الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

150 عاما على إنشاء قناة السويس أهم قناة ملاحية في العالم.. أممها عبد الناصر في 1956.. توسعات عملاقة لاستيعاب أحدث السفن.. إنشاء قناة جديدة موازية في 2015 .. و15 % من التجارة العالمية تمُر عبرها

قناة السويس
قناة السويس

  • قناة السويس:
  • تم إنشاء القناة بطول 160 كم خلال عشر سنوات مؤلمة وجهد شاق من قبل العمال المصريين
  • افتتحت قناة السويس للملاحة العالمية في الـ 17 من نوفمبر 1869 حضرهُ ستة آلاف متفرج
  • أقصر الطرق البحرية بين أوروبا والبلدان الواقعة حول المحيط الهندي وغرب المحيط الهادي
  • قناة السويس أكثر القنوات الملاحية كثافة من حيث الاستخدام وتستخدمها السفن الحديثة بكثرة
  • قام الرئيس جمال عبدالناصر بتأميم القناة في عام 1956 وتديرها هيئة قناة السويس حتى الآن
  • تطوير وسائل الاتصالات بالسفن عن طريق وحدة اتصال عبر الأقمار الصناعية والتغطية الرادارية
  • تمتد قناة السويس بين ميناء بورسعيد على البحر الأبيض المتوسط شمالا وحتى ميناء السويس على خليج السويس جنوبا

أزمات في قناة السويس:
قامت الحكومة البريطانية بشراء أسهم المستثمرين المصريين خاصة أسهم سعيد باشا بسبب الديون الخارجية في عام 1875
وقعت اتفاقية القسطنطينية في عام 1888 لإتاحة مرور جميع السفن دون تمييز في السلم والحرب
أغلقت قناة السويس أمام الملاحة العالمية مرتين في الفترة المعاصرة
الإغلاق الأول بعد العدوان الثلاثي البريطاني الفرنسي الإسرائيلي على مصر في عام 1956
الإغلاق الثاني وقع بعد حرب يونيو 1967 مع إسرائيل واستمر حتى عام 1975 

قناة السويس الجديدة:
بلغت مدة تنفيذ المشروع 12 شهرا بلغت كمية أعمال الحفر على الناشف 258 مليون متر مكعب
الهدف من إنشاء القناة الجديدة تحقيق أكبر نسبة من الأزدواجيه لتسيير السفن فى الاتجاهين بدون توقف
تزيد من قدرتها الاستيعابية لمرور السفن فى ظل النمو المتوقع لحجم التجارة العالمية فى المستقبل 
ترتبط بمشروع التنمية بمنطقة قناة السويس ويرفع درجة الثقة فى القناه كأفضل ممر ملاحى عالمى 
يهدف المشروع لزيادة الدخل القومي المصري من العملة الصعبة تحقيق أكبر نسبة من الإزدواجية


سجل التاريخ أن مصر كانت أول بلد حفر قناة عبر أراضيها بهدف تنشيط التجارة العالمية، حيث تعتبر قناة السويس أقصر الطرق بين الشرق والغرب ونظرا لموقعها الجغرافي الفريد، فهي قناة ملاحية دولية هامة حيث إنها تربط بين البحر الأبيض المتوسط عند بورسعيد والبحر الأحمر عند السويس.

وقناة السويس هي ممر مائي صناعي بمستوى البحر يمتد في مصر من الشمال إلى الجنوب عبر برزخ السويس ليصل البحر المتوسط بالبحر الأحمر، وهي تفصل بين قارتي آسيا وأفريقيا وتعد أقصر الطرق البحرية بين أوروبا والبلدان الواقعة حول المحيط الهندي وغرب المحيط الهادي وهي أكثر القنوات الملاحية كثافة من حيث الاستخدام.

وتستخدمها السفن الحديثة بكثرة عددية كبيرة لأنها الأسرع والأقصر للمرور من المحيط الأطلنطي إلى المحيط الهندي، وتمثل الرسوم التي تدفعها السفن نظير عبور القناة مصدرا هامًا للدخل في مصر.

