الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أشرف الشرقاوي يكتب: أطفال سوريا بلا عنوان

صدى البلد

من يخرج جثة أمي من تحت الأنقاض . من ينقذ أختي من هتك الاعراض. من يدفن جثمان أبي من بعد تعذيبه وشنقه والتمثيل بجثمانه. تبدلت الدنيا من حولي ولم أرَ فيها إلا الخراب.

أرتعد خوفا ذعرا رعبا أجري أنا وأصحابي من أطفال القرية لنختبئ تحت الانقاض .. صوت القنابل يطاردني وتقصفني المدافع والطائرات .. خرجت من مخبئي بعد ان هدأت أصوات الطغيان أبحث عن اصدقائي فلم أجد اصحابي.. لم أجد الا بقاياهم جثثا وأشلاء، فتلك ذراع أحمد وهذه قدم خالد ويا ويلتي انما تلك رأس دعاء. الكل راح وتركوني أذوق وحدي مرارة الاسر وطغيان الاعداء . لم تعد ترى عيني إلا الأنقاض. أتلك قريتي . أين مدرستي من تلك الانقاض؟.
 
أتلك كتبي المحروقة أهذه اقلامي المتفحمة . لم أعد أسمع صوت الأذان.. لم أعد أسمع الا دوي القنابل هنا وهناك. هناك جرحي هناك قتلي.. ماذا فعلنا لنذوق تلك الاهوال. كنت الطفل الحالم ان يصبح عالما ويكتشف دواء لكل الامراض وأحصد جوائز في العلم وأحصد كل الالقاب . والان تبددت احلامي ولم أعد أحصد الا الخراب.

لا لا بالفعل اصبحت الطفل الذي يحصد كل الالقاب فأنا الطفل الشريد الطفل الاسير، الطفل اليتيم، الطفل الذي حاز علي كل الالقاب. اجتاحوا بلادي ضاربين بكل العهود والمواثيق سرقوا بلادي اضاعوا هويتي. وفي صمت رهيب وفي مرأي ومسمع من العالم اغتالوا براءتي. بلادي تُغتصب وتحتل دون تحريك ساكن من كل الاعراب.
 فمنهم من اكتفي بالشجب والنكران ومنهم من لوح بالتنديد ومنهم من تحفظ ومنهم من شارك بعبارات المواساة قلبي معك يا سوريا وخطوات واجراءات وشعارات ودون جدوي. فأنها يا عرب سوريا فسوريا تضيع.

وها أنا طفل سوريا الشريد من يجد لي مأوي. من يجد لي اسرة ترعاني من يجد لي وطنا. ومن ذا الذي يحميني. فيا عرب أباق عندكم وطن يأويني؟.. الكل راح الكل سقط.. فمن ذا الذي من اليُتم يأويني؟.