الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الرئيس السيسي يشهد فعاليات الندوة التثقيفية الـ 31 للقوات المسلحة.. يكرم الفريق عبد رب النبي حافظ ويشيد بدور المشير طنطاوى.. يحذر من التشكيك فى الجيش المصري ويوجه الشكر لأبطال فيلم الممر

صدى البلد

  • الرئيس يشهد فعاليات الندوة التثقيفية الـ 31 للقوات المسلحة.. ويكرم الفريق عبد رب النبي حافظ والمشير طنطاوى
  • السيسي يحذر من التشكيك أو التقليل من قيمة الجيش المصري
  • الشعب المصرى لم يفقد ثقته فى الجيش المصري حتى فى وقت الهزيمة الكبرى فى 67
  • القوات المسلحة لم تطلب تبرعات من المصريين لبناء قدراتها مثلما حدث بعد حرب 67
  • المشير طنطاوى طنطاوي رجل عظيم قاد مصر في أصعب الفترات
  • الرئيس يوجه الشكر لأبطال فيلم "الممر"

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، الأحد، فعاليات الندوة التثقيفية الـ 31 للقوات المسلحة "أكتوبر ..إرادة وتحد" بمركز المنارة الدولي للمؤتمرات بالقاهرة الجديدة، وذلك بالتزامن مع مرور 46 عاما على انتصارات أكتوبر.

وحضر الندوة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والفريق أول محمد زكى، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.

وبدأت فعاليات الندوة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للقارىء الشيخ أحمد تميم المراغي، كما عرضت الندوة التثقيفية للقوات المسلحة الـ 31 فيلما تسجيليا بعنوان "الحقيقة والتحدي"، والذي يوضح مدى التحديات التى واجهتها مصر، مشيرا إلى أن أكبر نموذج على قدرة المصريين في مواجهة التحدي وصنع المعجزات هو عندما تعرضت مصر لهزيمة حرب يونيو عام 1967، واحتل العدو أرض سيناء، والعالم اعتقد أن مصر أصبحت جثة هامدة، ورغم ذلك رفعت مصر شعار "لا شيء يعلو فوق صوت المعركة"، وبدأت المسيرة لإعادة بناء القوات المسلحة وحولت مصر اقتصادها لاقتصاد حرب، حيث قام الجيش المصري بتكبيد العدو خسارة كبيرة خلال حرب الاستنزاف.

وأوضح أن الإرادة هي "تجميع قوتك ولا شيء يوقفك عن التحديات"، وهو ما حدث خلال الإعداد لحرب أكتوبر عام 1973، حيث كانت مصر تعرف طريقها وهدفها في مواجهة التحدي.

ونوه الفيلم بأن حرب أكتوبر هو اليوم الذى تكاتف فيه الجيش المصري مع الشعب لتحقيق أكبر هزيمة للأعداء، والذى استعادت فيه الأمة العربية والمصرية كرامتها.

واستعرض الفيلم إنجازات الرئيس محمد أنور السادات في الحرب والسلام، واسترداد باقي الأرض المحتلة، حيث أشار إلى الزيارة التاريخية للزعيم الراحل السادات التاريخية إلى إسرائيل والتى توجت في نهايتها باتفاقية كامب ديفيد.

كما استعرض الفيلم التسجيلي مواجهة مصر للإرهاب بجميع أشكاله، وكذا مسيرة البناء في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي والتى شهدت التعمير في جميع مرافق الدولة جنبا إلى جنب مع مكافحة الإرهاب والقضاء على منابعه.

وحذر الرئيس عبد الفتاح السيسي من التشكيك أو التقليل من قيمة الجيش المصري، مشددا على أن الجيش هو من أبناء المصريين وفقدان الثقة فيه يعني فقدان الثقة في أنفسنا، وقال إن الجيش يخوض حربا شرسة فى سيناء ضد الإرهاب، ويخوض معركة أخرى مع الدولة للبناء فى كل منطقة بمصر لتحقيق التقدم.

