الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سيد مندور يكتب: حكايات أهل المروءة

سيد مندور
سيد مندور

تذكرت قصة وقعت فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه حينما حكم على رجل بالقتل بسبب قيامه بقتل رجل عامدا متعمدا. وجاء وقت تنفيذ حكم الإعدام عليه فطلب القاتل من أمير المؤمنين بالسماح له بأن يذهب لبلدته لتوديع أهله وأمه المريضة قبل تنفيذ الحكم، فما كان من سيدنا عمر بأن طلب منه بأن يأتيه بضامن يضمنه، فإن لم يعد نفذ حكم الإعدام فى الضامن فطلب الرجل من يضمنه فلم يقم أحد من المجلس لكى يضمنه فتوسل الرجل بالناس .

فإذا بسيدنا أبو هريرة رضى الله عنه يقوم ويقول : أنا أضمنه يا أمير المؤمنين، فتعجب الحضور وطلب القاتل مهلة عدة أيام ويعود. وجاء موعد عودة القاتل ولم يحضر، فقام أبو هريرة ووقف على منصة القضاء لكى يتم تنفيذ الحكم فيه لأنه الضامن، وفجأة.. حضر القاتل وشكر أبو هريرة على موقفه، وصعد على منصة القضاء لكى يتم تنفيذ حكم الإعدام فيه .

فسأله سيدنا عمر ما الذى دفعك على الحضور لكى تعدم بعدما نجوت .
فقال : يا أمير المؤمنين الذى دفعنى على العودة للإعدام حتى لا يقال بأن أهل الصدق قد ماتوا .
وسئل أبو هريرة : ما الذي دفعك لكى تضمنه وقد كنت قريبا من الموت ؟
فقال أبو هريرة : الذى دفعنى على ضمانه حتى لا يقال بأن أهل المروءة قد ماتوا .
وهنا وقف أهل القتيل وقالوا : يا أمير المؤمنين ونحن قد عفونا عن القاتل .
فسألهم سيدنا عمر عن السبب ؟
فقالوا حتى لا يقال بأن أهل العفو قد ماتوا .

تذكرت أحداث هذه القصة بقصة القطار والشابين فى قطار أسوان، ولم يكن معهما ثمن التذكرة وتأزم الموقف والناس تشاهد الموقف ولم يتدخل أحد لإنقاذ الشابين حتى بجمع ثمن التذاكر لهما وحل هذه المشكلة وقاما بإلقاء انفسهما من القطار وتسبب ذلك فى موت أحدهما وإصابة الآخر فأين كان أهل المروءة من هذا الموقف ألم تسمع كلام المولى سبحانه وتعالى "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" .. فهذه حكاية من حكايات أهل المروءة .. لعلكم تفقهون.