وتجرى قناة السويس بين ميناء بورسعيد وخليج السويس وفى أرض تختلف طبيعتها من منطقة إلى أخرى فطبقات الأرض في بورسعيد والمنطقة المحيطة بها عبارة عن تربة رسوبية ناتجة عن تراكم طمي النيل القادم من فرع دمياط وتمتد التربة بهذه الطبيعة حتى القنطرة أي إلي مسافة أربعين كيلومترا جنوب بورسعيد وبعدها يختلط الطمي بالرمل الناعم حيث تتكون المنطقة الوسطى من القناة مابين القنطرة وكبريت ومعظم أجزاء هذه المنطقة من الرمال.

أما المنطقة الجنوبية فتربتها متماسكة تتخللها عروق صخرية في بعض الأماكن بعضها من صخور رملية هشة وبعضها من أحجار الكالسيوم وتختلف الميول الجانبية للقطاع المائي للقناة طبقا لطبيعة التربة فهي 4: 1 في القطاع الشمالي 3: 1 في القطاع الجنوبي وتتميز قناة السويس بأنها ذات مستوى واحد ويختلف ارتفاع متوسط منسوب المياه في حدود ضيقة وأقصى ارتفاع للمد في الشمال حوالي 65 سم وفى الجنوب حوالي 1.90 متر.

وتقوم بحماية ضفاف القناة من الانهيار نتيجة التيارات والأمواج الناجمة عن مرور السفن تكسيان حجرية وستائر حديدية يختلف تصميمها حسب طبيعة التربة في كل منطقة وعلى جانبي القناة توجد شمعات للرباط على مسافات متساوية كل 125 مترا لربط السفن في حالات الطوارئ وكذا علامات كيلو مترية، ويمتد موازيا للقناة من جهة الغرب خط للسكك الحديدية وترعة للمياه العذبة.

ويحدد الطريق الملاحي علامات للإرشاد "شمندورات" منها المضيئة والعاكسة التى تحدد طريق السفن أثناء الليل.

ويوجد على الضفة الغربية للقناة 15 محطة إرشاد تقع على مسافات متساوية تقريبا "حوالي 10 كم" وذلك لمتابعة حركة السفن بالقناة وتقديم خدمات في حالات الطوارئ، كما يوجد في كل من بورسعيد والسويس والإسماعيلية مكاتب حركة تعمل على تنظيم حركة الملاحة في القناة وترتبط مكاتب الحركة بعضها ببعض وبالمحطات البحرية وكذلك بالسفن العابرة من خلال شبكة اتصالات سلكية ولاسلكية يجرى تطويرها بأحدث شبكات الاتصال باستخدام كوابل الألياف الضوئية.

كما تم تطوير وسائل الاتصالات بالسفن عن طريق وحدة اتصال عبر الأقمار الصناعية وكذلك استكمال التغطية الرادارية لتشمل منطقة قناة السويس وهذا يساعد على التعرف على السفن أتوماتيكيا بمجرد دخولها منطقة الرادار على مسافة 35 كم من بورسعيد والسويس وكذلك متابعة السفن أثناء عبورها مع إمكانية تسجيل واسترجاع صور وتوقيتات عبور السفن.


تاريخ قناة السويس
سجل التاريخ أن مصر كانت أول بلد حفر قناة عبر أراضيها بهدف تنشيط التجارة العالمية، حيث تعتبر قناة السويس أقصر الطرق بين الشرق والغرب ونظرا لموقعها الجغرافي الفريد، فهي قناة ملاحية دولية هامة حيث إنها تربط بين البحر الأبيض المتوسط عند بورسعيد والبحر الأحمر عند السويس.

وتعود فكرة ربط البحر المتوسط مع البحر الأحمر عن طريق قناة إلى 40 قرنا مضت كما تشير إلى ذلك الدراسات التاريخية بدءا من عصر الفراعنة ومرورا بالعصر الإسلامي وحتى تم حفرها للوصول لحالتها الراهنة اليوم.

وتعتبر هذه القناة أول قناة إصطناعية تستخدم في السفر والتجارة وتعود الفكرة الأساسية فى إنشاء قناة تربط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط إلى قديم الزمن حيث حفرت مصر أول قناة إصطناعية على سطح الكوكب عندما حفر الفراعنة قناة تربط بين نهر النيل والبحر الأحمر.

ويظهر النقش الموجود في قبر رجل الدولة "وينى" الذي عاش خلال الأسرة السادسة من المملكة القديمة "2407-2260 ق م" الكثير عن القناة المصرية وأسباب إنشائها "للسفن حربية ولنقل النصب الحجرية"، ومازال الدارسون مختلفون حول ما إذا كانت المجاري المائية المذكورة في هذه النقوش تجري بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر أم لا.