وأكد الرئيس السيسي، في مداخلة له خلال الندوة التثقيفية 31 للقوات المسلحة، أن الشعب المصرى لم يفقد ثقته فى الجيش المصري حتى فى وقت الهزيمة الكبرى فى 67، مشددا على أن المصريين إذا فقدوا الثقة فى أنفسهم يفقدوا الثقة فى الجيش وقدراته، لافتا إلى "أن ما شهدناه خلال الشهرين الماضيين من محاولات كان الهدف منها الإساءة والتشويه والتقليل من قيمة الجيش وقدراته" .

وذكر الرئيس السيسي "أن القوات المسلحة لم تطلب تبرعات من المصريين لبناء قدراتها مثلما حدث بعد حرب 67 عندما كان المصريون يتبرعون لبناء الجيش والفنانون كانوا يقيمون حفلات داخل مصر وخارجها لجمع تبرعات من أجل إعادة بناء الجيش، والدولة قالت إنه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، لتوفير الأموال للجيش من أجل معركة الكرامة واستعادة الأرض مرة ثانية، وعزتنا وكبريائنا الذي تضرر بشكل كبير في 67".

وأضاف الرئيس السيسي: "إن الفيلم التسجيلي تحدث أيضا عن حرب الاستنزاف، ونحن منذ 6 سنوات في سيناء في حرب مع الإرهاب، وتساءل "أليس هذا استنزاف لقدراتنا؟ وأجاب: "بعد كل هذا لما حد يحاول أن يشوه أو يسيء له أمر لابد جيدا أن ننتبه له ونخلي بالنا كويس..لا الجيش طلب تبرعات من المصريين لبناء قدراته، ولا الجيش قال: "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، ده الجيش والدولة تحركوا لبناء الدولة أثناء الاستنزاف الذي يتم علينا، يعني حرب في سيناء وبناء في كل حتة في كل ربوع مصر عشان محدش يعطلنا ولا يعيق حركتنا والبلد تتقدم".

وتابع السيسي: "الفيلم التسجيلي تحدث عن الوعي في قمة الهزيمة، وأن المصريين في هذا الوقت للناس اللي عاشت في الفترة دي كانت في قمة روحها المعنوية، والهزيمة كانت قاسية ومريرة جدا، لكن وعي المصريين كان أكبر من الهزيمة، وقال للقائد متمشيش كمل واحنا معاك، مش حاجة تانية واحنا في قمة النصر".

وكرم الرئيس السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، الفريق عبد رب النبي حافظ، والمشير حسين طنطاوي، نظرا لأعمالهما الجليلة أثناء قيادتهما للفرقة 16 مشاة والكتيبة 16 خلال حرب أكتوبر المجيدة.

وقدم الرئيس السيسي هدية تذكارية للفريق عبد رب النبي حافظ، كما صافح المشير حسين طنطاوي.

وقال الرئيس السيسي، معلقا على التكريم: "مش هيفوتني إن سيادة الفريق عبد ربه تحدث عن الفرقة 16، وعن الكتيبة 16، وأيضا معنا قائد الكتيبة 16 سيادة المشير حسين طنطاوي الرجل العظيم الذي قاد مصر في أصعب الفترات".

وخلال الندوة، ألقى الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، كلمة أكد فيها أنه "في مثل هذه الأيام من كل عام تهب علينا ريح طيبة تذكرنا بأمجاد أيامنا في العصر الحديث على الإطلاق، وأريد هنا أن أؤكد أننا كلما قرأنا في تلك الفترة ازداد يقيننا بأن هزيمة 1967 لم تكن قاعدة في حياتنا، ولكنها استثناء لم يتكرر أبدا فما التحم الجيش المصري واشتبك إلا وحقق انتصارا إلا إذا حالت دون ذلك ظروف أخرى لا نخوض فيها".

