أكد الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين رئيس لجنة الحج المركزية وأمير منطقة مكة المكرمة مؤسس ورئيس مؤسسة الفكر العربى أن هناك محاولات لإعادة ترتيب الشرق الأوسط علي حساب العرب.
وقال «دايم السيف» كما يطلق عليه مفكرون ومثقفون عرب ، فى أول لقاء له مع «الأهرام»،إن العرب فى حاجة إلى مشروع نهضوى، لأن الأمة تعيش مرحلة انتقالية صعبة وحرجة، ولا مخرج لنا من حالة الفوضى الحالية إلا باستعادة ما يجمعنا.
وأضاف أن العالَم يشهد منذ أكثر من عقدَين تحوّلات كبرى فى السياسة والاقتصاد والأفكار وطبيعة الصراعات، وبزوغ عالَم جديد متعدّد الأقطاب أو نظام دولى « لا قطبي»، ومن شأن ذلك كلّه أن يخلق صورة للعالَم، هى أقرب إلى الفوضى منها إلى الانتظام الدولى العامّ.
وأشار إلى أنه بالإضافة إلى جملة عوامل عِلميّة/ تكنولوجيّة ذات تطوّرات بنيويّة وخاصة الذكاء الاصطناعي، وسيطرة حراك الشركات الرقميّة، وتبلور ما يسمّى باقتصاد المعرفة والنانو تكنولوجي، واهتزاز غلبة السيطرة لدول كبرى كانت تصوغ العلاقات الدوليّة وتتولّى بمفردها تحديد القواعد والمعايير على مستوى الكوكب.. كلّ ذلك يترك تأثيره على بلداننا العربيّة التى تشهد بدَورها تحوّلات بنيويّة، بعضها لا تُحسد عليه بالتأكيد، والبعض الآخر لا ينفصل عمّا يُمكن تسميته العَولمة المتجدّدة التى تنخرط فيها بلدان العالَم كافّة، الأمر الذى سيقود بالتأكيد إلى قيام مجتمع عربيّ جديد ليس من خيار أمامه سوى التحدّى والانخراط فى تجديد الذّات وتوكيدها بطموحاتٍ كبرى ومتنوعة.
وأعرب عن اعتقاده أننا نعيش بدايات عصر ذهبى كعرب اليوم، بل إنّنا نعيش فى الواقع مرحلة انتقاليّة صعبة وحرجة، ومن واجب كلّ مفكّر عربى أن ينخرط فيها لاستنهاض ما يُمكن استنهاضه لرفع هذه الغمّة عن الأمّة. وهذا لا يعنى أنّنى متشائم.. على العكس أنا واقعى وواقعيّتى تدفعنى إلى قول ما أقوله بكل تجرّد وصراحة، لكنّنى على ثقة بأنّ هذه الأمّة ستَخرج من كلّ المراوحات الصعبة والمُتناقضة التى تتخبّط فيها اليوم، لتولد من جديد مستفيدة من كلّ التجارب السابقة.
وقال: "هذا العصر، وعلى الرّغم من كلّ إنجازاته وتاريخه الممتدّ ، إلّا أنّنا، لم نتعرّف إليه مليًّا حتّى الآن، ولم نطرق أبوابه جوهريًّا بعد، والسبب أننا نجهله بوجهٍ عامّ ، لاسيّما على مستوى إنتاج المعرفة الجديدة وبناء المجتمع المعرفيّ العربيّ الجديد. ولذلك فالتحدّى الفكريّ كبير لنُكمل رسالة روّاد نهضتنا العربيّة السابقة وأسئلتهم المفتوحة".