وقد حفرت أول قناة تحت حكم فرعون مصر "سنوسيرت" الثالث "1887-1849 ق م" لربط البحر الأبيض المتوسط في الشمال بالبحر الأحمر في الجنوب عبر نهر النيل وفروعه.

وأهملت القناة في كثير من الأحيان فامتلأت بالطمى، وأعيد فتحها للملاحة بنجاح بواسطة "سيتى الأول" 1310 ق م، ثم "نخاو الثاني" 610 ق م، والملك الفارسي "داريوس" 522 ق م، و"بطليموس الثاني" 285 ق م، والامبراطور "تراجان" 117 م، و"عمرو بن العاص" 640 م بعد الفتح الإسلامى.

وتحت حكم "نخاو الثاني" تم بناء قناة بين الفرع البيلوزى لنهر النيل والنهاية الشمالية للبحيرات المرة "التي تقع بين البحرين" وقد مات على ما ذكر 100,000 شخص في حفر هذه القناة ولكن على مدى سنوات عديدة أهملت صيانتها ثم أعيد إنشاؤها من جديد.

وكان "نخاو أول" من قام بمحاولة حفر قناة الى بحر اروتري "خليج السويس والبحر الأحمر حاليا وكان يمتد ليصل قرب مدينة الإسماعيلية الحالية" والتي أتمها فيما بعد "داريوس الفارسي" وقد بلغ طول هذه القناة أن استغرقت السفن أربعة أيام لعبورها، وكان إتساعها يسمح لسفينتين تتحركان بالمجاديف بالمرور بجوار بعضهما وقام بجلب المياه للقناة من نهر النيل. 

وجرت هذه القناة إلى الشمال قليلا من مدينة بوبست "تل بسطا حاليا" حتى مدينة باتيموس "تل المسخوطة حاليا" لتنتهي في بحر "اروتري"، وكانت بداية الحفر على طول هذه الأجزاء من السهول المصرية التي تقع في مقابل بلاد العرب "الصحراء الشرقية حاليا" وبمحازاة سلاسل الجبال التي تمتد مقابل منف حيث توجد المحاجر.

وعلى طول قاعدة هذه السلاسل الجبلية نجد القناة تجري من الغرب إلى الشرق ثم تسير في منحدرات متجهة من الجبل نحو الجنوب ونحومهب الريح الجنوبية حتى تبلغ الخليج العربي خليج السويس، ومن هذا المكان نجد أن الرحلة تأخذ أقل وأقصر مسافة من البحر الشمالي "البحر الأبيض" إلى البحر الجنوبي "البحر الأحمر" والذي يطلق عليه بحر اروتري لتصل إلى جبل كاسيوس "كثيب القلس عند بحيرة البردويل"، التي هي الحد الفاصل بين مصر وسوريا.

والمسافة بالضبط هى ألف استاد "الاستاد وحدة قياس قديمة تساوي حوالي 200 متر" الى الخليج العربي "خليج السويس" ولكن القناة أطول بكثير لأنها أكثر تعرجا ، وفى عهد "نيخوس" هلك مايقرب من مائة وعشرون ألف عامل اثناء الحفر، وقد توقف نيخوس فى وسط أعمال الحفر، لأن نبوءة عاقتة بقولها أنه يعمل لحساب البربر "المصريون يسمون كل من لا يتكلم لغتهم بربر".

وأعيد حفر القناة، بعد أن كانت مهملة، وذلك تحت حكم الحاكم الفارسي "داريوس الأول" 522-486 ق م حيث يمكن رؤيتها الآن على طول وادي الطميلات ووفقا لهيرودوت، كانت هذه القناة واسعة بما فيه الكفاية لتمر سفينة بأخري ومجاديف السفينتين مفرودة، وتستغرق الرحلة في القناة أربعة ايام. وقد أخلد "داريوس" ذكرى الانتهاء من القناة بوضع سلسلة من الشواهد الجرانيتية على طول ضفة النيل.

ويقال أن هذه القناة قد تم مدها إلى البحر الأحمر خلال عهد بطليموس الثاني فيلادلف 285-246 ق م، وأهملت في وقت مبكر خلال الحكم الروماني، ولكن أعيد بناؤها من جديد فى عهد تراجان 98-117 م وعلى مدى عدة قرون، كانت تهمل وأحيانا يتم تكريكها من قبل مختلف الحكام لأغراض مختلفة ولكنها محدودة.