وأوضح الدكتور مصطفى الفقي أن الهزيمة التي يتحدثون عنها بعدها بأيام قليلة بدأت كلمات مثل "رأس العش، شدوان، ومعركة بور توفيق وإغراق المدمرة إيلات"، مضيفا: "أي هزيمة تلك التي يمن عليها شعب ويستطيع أن يقف على قدميه جسورا شامخا ليضرب العدو بعد أيام قليلة من هزيمة نكراء، وهنا لابد أن نعترف بأن استجماع القوات المسلحة في فترة قصيرة لعناصرها الأساسية كان أمر محل إعجاب ودهشة حتى الآن"، مشيرا إلى أن الفضل في ذلك يرجع للفريق فوزي ورفاقه وزعامة عبد الناصر ومن كان معه في ذلك الوقت.

وتابع: "الخارجية المصرية، وقد كنت شابا صغيرا فيها، كانت كخلية النحل تغلى وتنظر إلى بطولات الجيش وأعماله بكل تقدير واحترام وترى أن كل ما يمكن أن تقدمه في هذا الصدد هو أقل القليل الذي تكمل به هذا الجهد العظيم لقواتنا المسلحة الباسلة".

وأشار إلى أنه في ذلك الوقت صدر قرار مجلس الأمن رقم 242، وذلك بعد مداولات طويلة في الجمعية العامة حيث صاغه دبلوماسي بريطاني كبير بطريقة فيها غموض بناء يقرأها كل من يريد ويفسره على هواه.

وقال إن "القرار نص على انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من أراض احتلت في النزاع الأخير وليس الأراضي التي احتلت، وإنهاء جميع حالات العداء واحترام وإقرار سيادة كل دولة في المنطقة وسلامتها الإقليمية واستقلالها السياسي، وحقها في العيش بسلام داخل حدود آمنة ومعترف بها خالية من التهديدات أو أعمال القوة".

وأضاف الدكتور مصطفى الفقي أن مصر الصامدة الواقفة على قدميها حظيت في تلك الفترة بمساندة دبلوماسية من الدول الصديقة، حيث جرت مداولات الوضع في الأمم المتحدة بشكل يؤكد أن العالم يرى أن الهزيمة ليست شيئا مستحقا لبلد عريق عظيم مثل مصر.

وتابع: "تحضرني صورة تاريخية للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، عندما انسحب من إحدى جلسات مؤتمر دولي كبير، حينما بدأ المندوب الإسرائيلي في الحديث، حيث خرج وراءه مندوبو 124 دولة".

واستطرد: "علق الرئيس الأمريكي وقتها قائلا، إن عبد الناصر يحكم أكثر من نصف العالم، فهذه كانت صورة مصر في ذلك الوقت، إلا أن جاء الرئيس السادات، وهو رجل دولة بطراز رفيع لابد أن نعترف له بالفضل، وصاحب رؤية شاملة وقدرة على استشراف المستقبل بشكل غير مسبوق في تاريخنا لا نكاد نرى مثيلا له في الرؤية الشاملة إلا محمد علي من قبله".

وأوضح أن "الرئيس الراحل أنور السادات حاول في الحل السلمي مع تضافر الجهود العسكرية لتذليل كل العقبات، ولكن القوتين الأعظم الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق، كانتا قد اتفقتا على تجميد الموقف في الشرق الأوسط بموافقة كل من بريجنيف ونيكسون، ولذلك أعلن السادات في 11 مايو عام 1971 مبادرته التي تحوي قبول السلام مع إسرائيل في مقابل الانسحاب من جميع الأراضي المحتلة عام 1967 ولكن إسرائيل رفضت العرض كالمعتاد".

وأشار إلى أن "اتفاق القوتين الأعظم أمريكا والاتحاد السوفيتي السابق، جاء لتجميد الموقف في الشرق الأوسط، والحفاظ على الوضع الراهن، ولذلك اتصفت هذه الفترة بأنها فترة اللاسلم واللا حرب، ولكن كانت الثقة لدى المصريين، هي العاصم الحقيقي أمام كل هذه الاهتزازات، فالمصري لم يفقد ثقته في نفسه ولا قيادته، ففشلت كل المحاولات لإحباطه وإسقاطه".

