قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

هند عصام تكتب: سيد التيجان

الكاتبة الصحفية/ هند عصام
الكاتبة الصحفية/ هند عصام

هيا بنا نستكمل سرد قصص ملوك وملكات مصر الفرعونية القديمة وكنا قد بدأنا فى سرد حكايات ملوك الأسرة الثاني والعشرون وقد وصلنا لسرد قصة الملك الثالث وهو الملك تاكيلوت الأول  كان فرعونًا مصريًا من الأسرة الثانية والعشرين، حكم حوالي عام 885-872 ق.م، وهو ابن الفرعون أوسركون الأول والملكة تاشد خونس، وتزوج من الملكة كابس وأنجب منها أوسركون الثاني، وعُرف باسمه الملكي “حج-خبر-رع ستب-إن-رع”. 

كما كان يحمل الكثير من الألقاب ومنها واسمه الشخصي ، وكان يلقب بـ "محبوب آمون" في بعض النقوش، وكان من ألقاب أسرته "رب الأرضين" و"سيد التيجان"، كونه فرعوناً من الأسرة الثانية والعشرين، ويظهر اسمه في بعض النصوص القديمة كـ "تاكيلوت" أو "تاكيلوت المبرأ" مع ألقاب مثل "رب الأرضين" كونه ينتمي للأسرة الليبية. 

وترك آثارًا في تانيس والكرنك، وقد واجه صعوبات في التمييز بينه وبين ملوك آخرين يحملون اسم تاكيلوت لاحقًا. 

وكانت فترة حكم الملك تاكيلوت حوالي 13 عامًا، وعهدُه كان أقصر من أبيه وابنه.

وكان الاسم الملكي له حج-خبر-رع ستب-إن-رع .

التمييز بين ملوك تاكيلوت: غالبًا ما كان يتم الخلط بينه وبين ملوك لاحقين بنفس الاسم، لكن تاكيلوت الأول لم يستخدم الخاتمة "سي-إيسي" (ابن إيزيس) التي استخدمها تاكيلوت الثاني والثالث، وهذا فرق رئيسي لتحديد آثاره، كما يختلف في علامات التاء في كتابة اسمه الهيروغليفية.
وكان الملك تاكيلوت له آثار في تانيس ومقبرته الملكية، وذُكر اسمه في نقوش بمعبد أوزير في الكرنك ولوحات أخري.

كان الملك تاكيلوت الأول شخصية مهمة في الأسرة الثانية والعشرين، وقد شهدت فترته بداية توحيد بعض الآثار بين تاكيلوت الأول والثاني، لكن الدراسات الحديثة تمكنت من فصل آثاره عن آثار ملوك آخرين حملوا اسمه، مما ساهم في فهم أفضل لفترة حكمه. 
وكانت أسرة الملك تاكيلوت الأول أهمية كبيرة من خلال الأثار وأهمهم زوجته الملكة كابس ولذلك جاء ذكر هذه الأم الإلهية في لوحة حورباسن كما ذكرنا من قبل، وقد نطق «بتري» هذا الاسم نطقًا خاطئًا: شبس، وليس هناك أي سبب يدعو«بتري»١ للتقريب بين اسم هذه الملكة وبين اسم ملكة أخرى «تاشبت» زوج ملك يدعى «تاكيلوت» وأم أمير يدعى «نمروت»  ذُكر على لوحة مصنوعة من الخشب محفوظة في متحف تورين . وقد جاء ذكر الملكة «كابس» هذه على لوحة «حورباسن» بوصفها أم الملك «أوسركون الثاني»، وكذلك ذُكرت في النقوش التي كُشف عنها حديثًا في مقبرة «أوسركون الثاني» كما سيأتي بعد.
أوسركون» بن «تاكيلوت»
وهو الذي أصبح «أوسركون الثاني» الذي خَلَفَ والدَه «تاكيلوت الأول»، وليس هناك أية علاقة بينه وبين «أوسركون الثالث» ابن «إزيس»، وهو ابن الملك «تاكيلوت الثاني» والملكة «كارمعمع»، وقد خَلَطَ «بدج» هذا النسب . أما الابن الأصغر «نمروت» الذي نسبه كلٌّ من «بتري» و«بدج» إلى «تاكيلوت الأول» على حسب ما جاء في لوحة تورين (رقم ١٤٦٨) فإنه شخصية خيالية، وربما كان ذلك نتيجة لخلطه بابن «أوسركون الثاني» الذي يحمل نفس الاسم كما سيأتي بعد.
هذا، ولا بد من التنويه هنا عن الأميرة «شبن-سبدت» التي يقول عنها كل من «بدج» و«بتري»: إنها ابنة «تاكيلوت الأول»؛ فهي في الحقيقة حفيدة للفرعون «أوسركون الثاني».
كما يجد المؤرخون صعوبة في التمييز بين الملك تاكيلوت هذا وآخر يحمل نفس الاسم، والظاهر أن الأخير حكم فيما بعد في نهاية الأسرة، وقد عُرف هذا الأخير من نتائج الحفائر التي عملت في معبد الإله «أوزير حقا زت» (أي أوزير حكم الأبدية) بالكرنك، والمظنون أن كثيرًا من الآثار التي كانت تنتسب إلى عهد قريب إلى «تاكيلوت» الأول ينبغي أن تنتسب إلى ملك جديد آخر يدعى «تاكيلوت الثالث»، وهذا على حسب رأي كل من «دارسي» و«جوتيه» وما يستنبط من الآثار.
وأحدثُ تاريخٍ عرف حتى الآن لهذا الفرعون على الآثار هو السنة السابعة، غير أنه مع ذلك ليس مؤكدًا بالنسبة له، ولكنه مع ذلك هو التاريخ الوحيد الذي اقترحه «دارسي» بعد فحص دقيق ، أما تاريخ السنة الثالثة والعشرين الذي ينسب إليه، فهو على وجه التأكيد تقريبًا ينسب للملك «تاكيلوت الثالث»، أما تاريخ السنة السادسة الذي نجده بين تواريخ مرسى الكرنك الخاصة بمنسوب الفيضان، فلا يمكن نسبته إلى الملك «تاكيلوت الأول» كما يعتقد «برستد» ؛ وذلك لأن أم «تاكيلوت الأول» كانت تدعى «تاشد-خنسو»، وعلى ذلك فإن ادعاء «برستد» خاطئ من أساسه ، فيما يتعلق بتاريخ «تاكيلوت الأول».
والواقع أن هذا الملك ينبغي أن يكون حكمه قصيرًا؛ أي إن حكمه لا يزيد عن سبع أو ثماني سنوات على أكثر تقدير، ومن المحتمل أن حكمه قد اختلط بالسنين الأخيرة من حكم والده الذي حكم  كما جاء على اللوحة التي عَثَرَ عليها «بتري» في العرابة  على أقل تقدير ستًّا وثلاثين سنة [راجع الأسرة الثانية والعشرين الفرعون أوسركون الثاني].

