يشدد أطباء القلب على أن قياس ضغط الدم ليس إجراءً عابرًا، بل عملية دقيقة تتطلب الالتزام بقواعد محددة لضمان نتائج صحيحة يمكن الاعتماد عليها في التشخيص والعلاج، وفي هذا السياق، يوضح الدكتور إغنات رودتشينكو، أخصائي أمراض القلب والأوعية الدموية، أن كثيرًا من القراءات الخاطئة تعود إلى أخطاء شائعة قبل وأثناء القياس، وليس إلى خلل في جهاز القياس نفسه، وذلك وفقًا لموقع لينتا.رو الروسي.
لماذا الدقة مهمة؟
قراءة ضغط الدم تُعد مؤشرًا أساسيًا على صحة القلب والأوعية الدموية، وأي خطأ بسيط قد يؤدي إلى تشخيص غير دقيق، أو إلى اتخاذ قرار علاجي غير مناسب، سواء بالمبالغة في العلاج أو إهماله.
أولًا: التحضير قبل القياس
قبل بدء قياس ضغط الدم، ينصح الخبراء باتباع خطوات تمهيدية أساسية، أبرزها:
- الجلوس في وضع مريح وثابت.
- الامتناع عن التدخين، وتناول الطعام، والمشروبات المنبهة مثل القهوة، لمدة لا تقل عن 30 دقيقة.
- الحصول على فترة استرخاء هادئة لا تقل عن 5 دقائق قبل القياس، لتقليل تأثير التوتر على النتيجة.
ثانيًا: وضعية الجلوس الصحيحة
تلعب وضعية الجسم دورًا محوريًا في دقة القراءة، ولذلك يجب:
- الجلوس مع إسناد الظهر جيدًا.
- إبقاء القدمين ملامستين للأرض دون تقاطع أو ثني.
- وضع الذراع المراد القياس عليها فوق سطح مستوٍ، مثل الطاولة، بحيث يكون الجزء العلوي من الذراع في مستوى القلب.
ثالثًا: تركيب كفة جهاز القياس
يشير الدكتور رودتشينكو إلى أن أخطاء تركيب الكفة من أكثر الأسباب شيوعًا للقراءات الخاطئة، وينصح بما يلي:
- تثبيت الكفة مباشرة على الجلد العاري للذراع العلوي، وليس فوق الملابس.
- تجنب وجود أي ضغط خارجي على الذراع، مثل الأساور، أو الملابس الضيقة، أو الحقائب.
رابعًا: أثناء عملية القياس
خلال القياس نفسه، يجب الالتزام بالهدوء التام:
- الامتناع كليًا عن الحديث أو الحركة.
- قياس ضغط الدم في كلتا الذراعين.
- أخذ ثلاث قراءات لكل ذراع، مع ترك دقيقة واحدة بين كل قراءة وأخرى.
خامسًا: قراءة النتائج بشكل صحيح
يوضح المختص أن الاعتماد على أول قراءة قد يكون مضللًا، لأنها غالبًا تتأثر بالتوتر الأولي. لذلك يُنصح بـ:
- تجاهل القراءة الأولى.
- حساب المتوسط الحسابي للقراءة الثانية والثالثة لكل ذراع.
- اعتماد هذا المتوسط باعتباره القيمة الأقرب إلى المستوى الحقيقي لضغط الدم.