وقال الدكتور مصطفى الفقي: "كان على الرئيس السادات في هذا الوقت أن يتخذ موقفا جسورا، فكان العبور العظيم يوم 6 أكتوبر بعد مشاهد رائعة، مثل إغراق المدمرة إيلات، أسبوع تساقط الطائرات الفانتوم فوق سيناء، عمليات العبور اليومية للضباط المصريين الفدائيين، واستشهاد الكثير وراء خطوط العدو".

وأكد أن العبور العظيم كان بمثابة ختام لحرب الاستنزاف، وهي حرب مجيدة، ربما لم تأخذ حظها من الدراسة الكافية، ولكن القوات المسلحة تسعى لإبراز الجوانب الإيجابية لتلك الحرب، والتي جعلت مصر منارة أمام الجميع ونبراسا للكل.

واختتم الدكتور مصطفى الفقي كلمته قائلا: "إن الشعب الذي عبر من الهزيمة إلى النصر، ومن الفوضى إلى الأمان، قادر على أن يعبر كل الصعاب التي تقف في طريقه، ومواجهة الكيدية السياسية دوليا وإقليميا، ومواجهة العقبات التي تلوح أمامه، لأنه شعب أبي عريق علم الدنيا في فجر الحضارة، وهو عصي على الانكسار مهما كانت المؤامرات والضغوط والمكائد، ويثق ثقة مطلقة في قيادته، ويرى أن هذه القيادة تمضي على الطريق الصحيح، برغم كل المعاناة والمكائد والمصاعب والمشكلات"، وشدد على أننا "سننتصر على الإرهاب ونبني الدولة الحديثة لأن الله حفظ مصر منذ الأزل وسوف يحفظها إلى الأبد".

من جانبه، أعرب قائد الفرقة 16 مشاة أثناء حرب أكتوبر المجيد ورئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق الفريق عبد رب النبي حافظ عن سعادته البالغة بالحضور في هذه الندوة التثقيفية الـ31 للقوات المسلحة بعنوان "أكتوبر.. إرادة وتحد".

وقال: "إنه لشرف عظيم الحضور في هذه الندوة لسرد ذكريات ووقائع تاريخية دامت لسنوات طويلة في الصراع العربي الإسرائيلي"، مشيرا إلى أن الفرقة 16 مشاة تعد من ضمن الفرق الخامسة التي خاضت عشرات المعارك خلال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973.

وأكد الفريق عبد رب النبي حافظ أن حضارة مصر نبعت من قدرة شعبها وجيشها عقب كل انتكاسة شهدتها، لافتا إلى أن قوات الجيش تلقت تدريبات شاقة إلى جانب استخدام أساليب غير مسبوقة للتغلب على الكثير من الصعوبات والمشكلات أدت إلى هزيمة النظام الدفاعي المعادي الحصين المنتشر على طول الضفة الشرقية لقناة السويس.

وأضاف: "تدمير احتياطات مدرعة قوية والاستيلاء على خط بعمق 15 كيلومترا شرقا كمهمة أساسية للمرحلة الافتتاحية للحرب، عقب ذلك خاضت قوات الفرقة خلالها العديد من المعارك منها معركة الاستيلاء على نقطتي العدو القوية الدفرسوار، معركة الطالية الأولى والثانية وكتيب الخيل حيث يوجد النصب التذكاري لشهداء الفرقة 16 مشاة".

وأشار إلى أن قوات الفرقة 16 المشاة أصرت على القتال رغم تعرضها لضربات إسرائيلية مضادة في معركة الدبابات الكبرى يومي 16 و17 أكتوبر، كما أن الفرقة أجبرت العدو الإسرائيلي على تغيير تكتيكات العدو الثابتة منذ عام 1948، مما دفعه لاستخدام دوائر المظلات في هجوم أرضي.

وتابع أن الجنرال الإسرائيلي شارون قال إن قواته خسرت في معركة الدبابات الكبرى في 17 أكتوبر أكثر من 70 دبابة وأكثر من 300 قتيل وأكثر من 1000 جريح من أبرز قادة القوات الإسرائيلية.

