وسط توترات دولية لا تهدأ، ورهانات كبرى على مصير الحرب والسلام، خرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتصريح أثار انتباه العواصم العالمية، حين لمح إلى إمكانية عقد لقاء قمة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واختار لهذه القمة المحتملة موقعًا لا يخلو من الرمزية والحياد: دولة الإمارات العربية المتحدة. لم يكتف بوتين بذلك، بل ألمح أيضًا إلى إمكانية لقاء خصمه اللدود في ساحة الحرب، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، شرط توافر ما سماه بـ"الظروف المناسبة".
بوتين يمد يده. الإمارات ساحة ممكنة للقمة مع ترامب
في تصريحات تعكس تحولًا في نبرة الكرملين، أعلن بوتين أن الإمارات العربية المتحدة تعد من المواقع المحتملة والمناسبة لعقد لقائه المرتقب مع دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي .
بوتين، الذي يدرك جيدًا رمزية المكان، اختار دولة تُعرف بعلاقاتها المتوازنة مع مختلف أطراف النزاع، مما يعزز من فرص نجاح اللقاء حال حدوثه. التصريح لم يأتِ من فراغ، بل استند إلى ما وصفه بـ"الاهتمام المتبادل من الجانبين" في عقد القمة.
"أصدقاء روسيا" يدخلون على الخط
أكثر ما لفت الأنظار في حديث بوتين، كان إشارته إلى وجود أصدقاء لروسيا على استعداد لتنسيق هذا اللقاء المرتقب. هذا التصريح يفتح الباب أمام تساؤلات: من هم هؤلاء الأصدقاء؟ وهل يسعون بالفعل لجمع رجل الكرملين بخصمه؟
زيلينسكي... لقاء مشروط
ولم تغب الحرب في أوكرانيا عن المشهد، فقد فُتح الباب، ولو بشكل محدود، أمام احتمالية عقد لقاء مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. بوتين قالها بوضوح: "لا أعارض الفكرة، ولكن يجب تهيئة الظروف المناسبة".
عبارة شديدة الدبلوماسية، لكنها في الوقت نفسه محملة بالرسائل السياسية.. فـ"الظروف المناسبة" تعني أن موسكو تنتظر تنازلات أو تطورات ميدانية أو سياسية معينة، قبل أن تقبل الجلوس مع زيلينسكي.
بين الخطاب والواقع.. مناورة سياسية أم بداية لمرحلة جديدة؟
تصريحات بوتين تحمل أكثر من تفسير. فالبعض يرى فيها مناورة سياسية ذكية، يغازل بها تيارات في الداخل الأمريكي، مستغلاً عودة ترامب إلى البيت الأبيض، بينما يحاول أن يبدو منفتحًا على الحلول مع كييف.
في المقابل، هناك من يقرأ فيها تغييرًا في اللهجة الروسية، يعكس ربما ضغطًا دوليًا أو شعورًا متزايدًا بعزلة تحتاج إلى كسرها من خلال القمم والحوار.
نوافذ للسلام أم ستائر للدخان؟
في زمن الحرب، يصبح الكلام عن اللقاءات بمثابة بريق أمل وسط ركام النيران. وبينما ينتظر العالم ما ستؤول إليه هذه التصريحات، تظل حقيقة واحدة قائمة.. أن الحوار، ولو من خلف أبواب مغلقة، يظل أقل كلفة من صوت المدافع. فهل تمضي موسكو نحو المصافحات، أم تبقى التصريحات رهينة الحسابات؟ الإمارات قد تكون مسرحًا، لكن العرض لم يُكتب بعد.