الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

155 عاما من تاريخ كشك المحمل تتحول إلى خرابة وعدم تسجيله بالآثار مفاجأة..30 صورة وفيديو

صدى البلد

سمعنا عنه لكننا فضلنا عدم التصديق إلا بعد رؤيته مباشرة، وكم كانت صدمتنا حينما وجدنا ما سمعناه..كشك الخديوي أو كشك المحمل أو غيرهما من الأسماء.مكان يحمل عبق التاريخ لكننا ضمن جولة قامت بها كاميرا موقع صدي البلد هناك رصدناه وقد تحول إلي وكر للقمامة والمخلفات والحيوانات النافقة.

قبل أن نصف الحالة السيئة جدا والتي وجدنا المكان عليها، نتعرف علي تاريخه أول لنتصور مدي فداحة تركه مهملا حتي يصبح هكذا، والمكان يرجع تاريخه إلي عام 1864 م حين بناه الخديوي إسماعيل ليكون نقطة انطلاق خروج محمل كسوة الكعبة الشريفة من مصر إلي السعودية.

الكشك يقع أسفل سور قلعة صلاح الدين في الطريق القادم من عند مسجد السلطان حسن والمؤدي إلي ميدان السيدة عائشة، ومنه كانت كسوة الكعبة تخرج كل عام،حيث كانت تصنع في دار الكسوة بالخرنفش،وتنقل بعدها للكشك لتنطلق منه في موكب المحمل، وظل علي هذا الحال حتي عام 1962 بسبب خلاف حدث بين مصر والسعودية.

إذا المكان له إرث كبير من التاريخ،لكنه بدأ مرحلة الضياع عقب أحداث ثورة يناير 2011، حيث كان المكان أخر ما انتهي إليه أن أصبح مقرا للحزب الوطني،وتعرض للاعتداء ضمن أحداث الثورة وأدي ذلك لنشوب حريق فيه، وعقب انتهاء الأحداث وجدها بعض الخارجين عن القانون فرصة لاقتلاع كل أبواب وشبابيك المبني،هذا غير التشويه الكبير الذي أصاب المكان من الداخل.

وبالفعل عندما قمنا بجولة في المكان لم نجد أي صعوبة في دخوله،حيث وجدناه بلا أبواب ولا شبابيك و"مفتوح ع البحري"كما يقول المصريون في حديثهم بالعامية،مما جعله ممتلئا بالقمامة والمخلفات بشكل لا يوصف،كما أنه لم يكن غريبا أن نجد عددا من الحيوانات الميتة والنافقة التي جعلته مصدرا لروائح كريهة لا تطاق،ناهيك عن الحشرات والثعابين.

ما سبق من وصف لحالة المكان يكفي وإلا لو استمرينا في ذلك لأصبنا بحالة من الهم والحزن والأسي علي مكان تاريخي بحجم الكشك،والذي كانت صدمتنا فيه مضاعفة عندما علمنا من أحد مصادرنا في الأثار أنه ليس مسجلا ضمن عداد الأثار،وهو ما كان مصدر لتعجب ودهشة ألمت بنا.

المصدر قال لنا أن المكان كان معدا له ملف لتسجيله ضمن الأُار منذ سنوات طويلة وقبل ثورة يناير،لكنه كان يتوقف دون تحريكه لأسباب مجهولة،وكشف مصدرنا أنه جرت للمكان مؤخرا معاينة من الأثار لبحث تسجيله،وإن كان أحد الإحتمالات القوية الواردة بالحالة التي عليها أن قد لا يتم تسجيله،بسبب فقدانه لعناصر كثيرة من مقتضيات التسجيل.