الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انتحروا بسبب إدمان الموبايلات.. قصص مأساوية تنذر بكارثة اجتماعية

إدمان الموبايلات
إدمان الموبايلات

تناولت شقيقتان توأم مادة سامة سم فئران وجرى تحويلهما إلى مستشفى المنصورة الدولي للعلاج ثم إلى مستشفى بلقاس المركزي مع والدهما، وتوفيت إحداهما وتدعى "منى. م. أ" 16 سنة، طالبة بمدرسة الثانوية بنات بلقاس، بينما جرى نقل الأخرى وتدعى "مي. م. ا" ، 16 سنة، إلى العناية المركزة في محاولة لإنقاذها، وتبين أن سبب الانتحار، قيام والدهما في الفترة الأخيرة بمنعهما من الخروج أو الذهاب للدروس مع زميلاتهن، وسحب هواتفهما المحمولة، بسبب معاكسة الأولاد لهما وهو ما أدي لمروهما بأزمة نفسية اقدما بعدها على الانتحار، كما أن المتوفاة حاولت قطع شرايين يدها.

حوادث متعددة 

ولم تكن تلك الحالة الأولى، فقد شهد نهاية العام الماضي، قيام طالبة ثانوية فنية، مقيمة بإحدى قرى مركز مطاي في شمال محافظة المنيا، بتناول جرعة كبيرة من السم، وذلك بعدما منعتها الأم من استخدام التليفون المحمول، ووصلت "ن.ج" 17 عاما لـ مستشفى مطاي العام جثة هامدة، وتبين أن سبب انتحارها قيام والدتها بأخذ هاتفها المحمول ومنعها من استخدامه حرصا عليها.

الانتحار بـ الشنق 

فيما شنق مراهق نفسه بسلك كهربائي بمنزله بمنطقة أبو يوسف شرقي الإسكندرية، منتصف العام الماضي، بسبب قيام والده بتعنيفه وأخذ الهاتف المحمول منه لسوء سلوكه، ووصل"أ.م.أ" 18 عاما، لمستشفى العامرية العام مصابا بسحجات حول الرقبة متوفيًا.

الانتحار بالأقراص السامة

وشهد عام 2017 قيام طالب بتناول أقراص سامة، وتوفي بسببها أثر هبوط حاد في الدورة الدموية، وكان ذلك بسبب مشادة بينه وبين والده، قام على أثرها والده بسحب هاتفه المحمول بسبب معاكسة الفتيات، وتم نقل الجثمان لمستشفى الفيوم العام، ويدعى زياد عماد قرني، 16 سنة، طالب ومقيم بهوارة المقطع التابعة لمركز الفيوم.

معدل الإدمان

وحسب تقرير نشرته "Elephant Journal"، حول ارقام إدمان الهواتف الذكي لدى المراهقين أن نسبة إدمان المراهقين على الهواتف الذكية هي 50% حسب اعتراف المراهقين أنفسهم، وان 59% من الأهالي يشعرون أن ابنائهم مدمنون للهواتف الذكية، و77% من الاهالي يقولون أن أبناءهم المراهقين منشغلون دائمًا بهواتفهم ولا يعيرونهم اهتمامًا خلال وجودهم معًا، و24% منهم يستخدمون الإنترنت يوميا و92% اونلاين بشكل غير منقطع.

الإدمان والاكتئاب
 
وحسب التقرير، فإن المراهقون الذين يقضون على هواتفهم الذكية 5 ساعات أو أكثر يوميًا، معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بأي عامل من العوامل المحفزة على الانتحار بنسبة 71%، مثل مشكلة الاكتئاب والأفكار الانتحارية، وان المراهقون في عام 2017، مقارنة بالمراهقين في فترة السبعينات والثمانينات والتسعينات، يأخذون وقتًا أطول للدخول إلى عالم الكبار، سواء من ناحية المتعة أو تحمل المسؤولية، وأحد الأسباب هو غرقهم في عالمهم الافتراضي وانشغالهم بالأنشطة المختلفة على الإنترنت (أونلاين) باستخدام هواتفهم الذكية، كالألعاب وشبكات التواصل الاجتماعي والواتس أب وغيرها.

أخطار صحية

فيما أوضحت إسراء نعيم، معالجة أسرية، أن إدمان المراهق على التكنولوجيا سواء في اللعب او مشاهدة الفيديوهات او العلاقات الافتراضية، أدى إلى مشاكل صحية للعين والرقية وأوجاع الظهر، وزيادة السمنة واضطرابات النوم والتأثير على التحصيل الدراسي والقدرات التعليمية.

نصائح للعلاج 

"أصبح بعيد عن محيط أسرته وعائلته وغارقًا في العالم الإفتراضي والعاب العنف، والحل ليس المنع ولكن تقنين عدد ساعات الاستعمال وخلق بدائل لهم وتشجيعهم على الهوايات الرياضية والفنية، حماية لهم من مشاكل الانترنت، مع ضرورة مراقبة آلية استعمال المراهق للهواتف ومن يتواصل معهم وما يشاهد، وفي حال التجاوز لابد من وسائل عقابية منع للإدمان المتواصل للهواتف المحمولة".. توضح المعالجة الأسرية.

حجم الاستهلاك 

جدير بالذكر أن، حجم مبيعات أجهزة المحمول فى السوق المصرى ما بين 14 إلى 18 مليون موبايل سنويا، و35% منهم أجهزة تقليدية والباقى أجهزة ذكية وذلك من إجمالي 94 اشتراك بالهاتف المحمول، وتسيطر الهواتف المحمولة على 45% من حجم الأجهزة الإلكترونية المباعة داخل مصر، وهذا يعد مؤشرا لمدى اهتمام المواطن المصري بالهواتف وارتباطه بها.