وأكد أن ما يتم اليوم على أرض مصر من نهضة أمنية ونهضة تنموية واعدة هو في واقع الأمر محصلة القدرات التي واجه بها جيش مصر التحديات والتهديدات التي طالما تعرض لها الوطن، فجيش مصر هو الذي أقسم رجاله ألا يدخروا جهدا في سبيل تحقيق النصر لتبقى راية مصر عالية خفاقة على دوام.

من جانبه، قال نائب مركز بحوث التكنولوجيا بالجامعة البريطانية في مصر الدكتور محمد الجندي، إن الآباء والأجداد واجهوا الكثير من المخاطر والتهديدات بكل ما لديهم من إمكانيات للحفاظ على هذا الوطن، مشيرا إلى أننا نتعرض في هذا القرن المربك لنوع جديد من الغزو وهو "الغزو عن بعد".

وأضاف الدكتور محمد الجندي أن التحول الجيوسياسي، عقب انهيار الاتحاد السوفيتي، كان له أثر بالغ في شكل الصراعات والحروب حيث تحول العالم من ثنائي القطب إلى أحادي القطب مع هيمنة للولايات المتحدة، ومع ظهور أقطاب أخرى بدأت بعض الدول تستغل هذا التغير في زعزعة الأمن القومي لدول أخرى، مشددا على أن هذا التحول الجيوسياسي أدى إلى تطور أنواع الصراع من استخدام للجماعات المسلحة والإرهابيين إلى استهداف عمق المجتمعات والبحث عن نقاط ضعف في دول راسخة لاستهدافها من الداخل، وهو ما يعرف بحروب الجيل الرابع.

وأوضح أن تطور أدوات العولمة وعلى رأسها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أدى إلى انحسار مركزية الدولة ومهد الطريق إلى سيطرة مؤسسات تقنية على السياسة والاقتصاد العالمي، حيث ساهم هذا الصراع في تطور الأدوات إلى ظهور مخاطر جديدة أطلق عليها "حروب الجيل الخامس"، وأطلق عليها آخرون "الصراعات الهجينة"، وهي استغلال نقاط الضعف التي تهدد المرتكزات الأساسية للدولة لإحداث تأثيرات عميقة من الناحية السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

ولفت إلى أن هذه التكنولوجيا أصبحت تلعب دورا فعالا في التأثير على الدولة، خصوصا مع توغل البنية التحتية المعلوماتية في أبعاد الأمن القومي.

وتابع: "بما أن المعلومات هي بترول القرن فقد أصبحت التكنولوجيا تراقب تحركتنا عبر الأجهزة الذكية من خلال مواقع الإنترنت، فكل موقع تزوره يقوم بجمع بياناتك وتحركاتك حتى في المواقع التي لم تدخلها هذه المعلومات يتم تحليلها ويبيعها سماسرة المعلومات حول العالم سواء كانوا معلنين أو أجهزة استخبارات".

وأكد أن البعض يعتقد أنه في أمان لأنه لم يكتب شيئا على مواقع التواصل الاجتماعي ويستخدم الرموز التعبيرية، لكن هناك برنامجا متواجدا على الشاشة يحلل حالتك النفسية والسلوكية عن طريق هذه الرموز التعبيرية.

ونوه بأن هذه الأجهزة التقنية الصغيرة يمكنها تتبع تحركات حتى لو أغلقت خدمات تحديد المواقع، ففي كل هاتف محمول يوجد ملف مخف يسجل أبراج شبكات المحمول التي يتصل بها هاتفك، ومن هذه الأبراج يمكن تحديد خط سيرك دون تفعيل خدمات تحديد المواقع، بل الأدهى من ذلك أن هذه المعلومات متاحة كمصدر مفتوح على الإنترنت وتستخدم لكشف غموض الجرائم والقبض على المجرمين، إلا أنها قد تستخدم أيضا ضدنا من قبل مطوري هذه البرمجيات.

وأشار إلى تطور مواقع التواصل الاجتماعي لقراءة أفكارك وفقا لميولك والمواقع التى ترتادها، لافتا إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تستخدم في البروباجندا ونشر الأخبار المفبركة، وهناك العديد من الأدوات التقنية التي تعمل تلقائيا على هذه المواقع لعمل حسابات وهمية يمكنها التفاعل مع المستخدم والتعليق على المنشورات ونشر وإشهار "الهاشتاج".

