الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

3 أفعال حرّمها الشرع عقوبتها صيام شهرين متتابعين

صيام شهرين متتابعين
صيام شهرين متتابعين

كفارة صيام شهرين متتابعين هو إحدى الكفارات التي أوجبها الشرع عند القيام ببعض الأمور التي حرّم فعها، وهي: القتل الخطأ، والظهار، والجماع في نهار رمضان، وصيام شهرين متتابعين يجب بانعدام الرقبة التي يجب عتقها كفارة للأفعال السابقة.

كيفية حساب صيام الشهرين المتتابعين
ويجب على من ارتكب: القتل الخطأ، أو الظهار، أو الجماع في نهار رمضانف، صيام شهرين متتابعيين دون انقطاع لأي عذر غير شرعي، وإذا انقطع الصيام لعذر غير شرعي يجب استئناف صوم الشهرين بالتتابع، أي عدم الاعتبار بالصيام قبل العذر غير الشرعي، أمّا إن كان قطع صيام الشهرين لعذر شرعي، فيعتد بالصيام الذي كان قبل وقوع العذر الشرعيّ، ويُتابَع الصيام بعد زوال العذر، والأعذار الشرعيّة المعتبرة هي: الحيض، وزوال العقل، والمرض.

معنى الكفارة في الإسلام:
الكفارات في الإسلام تُطلَق الكفارة في اللغة على الأمور التي يفعلها الفرد للتوبة من ذنوبه وآثامه التي وقع بها، مثل: الصدقة، أو بالصوم، أو غير ذلك ممّا يكفّر الذنوب والمعاصي، منها: كفارة اليمين، وكفارة الفطر، وكفارة ترك بعض أعمال الحجّ، وسميّت بذلك لأنها تكفّر وتستر الذنوب والمعاصي، إذ تكون في الأعمال التي نهى الشرع عن القيام بها وأكّد على ذلك.

كفارة صيام شهرين متتابعين
أولًا: دية القتل الخطأ: يُطلَق مصطلح القتل الخطأ على ما يقع من الشخص دون قصد، أو إرادة، وهو ضد القتل العمد الذي يُقصد به فعل القتل والشخص المقتول دية القتل الخطأ، ويجب على من قتل نفسًا خطأ الدية وكفارة صيام شهرين متتابعين، كما قال تعالى: «وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا» إلى قوله سبحانه: «فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا» (النساء:92).

دية القتل الخطأ 
لا تسقط دية القتل الخطأ وإن كان القتيل هو المُخطئ، الدية واجبة شرعًا على القاتل، يؤديها لأهل القتيل، وتعادل قيمتها خمسة وثلاثين كيلو جرامًا وسبعمائة جرام من الفضة الخام الشائعة، وتُقَوَّم بسعر السوق وتدفع لهم طبقا ليوم بدء أدائها.

يجوز أن تُدفَع الدية مُقسطة فيما لا يزيد عن ثلاث سنوات، إلا إذا شاءت العاقلة دفعها مُنَجَّزة، فإن لم تستطع فالقاتل، فإن لم يستطع فيجوز أخذ الدية من غيرهم ولو من الزكاة.

دية القتل العمد 
تكون دية القتل العمد حال تنازل أولياء الدم جميعِهم أو بعضهم ولو واحدًا منهم عن القِصاص، فيما عليه الفتوى في مصر سبعة وأربعون كيلوجرامًا من الفضة وستمائة جرام من الفضة بقيمتها يوم ثبوت الحق رضاءً أو قضاءً، ويمكن لأولياء الدم العفو عن القصاص والدية، وإن عفا بعضهم عن القصاص فلا قصاص وإن رفض الباقون العفو.

وتوزع الدية على أولياء الدم على حسب أنصبائهم في الميراث الشرعي في القتيل، وإن عفا أحدهم عن نصيبه في الدية فلا يسقط حق الباقين في نصيبهم منها بحسب سهمه الشرعي في الميراث.

أقوال العلماء في كفارة القتل الخطأ
القتل الخطأ يوجب أمرين على القاتل: أحدهما: الدية المخففة على العاقلة. وثانيهما: الكفارة، وهي عتق رقبة مؤمنة سليمة من العيوب المخلة بالعمل والكسب، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين.

