الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.فتحي حسين يكتب: التضليل الإعلامي

صدى البلد

ربما كان مصطلح التضليل الإعلامي ليس جديدا علي شبابنا وبعض شرائح مجتمعنا الذي يستقي معلوماته من وسائل الإعلام في أغلب الأحوال في ظل ابتعاد الشباب عن الأسرة وانشغال معظمه بالواقع الافتراضي الذي يخلقه له الفيس بوك ومواقع الأخبار واليوتيوب الأمر الذي جعل من تأثيره علي الشباب عظيم وخطير ويحتاج إلى مواجهة قوية وضبط من قبل الدولة تجاه الشباب الذين هم عصب الحياة ورجال المستقبل !

كما أن طغيان الإعلام وهيمنته المستمرة علي الشباب أصبح أمرا لا يمكن السكوت عنه بأي حال من الأحوال لاسيما في ظل السهولة النسبية في التعامل مع وسائل الإعلام الحديثة واختزالها جميعها في جهاز المحمول الصغير بل أصبح أكثر تأثيرا في عصر السموات المفتوحة والسوشيال ميديا.

فالتحريض في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا علي العنف والقتل وسفك الدماء والتظاهرات في غير موضع بشكل عام ممنوع وغير مقبول في دولة عرفت طريق الاستقرار بعد الفوضي , وفي وقت تحارب فيه الدولة الإرهاب العالمي وتبني اقتصادها من ناحية أخري بعدما أكل عليها الفساد وشرب لسنوات وعقود عديدة فتراجعت وأصبحت دولة فقيرة ونامية ولديها أكبر معدلات للفقر والأمراض في العالم !

والتضليل الإعلامي وهو بلا شك أمر عدائى وكارثة كبرى، لأن اتخاذ حرية الإعلام كعباءة لإثارة الفتن والنعرات الطائفية والفوضي أمر كارثى تمنعه الوثائق العالمية التى تتعلق بالبث الفضائى وترفضه مواثيق الشرف الأخلاقية علي مستوي العالم !

والغرب يدرك ذلك جيدة ويدرك كيفية التأثير علي الشباب والأفراد في مجتمعات العالم الثالث والنامي – والذين ننتمي نحن لهم – فيقومون باستخدام كافة الوسائل التكنولوجيا واكثرها فاعلية وتأثيرا علينا بل وغسل عقولنا وربما تضليلنا باشياء غير حقيقية علي الإطلاق . وهناك دول تمول الإرهاب وتعاون جماعة أهل الشر التي تريد النيل من شباب مصر واستمالتهم اليها لكي يدفعوهم الي سلوكيات خطيرة ضد بلادهم بعد اقناعهم بوسائل عديدة من خلال الإرهاب الفكري الذي يعد من أشرس أنواع الإرهاب والذي يدفع الشباب إلي ارتكاب جرائم القتل ضد كل من هو مخالف لأفكارهم وآرائهم مثل حدث من قبل مع المفكر فرج فودة الذي اغتالته الجماعات الاسلامية المتشددة ومن بعده محاولات قتل نجيب محفوظ وسيد القمني وآخرون عدد كبير من الروائيين والكتاب وأصحاب الفكر وهذا ضد الدين الإسلامي الوسط السمح الذي يدعونا الي المجادلة بالتي هي احسن !

فالفكر الخبيث قد يقتل أمة بأكملها مع وجود دول تدعم منصات إعلامية موجهه تهدف لإسقاط دول مثل قطر وتركيا التي تستخدم قناة الجزيرة والشرق وغيرها في بث سمومها الي الشباب وجميع افراد المجتمع وتقوم بتضليلهم اعلاميا وفكريا!

الامر الاخر ان خطورة التضليل الاعلامي علي الشابا وافراد المجتمع لا يمكن حصر تأـثيراتها علي المجتمع وتماسكة واستقراره وهذا ربما يتم من خلال نشر الشائعات وزالتوسع فيها ، وممارسة التضليل والكذب باستمرار وفقا لمدرسة جوبلز الشهيرة في الكذب الاعلامي والتي تقول بانك لو كذبت باستمرار سوف يصدقك الناس ولو حتي متأكدون انك كاذبا !

ومن خلال تزييف الحقائق، تحريف المعلومات، ومن ثم لابد من وجود تشريع دولي للنظر في وضع معايير تلزم القنوات الرئيسية في العالم بانتهاج منهج عادل وعدم وضع صور وقوالب نمطية عن المسلمين في مجمل الأحداث!

ولابد من مواجهة حروب الجيل الرابع التي تقوم على بعض الركائز الرئيسية مثل التضليل الإعلامى والصحافة الزائفة تهدف إلى بث معلومات زائفة لهدم أركان الدولة، وإحداث حالة من التشكيك بين الفئات والطبقات، والتحريض بين الطبقات والشعب والجيش ومؤسسات الدولة، ويجب التأكيد على ضرورة مواجهة حروب الجيل الرابع، لأنه حال إهمالها لسنوات مقبلة، سيؤدي لكوارث كبري، والحلول أصعب بكثير مما نتصور !

لذلك فإننا جميعا اعلاميون وصحفيون وباحثون واساتذة جامعة وكتاب رأي وقراء , مطالبون بمحاربة دعوات الإرهاب والتطرف وتحري الدقة في تأثير الكلمة قبل النطق بها !

ولابد من التوعية المستمرة للشباب بخطورة المعلومات التي تبث عبر قنوات الارهاب ولابد ان تكون لديه المعلومة الصحيحة من مصادرها الاصلية وهذا يتم من خلال اقامة الندوات التوعوية للشباب والمؤتمرات وفتح افاق لمشاركة الشباب في كافة المحافل الاعلامية والثقافية وينبغي ان يدرك الشباب اهمية الحفاظ علي اوطانهم وعدم الانسياق وراء الشائعات والاكاذيب التي تمارس في اعلام اليوم الخارجي وعبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي دائما ما تقدم معلومات غير حقيقية او معلومات بهدف ما ولمصلحة خاصة بالدولة الباثة لها وليس لاجل الله والوطن !