أوضحت دار الإفتاء المصرية، أنه ينبغي لأي مسلمٍ يأتيه شعور أو ظنون أنه مصاب بعملٍ أو سحرٍ، أن يكون صاحب عقلية علمية تؤهله لعبادة الله – تعالى-، وعمارة الأرض، وتزكية النفس.
وأضافت « الإفتاء» فى إجابتها عن سؤال يقول صاحبه: « أشعر بأني مصاب بعملٍ أو سحرٍ، فكيف أقوم بفك ذلك العمل أو السحر؟»، أنه لا ينبغي للإنسان أن ينساق وراء عقلية الخرافة التي تقوم على الأوهام والظنون، ولا تستند إلى أدلة وبراهين.
وأشارت إلى أنه قد كثر في زماننا هذا بين المسلمين شيوع عقلية الخرافة، وانتشر إرجاع أسباب تأخر الرزق وغير ذلك من ابتلاءات إلى السحر والحسد ونحو ذلك؛ فينبغي علينا جميعًا تجنب هذه المهلكات.
وبينت أن الصواب هو البحث في الأسباب المنطقية والحقيقية وراء هذه الظواهر، ومحاولة التغلب عليها بقانون الأسباب الذي أقام الله عليه مصالح العباد، على المسلم أن يستعين بالله في ذلك، كما ينبغي عليه أن يزيد من جانب الإيمان بالله والرضا بما قسمه الله له.
وأكدت أنه لا يعني هذا الكلام إنكار السحر والحسد، فإنه لا يسع مسلمًا أن ينكرهما فقد أخبرنا الله تعالى في القرآن الكريم بوجودهما؛ فقال- سبحانه-: «َ ومَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ»، ( سورة البقرة: الآية 102)، وقال أيضًا : « وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ»، ( سورة الفلق: الآية 5).
وتابعت أن النبى- صلى الله عليه وسلم- أخبرنا في سنته الشريفة بوجودهما؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «وَلَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ الْإِيمَانُ وَالْحَسَدُ»، رواه النسائي.
واستدلت أيضًا بما روى عن أبي هريرة - رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: «الشِّرْكُ بِاللهِ، وَالسِّحْرُ...»، متفق عليه.
وواصلت أن المنكر هو الإسراف في ذلك حتى غدا أغلب من يزعمون أنهم يعالجون من السحر من المدعين المشعوذين المرتزقة، وأغلب من يظنون أنهم من المسحورين هم من الموهومين.
واختتمت أنه إذا لم يجد الشخص مبررًا منطقيًّا لما يحدث له، وغلب على ظنه أنه مسحورٌ أو نحوه، فليتعامل مع ذلك بالرقى المباحة والتعوذ المشروع؛ كالفاتحة، والمعوذتين، والأذكار المأثورة عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم-.