وأعاد عمرو بن العاص بناء القناة بعد الفتح الإسلامي لمصر وربط النيل إلى البحر الأحمر لإنشاء خط جديد للإمدادات من القاهرة وقد كانت تستخدم لشحن الحبوب إلى الجزيرة العربية ولنقل الحجاج إلى الأراضي المقدسة وأغلقت القناة في 767 م من قبل الخليفة العباسي المنصور لقطع الإمدادات عن المتمردين في الدلتا وتجويع الثوريين في المدينة المنورة.

وتعتبر قناة السويس أول قناة تربط مباشرة بين البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأحمر في العصر الحديث.

وأول الجهود المبذولة لبناء قناة حديثة جاءت من قبل حملة نابليون بونابرت على مصر، الذي أمل في أن يسبب المشروع مشكلة مدمرة للتجارة الإنجليزية وقد بدأ هذا المشروع في 1799 من قبل "تشارلز لوبير"، ولكن سوء الحسابات قدرت أن الفرق في المستوى بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر كبير جدا "قدر أن البحر الأحمر أعلى بنحو عشرة أمتار من البحر الأبيض المتوسط" والعمل فى القناة توقف بسرعة.

وقيل لنابليون أن البحر الأحمر أعلى بـ 30 قدما من البحر الأبيض المتوسط وقال له المساحين أن حفر القناة يجعل البحر الأحمر يتدفق إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط، وفكر مهندسو نابليون أيضا في إنشاء قناة مباشرة بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، لكنهم أخطأوا بالحسابات بفرق فى عشرة أمتار بين مستوى سطح البحرين فتوقفوا عن الفكرة لأن ذلك سيؤدي إلى غرق الدلتا.

وفي عام 1833، جاءت مجموعة من العلماء الفرنسيين المعروفة بإسم "سان سيمون" إلى القاهرة وأصبحت مهتمة جدا بمشروع قناة السويس بالرغم من المشاكل مثل الفرق في مستوى سطح البحرين ولسوء الحظ كان الحاكم محمد علي قليل الإهتمام بذلك المشروع في ذلك الوقت، وفي عام 1835 قتل الطاعون عدد كبير من المجموعة ومعظم المهندسين عادوا إلى فرنسا وتركوا وراءهم العديد من المتحمسين للقناة من بينهم "فرديناند دي ليسبس"، و"الذي أصبح فيما بعد نائب القنصل الفرنسي في الإسكندرية" والمهندس الفرنسى "لينان دى بلفون".

وفي باريس قامت مجموعة "سان سيمون" بإنشاء رابطة في عام 1846 لدراسة إمكانية حفر قناة السويس مرة أخرى وفي عام 1847 أكد "بوردالو" أنه لا يوجد فرق حقيقي في المستوى بين البحر المتوسط والبحر الأحمر، ووضع "لينان دى بلفون" التقرير الفني، ومما يؤسف له أنه كان هناك قدرا كبيرا من المعارضة البريطانية لهذا المشروع، ومحمد علي الذي كان مريضا فى هذا الوقت وكان أقل تحمسًا.

وفي عام 1854 نجح الدبلوماسى الفرنسى المهندس "فرديناند ماري دي ليسبس" في حشد إهتمام نائب الوالي سعيد باشا للمشروع وفي عام 1858 تشكلت الشركة العالمية لقناة السويس البحرية وحصلت على امتياز لحفر قناة وتشغيلها لمدة 99 عاما على أن تؤول ملكيتها بعد ذلك إلى الحكومة المصرية.

وتأسست الشركة على أنها مؤسسة مصرية خاصة ويملك معظم أسهمها مستثمرين مصريين وفرنسيين وفي عام 1875 قامت الحكومة البريطانية بشراء أسهم الحكومة المصرية وأشارت الدراسة التجريبية بأن مجموع 2,613 مليون قدم مكعب من التراب يجب أن تزال، بما فيها 600 مليون من اليابسة، و 2,013 مليون تكريك من المياه ومجموع تقديرات التكلفة الأصلية هي 200 مليون فرنك.


