EN 
أخشي إن الإنسانية أصبحت كلمة فقط فى المعجم وتلاشي معناها الحقيقي ، نعم .. فقد جاوزنا كل الحدود بصمتنا واستكانتنا .. فبالأمس حدث حادث مروع لشابين أحدهما عشرينى وهو "محمد عيد" كان ضحية تحت عجلات قطار طنطا ٩٣٤ ، والآخر "أحمد سمير أحمد" أصيب...ولماذا؟ لأنهما ليس معهما ثمن تذكرة الركوب فأجبرهما الكمساري عمدا على النزول ..!!
"القطر ده مفيهوش رجالة ولا ايه يا جدعان".. صرخات تستنجد من فى القطار على أمل أن تلاقى من يدافع أو يمنع فعل الكمساري الذي لم أجد حقيقة له وصفا .. غير انه تجرد من كل شىء.. مهنيا ومعنويا. والذي كان من الممكن أن يتحول إلى بطل قومى لو كان أداؤه المهنى يتسم بالمرونة أن ينتظر للمحطة التالية ويتم إنزالهما ..
ولكن لا حياة لمن تنادى .. فمع معاملة الكمساري العنيفة واجبارهما على دفع الغرامة وقدرها ٣٠ جنيها وتخييرهما بين النزول من القطار أو تسليمهما للشرطة .. قررا القفز ليلقى حتفه فى الحال والآخر يصاب بجروح .. وصرح صديقه بأن المتوفى كان هو من يعول أسرته يصرف على أخته وأمه المريضة .
وتذكرت قصة السيدة التى أيقظت ضمير الشعب اليابانى ..تلك الحادثة التى حدثت فى اليابان فى السبعينات لسيدة فاقدة للبصر خرجت لمحطة قطار وانزلقت قدمها داخل المحطة فصدمها قطار وتوفيت ..
وقتها ثار الشعب اليابانى بل وصل الحد أن قدمت الحكومة استقالتها وتشكلت على الفور حكومة جديدة ووضعت خطة عاجلة لجميع الاحتياجات الخاصة وليس فاقدة البصر فقط.. ويليها تعديل لكافة الحارات والشوارع ليصبح لهم اماكن خاصة لهم ..
نعم ماتت السيدة وأيقظت معها ضمير شعب.. هناك أشخاص يصنعون من المصائب فرصا لتحقيق السعادة لغيرهم ..وآخرون يحولون الفرص لمصائب تجعلهم يعيشون تعساء .
اللهم سامحنا على التقصير وردنا اليك ردا جميلا .