وقد نسب «جوتيه» لهذا الملك بعض آثار غير أنه ليس متأكدًا مما عزاه له؛ فمن ذلك تمثال صغير عثر عليه في العرابة  نُقش عليه طغراؤه وألقابه، غير أنه ليس من المؤكد أن هذا الاسم ينطبق على «تاكيلوت الأول» كما لا ينطبق على «تاكيلوت الثالث».
وكذلك نسب إليه لوحة وُجدت في العرابة المدفونة في «شونة الزبيب» ، وقد مثِّل على هذه اللوحة الملك والإله «أوزير» يتعبد إليهما كاهن الإله «أنوبيس» ويدعى «نسو-ورت حقاوي» وزوجه «شبن-سبدت». هذا، ونجد من جهة أخرى أن «دارسي» قد استنبط في بحث له  أن التمثال واللوحة السابقين هما للملك «تاكيلوت الثالث» ابن «إزيس»، غير أن براهينه ليست مقنعة، ولا يزال باب الشك مفتوحًا في هذا الصدد.
ولدينا كذلك الجزء الأسفل من لوحة من الحجر الجيري عليها اسم هذا الفرعون: محبوب «آمون» «تاكيلوت» ، غير أننا لا نعرف لأي «تاكيلوت» تنسب هذه اللوحة، وهذه الملاحظة كذلك تنطبق على تمثال «بولهول» الذي عُثر عليه في خبيئة الكرنك . هذا، وقد ذُكر هذا الفرعون على لوحة «حورباسن» [راجع الأسرة الثانية والعشرين فراعنة الأسرة الثانية والعشرين].
وينسب الأثري «هول» بعض جعارين لهذا الفرعون 
ويقول «بتري»: إن معبد «أوزير» بالكرنك بُني معظمه في عهد اشتراك هذا الملك مع ابنه «أوسركون»، وقد ظهرت معهما ابنته «شبنأبت» بوصفها وارثة عظيمة للملك. وقد ذكرنا من قبل أن «أوسركون» كان قد تخطى الأربعين عندما اشترك في الملك مع والده، وعلى ذلك كان له ابنة ناضجة في الوقت . وهذا الرأي من أساسه خاطئ كما سنرى بعد.
وهكذا نخرج من تاريخ هذا الملك بآراء يحوطها الشك والإبهام؛ وذلك بسبب تشابه الأسماء بين الملوك الذين يحملون هذا الاسم.