إنشاء القناة
في البداية عندما واجهت الشركة مشاكل مالية للتمويل، اشترى سعيد باشا 44% من الشركة للإبقاء على تشغيلها ومع ذلك كان البريطانيين والأتراك يشعرون بالقلق من هذا المشروع ورتبوا لوقف المشروع ولو لفترة قصيرة، حتى تدخل نابليون الثالث وبدأ حفر القناة بالفعل في 25 أبريل لعام 1859.

وبين ذلك إلى 1862 تم الإنتهاء من الجزء الأول من القناة ومع ذلك ومع تولى إسماعيل الحكم خلفا لسعيد باشا توقف العمل من جديد فلجأ "فرديناند دي لسبس" مرة أخرى لنابليون الثالث، وتشكلت لجنة دولية في مارس من عام 1864، وقامت اللجنة بحل المشاكل وفي غضون ثلاث سنوات إكتملت القناة في يوم 17 نوفمبر 1869 حيث أزيل الحاجز عند السويس وتدفقت مياه البحر الأبيض المتوسط الى البحر الأحمر وافتتحت قناة السويس للملاحة العالمية.

وأخذ الإنتهاء من 160 كم على طول المجرى المائي للقناة عشر سنوات مؤلمة وجهد شاق من قبل العمال المصريين الذين تم إستدعائهم بمعدل 20,000 كل عشرة أشهر من بين طبقة الفلاحين.


الاحتفال بانتهاء حفر قناة السويس وافتتحها
والإنتهاء من قناة السويس كان سببا كبيرا للإحتفال في بورسعيد بدأ الاحتفال المبالغ فيه بالألعاب النارية وحفلة حضرها ستة الاف متفرج شملت العديد من رؤساء الدول، بما فيها الإمبراطور "أوجينى" وإمبراطور النمسا وأمير ويلز وأمير بروسيا وأمير هولندا ودخلت قافلتين من السفن فى القناة من المداخل الجنوبية والشمالية، وإلتقتا في الإسماعيلية، وقد إستمرت الحفلات لأسابيع، وتميز الإحتفال بافتتاح دار أوبرا إسماعيل العتيقة في القاهرة والتي لم تعد موجودة الآن.

في عام 1875 وبسبب الديون الخارجية، قامت الحكومة البريطانية بشراء أسهم المستثمرين المصريين وخاصة أسهم سعيد باشا بنحو 400,000 جنيه إسترلين، ومع ذلك لازالت فرنسا صاحب الإمتياز الأكبر وبموجب شروط الإتفاقية الدولية التي وقعت في عام 1888 "إتفاقية القسطنطينية"، إفتتحت القناة لسفن جميع الدول دون تمييز، في السلم والحرب. 

ومع ذلك فإن بريطانيا إعتبرت القناة ضرورية لصون قوتها البحرية ومصالحها الاستعمارية وبالتالي فإن أحكام المعاهدة "الإنجلومصرية" فى 1936 سمحت لبريطانيا للحفاظ على قوة دفاعية على طول منطقة قناة السويس ولكن القوميين في مصر طالبوا مرارا وتكرارا بإخلاء بريطانيا من منطقة قناة السويس، وفي عام 1954 وقعت الدولتان على إتفاق يأخذ سبع سنوات ليحل محل معاهدة 1936 وينص على الإنسحاب التدريجي لجميع القوات البريطانية من المنطقة.

وإستمرت القناة تحت سيطرة القوتين حتى تأميم جمال عبدالناصر للقناة في عام 1956، ومنذ ذلك الحين تديرها هيئة قناة السويس وبعد ثورة يوليو 1952، أعلن الرئيس جمال عبد الناصر فى 26 يوليو 1956 قرارا بجعل قناة السويس تحت الإدارة المصرية 100%، مما أثار غضب الدول الكبرى الذي أدى بدوره إلى العدوان الثلاثى على مصر في 29 أكتوبر 1956 الذي تسبب فى إغلاق قناة السويس، وأعيد فتحها في مارس 1957.

إغلاق قناة السويس
أغلقت قناة السويس أمام الملاحة مرتين في الفترة المعاصرة الإغلاق الأول كان وجيز وذلك بعد العدوان الثلاثي البريطاني الفرنسي الإسرائيلي على مصر في عام 1956، وكان الدافع الرئيسي للغزو هو تأميم المجرى المائي للقناة وقد أعيد فتح القناة في عام 1957، والإغلاق الثاني وقع بعد حرب يونيو 1967 مع إسرائيل واستمر حتى عام 1975، عندما وقعت مصر وإسرائيل إتفاق فك الاشتباك الثاني.


