك الأمر بالنسبة لأفلام هوليودية.

نحن في مصر أغفلنا مؤخرًا الدور المهم لقوتنا الناعمة التي يمكن أن توضح للعالم كيف أن جيشنا خاض حربا قوية ببسالة واحتراف كان من نتيجتها هزيمة مُرة لإسرائيل.

وإذا بحثنا عن الكتب التي تناولت هذا الانتصار التاريخي، لن نجد سوى عدد محدود للغاية، ربما أهمها من وجهة نظري الكتاب الذي كتبه الفريق سعدالدين الشاذلي وروى فيه بعضًا من بطولات جنودنا.

أما ثاني المحاور فيتمثل في أن إسرائيل مازالت تمارس، حروبها النفسية على شعبنا، عبر محاولة ترسيخ رؤيتها لحرب أكتوبر.

ما يتطلب منا أن نزيد من تسليط الضوء على دور مخابراتنا في اختراق مجتمعاتهم، ونذكر في هذا رجالا عظاما أمثال رأفت الهجان وجمعة الشوان وآخرين.

ربما هذا ما دفع إسرائيل للرد بإنتاج فيلم عالمي يتناول أشرف مروان باعتباره جاسوسًا، وللأسف البعض في مصر يروجون لهذا الأمر، إما لأنه ضد أشرف مروان أو ضد جمال عبد الناصر أو لأنه ضد مني جمال عبد الناصر، أو لأغراض أخري، والسؤال ليس في أن أشرف مروان جاسوس أم وطني، فالرجل قد مات.

فالأمر الآن من يكسب المعركة النفسية! ولو صح كلام إسرائيل يعني أنها نجحت في اختراق ثلاثة رؤساء، عبد الناصر والسادات ومبارك، فأشرف مروان كان زوج بنت جمال عبد الناصر ومدير مكتب السادات ومقربا من حسني مبارك، ما يعني أن الموساد نجح في اختراق بيوتهم ومكاتبهم، وهذه إهانة للدولة المصرية ولثلاثة نظم مصرية متعاقبة. وهذه أكذوبة اخترعتها إسرائيل وتروج لها، ما يتطلب إنتاج فيلم مضاد، توضيحًا للحقيقة وحفظًا للكرامة الوطنية المصرية.

إن حرب أكتوبر تدار علي نحو آخر، تستخدم فيه الصورة والكلمة.