وضرب الدكتور محمد الجندي مثالا على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في تضليل الرأي العام وهدم الدول، وهو ما حدث في سوريا، حيث كانت دولة مستقرة سياسيا واقتصاديا ولديها اكتفاء ذاتي في أشياء كثيرة، لكن مع ظهور بعض الأحداث التي بدت في بدايتها بسيطة في إحدى المدن السورية، ظهرت دعوات للتظاهر على مواقع التواصل الاجتماعي تنادي للنزول للشوارع للاحتجاج السلمي، لكن استغلتها بعض الدول واختطفت الأحداث وحولتها إلى أحداث عنف، ثم استغلها الإرهابيون وصنعوا الكثير من "الهاشتاج" على مواقع التواصل الاجتماعي التي تحض على العنف وخلق حالة من الفوضى والإرهاب والقتل والدمار، إلى أن تمكن الإرهاب من الدولة وأصبحت ركاما وصار مصيرها في أيدى دول أخرى.

وأشار إلى مثل آخر للهاشتاج الذي انتشر مؤخرا في مصر لتضليل الرأي العام في مصر لخلق مناخ معاد للدولة باستخدام أدوات خاصة تبين أن نسبة 17% منه منشورات أساسية خرجت من حسابات لأناس محسوبين على تيارات معادية للدولة، لكن الأهم أن نسبة 81% من هذه المنشورات هي عملية إعادة نشر عن طريق حسابات مزيفة للهاشتاج.

وأكد أن تطور التكنولوجيا سيسبب تحديا كبيرا على مستوى الأمن القومي، ما الذي سيحدث إذا استطاع الذكاء الاصطناعي تزييف فيديو بالصوت لزعيم سياسي أو شخصية عامة واستخدمه في تضليل الرأي العام، فستكون النتائج كارثية، مشددا على أنه لا يمكن هزيمة التكنولوجيا بدون معرفة كيفية استخدامها عن طريق تأهيل كوادر احترافية، بالإضافة إلى الحاجة إلى تطوير أنظمة خاصة بجمع المعلومات من المصادر المفتوحة، وعلى رأسها الإنترنت وتشجيع البحث العلمي في هذا المجال.

وأكد أحد أبطال القوات المسلحة، الجندي أحمد فوزي حسن، أن مصر تستحق جميع التضحيات التي تقدم من أجلها، وأن سيناء بها "وحوش" وأبطال وأن مصر ستظل قوية بشعبها وجيشها.

وقال الجندي أحمد فوزي حسن، ابن قرية العباسة الكبرى بمحافظة الشرقية، والذي تعرض لبتر في القدمين أثناء تأمين قطاع رفح في شمال سيناء عام 2015، إنه التحق بالجيش المصري في 24/4/2015، وانضم لكتيبة (83) صاعقة في مدينة رفح قوات خاصة، حيث تم تدريبهم على أعلى مستوى، واشترك في عشرات المداهمات لاكتشاف وتدمير الأنفاق، حيث تم خلالها اعتقال الكثير من العناصر التكفيرية.

وأوضح أنه كان له الشرف أن يخدم مع أبرز قيادات القوات المسلحة التي خدمت في شمال سيناء منهم: العقيد شهيد محمد هارون، والعقيد شهيد رامي حسنين، والرائد شهيد عمر وهيب، والنقيب شهيد خالد مغربي الشهير بخالد دبابة.

وعقب ذلك، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بتكريم الجندي أحمد فوزي حسن وذلك لما قدمه من تضحيات.

كما تم عرض لقطات من فيلم "الممر" الذي يتحدث عن جانب من بطولات وانتصارات الجيش المصري وصموده في مواجهة العدو الإسرائيلي، ورد الاعتبار وعودة الكرامة لكل مواطن مصري ورفع علم مصر على كل شبر في أرضه، علاوة على التحديات التي واجهت أبطال الجيش المصري وتكبيده للعدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

وأعرب الفنان أحمد عز، بطل فيلم "الممر"، عن سعادته بالمشاركة في احتفالات أكتوبر؛ في إشارة إلى فيلم "الممر"، منوها بأن النجاح الذي حققه هذا الفيلم أظهر رسالة الشعب المصري على أنه وجيشه كيان واحد لا ينفصل.