طبيعة قناة السويس
تمتد قناة السويس بين ميناء بورسعيد على البحر الأبيض المتوسط شمالا وحتى ميناء السويس على خليج السويس جنوبا حيث تتباين طبيعة التربة في هذه المنطقة من التربة الطينية شمالا إلي التربة الصخرية جنوبا، ففي بورسعيد والمناطق المحيطة بها من ترسب الطمي والطين عبر آلاف السنين القادم مع مياه النيل ومن خلال فرع دمياط. يمتد هذا التكوين الطيني للتربة حتى مدينة القنطرة، 40 كم جنوب بورسعيد حيث يختلط الطمي مع الرمال.

وتتكون التربة في القطاع الأوسط من القناة في المنطقة بين القنطرة وكبريت من خليط من الرمال الناعمة والخشنة. في حين تتكون التربة في القطاع الجنوبي من طبقات من الصخور الرملية والصخور الجيرية.

وتقع قناة السويس في مستوى سطح البحر ويتغير مستوى سطح الماء تغير طفيف ويبلغ إرتفاع المد في الشمال حوالي 65 سم ويتسبب ذلك في إحداث تيارات بحرية بين البحر الأبيض المتوسط وبحيرة التمساح ويبلغ إرتفاع المد في الجنوب حوالي 1.9 متر ويتسبب ذلك في إحداث تيارات بحرية بين خليج السويس والبحيرات المرة.

وتغطي جوانب القناة بتكسيات حجرية وستائر حديدية يختلف تصميمها طبقا لطبيعة المنطقة وذلك لحمايتها من الإنهيار نتيجة الضغط الواقع من الأمواج الناشئة عن مرور السفن في القناة.

وتمتد شمعات الرباط على طول جانبي القناة بمعدل شمعة رباط كل 125 متر وذلك لرباط السفن في حالات الطوارئ. توجد أيضا علامات كيلومترية على طول القناة لمساعدة السفن على تحديد موقعها في المجري الملاحي ويتحدد المجرى الملاحي للقناة بواسطة شمندورات مزودة بعاكس راداري وإضاءة ليلية ويختلف الميل الجانبي للمقطع العرضي للقناة تبعا لطبيعة التربة حيث تكون النسبة 4:1 في الشمال و 3:1 في الجنوب.


خصائص قناة السويس
إستغرق حفر قناة السويس 10 سنوات وتم حفرها بواسطة العمالة المصرية، تم إفتتاح القناة للملاحة أول مرة في 17 نوفمبر 1869 بلغ عمق القناة في ذلك الوقت حوالى 8 أمتار كما بلغت مساحة القطاع المائى للمسطح المائي 304 متر مربع وأكبر حمولة لسفينة يمكن أن تعبر القناة 5000 طن وكان ذلك يتناسب مع حمولات السفن في ذلك الوقت.

ومع استمرار تطور صناعة السفن وبناء سفن أكبر في الحجم والحمولة، ظهر الإحتياج إلى تطوير قناة السويس وقد تم ذلك بمعرفة الشركة العالمية لقناة السويس البحرية حتى وصل غاطس السفن إلى 35 قدم ومساحة القطاع المائى للقناة إلى 1200 متر مربع قبل تأميم القناة في 26 يوليو 1956.

واهتمت الإدارة المصرية بالاستمرار في تطوير القناة وتم ذلك على عدة مراحل لتتماشى مع التطور في صناعة السفن وزاد الغاطس إلى 38 قدم ومساحة القطاع المائى للقناة إلى 1800 متر مربع وانتهت هذه المرحلة في مايو 1962.

وأعلنت إدارة القناة في يونيو 1966 عن خطة طموحة لتطوير القناة على مرحلتين لتصل بالغاطس إلى 48 ثم 58 قدم على التوالي بدء هذا البرنامج ثم توقف نتيجة للحرب التى نشأت في 5 يونيو 1967 حيث توقفت الملاحة في القناة وأعيد فتح القناة للملاحة الدولية في يونيو 1975 بعد تطهيرها من مخلفات الحروب ورفع السفن الغارقة بين حربي 1967 و 1973 ولتظل القناة بنفس العمق والقطاع المائى لها قبل الإغلاق.

واستمرت الإدارة المصرية بعد ذلك في مشروعات التطوير حتى بلغت حمولة السفينة المسموح بعبورها 210 ألف طن بكامل حمولتها، حيث وصل الغاطس إلى 62 قدم ومساحة القطاع المائى إلى 4800 متر مربع وطول القناة إلى 191.80 كم، وفي عام 2001 تم أيضا في هذا المشروع إعادة تصميم المسارات المنحنية في القناة ليصل نصف قطر كل منها إلى 5000 متر على الأقل.

كما تم حفر تفريعة جديدة تبدأ من الكم 17 جنوب بورسعيد شمالا حتى البحر الأبيض المتوسط شرق مدينة بورفؤاد لتسمح للسفن المتجهة شمالا للوصول إلى البحر بدون الدخول إلى ميناء بورسعيد.

ووصل غاطس السفن المسموح لها عبور القناة إلى 66 قدما فى عام 2010، إن هذه المرحلة تستوعب جميع سفن الحاويات حمولة حتى 17000 حاوية تقريبا ستكون القناة قادرة على أن تستوعب حوالي 99 ٪ من جميع الوسائل المستخدمة في النقل البحري في العالم بعد ان تصل الى عمق 72 قدما "المرحلة المستهدفة ولازالت تحت الدراسة".

وكذلك حوالى 96.2٪ من الوزن الساكن لسفن الصب، 80.3 ٪ من ناقلات البترول و100 ٪ من جميع ما تبقى من أنواع السفن المستخدمة في النقل البحري خصوصا سفن الحاويات من كل الأجيال القادمة ، بالإضافة إلى سفن فارغة تصل حمولتها إلى 440 ألف طن.


قناة السويس الجديدة ومشروع التنمية بمنطقة قناة السويس
الهدف من إنشاء قناة جديدة موازية هو تعظيم الإستفادة من القناة وتفريعاتها الحالية بهدف تحقيق أكبر نسبه من الأزدواجيه لتسيير السفن في الاتجاهين بدون توقف فى مناطق انتظار داخل القناة ويقلل من زمن عبور السفن المارة، ويزيد من قدرتها الأستيعابيه لمرور السفن في ظل النمو المتوقع لحجم التجارة العالمية فى المستقبل وارتباطا بمشروع التنمية بمنطقة قناة السويس ويرفع درجة الثقة فى القناه كأفضل ممر ملاحى عالمى ويقلل من قيمة الفكر فى قنوات بديلة تنافسية بالعالم والمنطقة.

وبلغت مدة تنفيذ المشروع 12 شهر "سنة واحدة" وبلغت كمية أعمال الحفر على الناشف 258 مليون متر مكعب بتكلفه تقديرية 4 مليار جنيه وبلغت أعمــال التكســـيات أطوال 100 كيلومتر طولي بتكلفه تقديرية 500 مليون جنيه كما بلغت إجالي أعمال التكريك 242 مليون متر مكعب بتكلفه تقديرية 15 مليار جنيه.

كما يرفع أيضا درجة الثقة فى إستعداد مصر لإنجاح مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس وينعكس كل ما سبق على زيادة الدخل القومى المصرى من العملة الصعبة ويصب فى خزينة الدولة مباشرة بالإضافة إلى إتاحة أكبر عدد من فرص العمل للشباب المصري وخلق مجتمعات عمرانية جديدة.

ويهدف المشروع لزيادة الدخل القومي المصري من العملة الصعبة تحقيق أكبر نسبة من الإزدواجية فى قناة السويس وزيادتها لنسبة 50% من طول المجرى الملاحي وتقليل زمن العبور ليكون 11 ساعة بدلا من 18 ساعة لقافلة الشمال وتقليل زمن الإنتظار للسفن ليكون 3 ساعات في أسوء الظروف بدلًا من "8 إلى 11 ساعة" مما ينعكس على تقليل تكلفة الرحلة البحرية لملاك السفن و يرفع من درجة تثمين قناة السويس.

بالإضافة إلى الإسهام فى زيادة الطلب على استخدام القناة كممر ملاحى رئيسى عالمى ويرفع من درجة تصنيفها وزيادة القدرة الأستيعابية لمرور السفن فى القناة لمجابهة النمو المتوقع لحجم التجارة العالمية فى المستقبل.