وقال: "لو كل واحد منا طلبته البلد في أي وقت لارتداء الزي العسكري سيكون شرفا وفخرا"، وردد في ختام كلمته - رسالة الفيلم - "البسوا المموه بيخافوا منه".

من جانبها، قالت الفنانة هند صبري، إن فيلم "الممر" جسد طريقا عبرت به مصر والدول العربية من لحظات الانكسار إلى لحظات الانتصار، معبرة عن سعادتها بتجسيد دور زوجة المحارب، منوهة بأن المرأة المصرية عظيمة وذات معدن أصيل يظهر في المحن الصعبة، كما أنها حصن وسند لبلدها، موجهة في الوقت ذاته التحية والتقدير للشعب المصري وجيشه العظيم.

وعقب ذلك، تم عرض الصورة الحقيقية للسيدة فرحانة حسين سلامة التي قدمت خدمات جليلة للوطن من خلال تعاونها مع إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، والتي كرمها الرئيس الراحل محمد أنور السادات بتقليدها نوط الامتياز من الطبقة الأولى، حيث تم تجسيد شخصيتها في فيلم "الممر" من خلال دور السيدة البدوية.

وتلا ذلك، الفقرة الفنية التي أعدت بواسطة إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة وبالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، والتي قدمها كورال أطفال وشباب ومجموعة من المواهب الصغيرة، فضلا عن مشاركة مجموعة من الفنانين المصريين منهم حكيم ومروة ناجي وهالة رشدي، بالإضافة إلى الفنان الأردني عمر العبد اللات.

ووجه الرئيس السيسي الشكر إلى أبطال فيلم "الممر"، مشيرا إلى أن الفيلم يعكس الروح المصرية ويعبر عن كل شرائح المجتمع.

وقال الرئيس السيسي: "أنا بشكركم والحقيقة الفيلم كان رسالة جميلة جدا للمصريين كلهم، وأداء كل من شارك في الفيلم يعكس روح مصرية بتتكلم، حتى لو كان بيتكلم باسم غير المصريين"، مضيفا: "إن أداءكم الذي عبرتم به عن كل شرائح المجتمع المصري في الفيلم في هذا الوقت وروحها تجاه بلادنا، وصلتوها لينا، والشباب اللي مشافش هذا وعاشه، أتصور أنه تأثر كثيرا، لأنكم عيشتوهم هذه الفترة، كل المجموعة كان أداؤها أكثر من رائع".

وأضاف: "أتصور للمخرجين والمنتجين أن التجربة قابلة للتكرار كثيرا وشفتوا حالة الالتفاف مش للجيش والشعب بس، للدولة حالة الالتفاف على مصر، وإحنا محتاجين في ظل اللي إحنا بنشوفه والتحديات التي نراها في المنطقة ومحاولة سلب عقول وآمال شعوبنا أن يبقى فيه على الأقل كل 6 شهور فيلم يفكر الناس ويساعدها إنها تطمن إنها دولة وشعب صلب بتاريخه، واللي انتوا بينتوه في الفيلم وضح كده كان في ناس مستعدة للتضحية، يعني الصعيدي اللي بيقول "أوريهم إن أنا واقف ومش خايف"، هو رمز لشجاعة المصري، أبدا لا يتخاذل أمام التحدي، أي تحدٍ".

وأكد الرئيس السيسي: "رسالة الفيلم جميلة، وأنا بشكركم باسمي وباسم كل المصريين، وإن شاء الله يكون هناك فيلم تاني وتالت بيكم وزمايلكم من الفنانين والفنانات الموجودين في مصر والمخرجين والمنتجين"، وتابع: "إحنا محتاجين كثيرا من هذه الأفلام خلال الفترة اللي إحنا موجودين فيها ومستقبلا".