والقناة الجديدة خطوة هامة على الطريق لإنجاح مشروع محور التنميه بمنطقة قناة السويس ودفع عجلة الإقتصاد القومى المصرى لتحويل مصر إلى مركز تجاري ولوجيستى عالمى والعائد و النتائج من المشروع زيادة القدرة الإستيعابية للقناة لتكون 97 سفينة قياسية عام 2023 بدلا من 49 سفينة عام 2014 وتحقيق العبور المباشر دون توقف لـ 45 سفينة فى كلا الأتجاهين مع إمكانية السماح لعبور السفن حتى غاطس 66 قدم في جميع أجزاء القناة.

وزيادة عائد قناة السويس بنسبة 259% عام 2023 ليكون 13.226 مليار دولار مقارنة بالعائد الحالى 5.3 مليار دولار مما يؤدي إلى الإنعكاس الإيجابي المباشر على الدخل القومي المصري من العملة الصعبة وزيادة فرص العمل لأبناء مدن القناة وسيناء والمحافظات المجاورة مع خلق مجتمعات عمرانية جديدة وتعظيم القدرات التنافسية للقناة وتميزها على القنوات المماثلة رفع درجة التصنيف العالمي للمجرى الملاحي نتيجة زيادة معدلات الأمان الملاحي أثناء مرور السفن.

أهمية قناة السويس
تعتبر قناة السويس أقصر طريق يربط بين الشرق والغرب وذلك بسبب موقعها الجغرافي الفريد وهي قناة ملاحية عالمية هامة تصل بين البحر المتوسط عند بورسعيد والبحر الأحمر عند السويس ويصبغ عليها هذا الموقع الفريد طابعا من الأهمية الخاصة للعالم ولمصر كذلك.

وتتعاظم أهمية القناة بقدر تطور وتنامي النقل البحري والتجارة العالمية؛ حيث يعد النقل البحري أرخص وسائل النقل ولذلك يتم نقل ما يزيد عن 80% من حجم التجارة العالمية عبر الطرق والقنوات البحرية "التجارة المنقولة بحرا" وتوفير الوقت والمسافة هو ما تحققه القناة وبالتالي وفر فى تكاليف تشغيل السفن العابرة لها يؤكد ما لهذه القناة من أهمية.

والموقع الجغرافي لقناة السويس يجعلها أقصر طريق بين الشرق والغرب بالمقارنة مع رأس الرجاء الصالح طريق القناة يحقق وفورات في المسافة بين موانئ الشمال والجنوب من القناة ، الأمر الذي يترجم كوفر في الوقت واستهلاك الوقود وتكاليف تشغيل السفينة.

مميزات قناة السويس
= أطول قناة ملاحية في العالم بدون أهوسة وتتم حركة الملاحة فيها ليلًا و نهارًا
= نسبة الحوادث فيها تكاد تكون معدومة بمقارانتها بالقنوات الأخرى.
= مهيأة لعمليات التوسيع والتعميق لمجابهة ما يحدث من تطوير في أحجام وحمولات السفن
= مزودة بنظام إدارة حركة السفن VTMS ويقوم على استخدام أحدث شبكات الردار والكمبيوتر 
= تستوعب القناة عبور السفن بحمولة مخففة لحاملات النفط الخام الكبيرة جدًا "VLCCs" والضخمة "ULCCs" وكل السفن الفارغة مهما كانت حمولتها.

الرؤية والرسالة
تستهدف الرؤية والرسالة التأكيد على الدور الفعال لقناة السويس في الإقتصاد والتجارة العالمية وإدارة مرفق قناة السويس بشكل يعظم قدرته ومكانته، بالإضافة إلى الوصول بقناة السويس إلى المستويات المتكافئة مع متطلبات العصر وتحديات المستقبل والمتغيرات العالمية. 

كذلك تخطيط وإدارة مرفق قناة السويس تطوير المجرى الملاحى للقناة وزيادة كفاءته وتوفير الأمان والسلامة والخدمات للسفن العابرة ووضع وتنفيذ الخطط والبرامج اللازمة للعبور الأمثل للسفن وتطوير وصيانة القناة بما يساير تطور التجارة العالمية واسطول السفن العالمى.

وتوفير الخدمات للسفن العابرة وتنفيذ عمليات القطر والإصلاح وبناء السفن والوحدات البحرية المختلفة بترسانات وشركات الهيئة ووضع الخطط والسياسات والمتابعة للشركات التابعة للهيئة.