ودليل ذلك قوله تعالى: «وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَئًا وَمَن قَتَل َمُؤْمِنًا خَطَئًا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىأَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُوا فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا» [النساء: 92]

حكم من عجز عن الصوم في كفارة القتل
اختلف الفقهاء في حكم من عجز عن الصوم في كفارة القتل على قولين: لأول: مذهب الجمهور وهو أنه لا إطعام عليه، لأن الله جل وعلا لم يذكر في كفارة القتل إلا العتق والصيام، ولو كان ثمة إطعام لذكره.

الثاني: وهو قول عند الشافعية وهو أنه عليه الإطعام قياسًا على غيره ككفارة الظهار والصوم، ولعل الصواب في المسألة هو التفصيل بين من عجز عن الصيام عجزًا أبديًا ومن كان عاجزًا عجزًا مؤقتًا، فالعاجز عجزًا أبديًا يطعم، والعاجز عجزًا مؤقتًا ينتظر القدرة على الصيام، ومما يؤيد هذا المنحى أنه جار على القياس على العجز عن صوم رمضان، فمن المعلوم أنه إن كان عاجزًا عجزا مؤقتًا، فالواجب عليه إنما هو القضاء، وإن كان عاجزًا عجزًا أبديًا فالواجب عليه إطعام مسكين عن كل يوم، وإنما قسنا صوم القتل على صوم رمضان لأن كلًا منهما مستقر في الذمة على وجه الوجوب وجوبًا متعينًا، خصوصًا إذا أخذنا في الاعتبار أن وجود الرقبة أصبح متعذرًا تعذرًا شديدًا، إن لم يكن مستحيلًا.

ثانيًا: الظهار كفارته صيام شهرين متابعين:
الظهار هو تشبيه الرجل زوجته أو بعضها بمن تحرم عليه حرمة مؤبّدة أو بعضها، كأن يقول لزوجته: أنت عليّ كظهر أمي، أو أنت عليّ كأختي، حيث إنّ الظهار كان عادة من عادات رجال الجاهلية يقوم بها عند الغضب على زوجته، ولكنّ الإسلام حرّمه لأن الزوجة ليست محرّمة على زوجها كأمه وأخته وباقي محارمه.

وإن قام الرجل بذلك فتُحرّم زوجته عليه حتى يكفّر عن ذنبه، وكفارة الظهار تكون بعتق رقبة مؤمنة، فمن لم يجد رقبة مؤمنة لعتقها يكفّر ذنبه بصيام شهرين متتابعين، ومن لم يستطيع صيام شهرين متتابعين يجب عليه إطعام ستين مسكينًا، والإطعام يتحقّق بإطعام كلّ مسكين نصف صاع؛ أي ما يساوي تقريبًا كيلو وعشرين غرام، ودليل ذلك قول الله تعالى: «وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ*فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا»

وإن كان الظهار معلّقًا بحصول أمرٍ ما وكان قصد الزوج منع الزوجة أو إجبارها على فعل ما وليس الظهار من زوجته فعليه كفارة اليمين إن لم يتم يمينه، كما يُنظر أيضًا في زوجات الرجل؛ فإن ظاهر منهنّ جميعًا بلفظ واحد فالكفارة الواجبة عليه كفارة واحدة فقط، وإن ظاهر من كلّ واحدة على حدة فتجب عليه كفارة عن كلّ لفظ.

هل الظهار طلاق
ويمين الظهار ليس طلاقًا وإنما حرام شرعًا ويجب فيه الكفارة ولا يثبت هذا اليمين إلا بلفظ كلمة الظهار وكان أحد أنواع الانفصال في الجاهلية، وأن بداية سورة المجادلة نزلت في هذا عندما قال الصحابي هلال ابن أمية لزوجته خولة بنت حكيم: "انتي عليّ كظهر أمي" فأنزل الله تعالى "قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها" إلى نهاية الآية.. وكفارة يمين الظهار يجب أداؤها قبل الرجوع للزوجة، وهي صيام شهرين، فإن لم يستطع يطعم عن كل يوم مسكينًا.

ثالثًا: الجماع في نهار رمضان 
الجماع في نهار رمضان من مفسدات الصيام التي توجب الكفارة والقضاء، ويُشترط في ذلك أن يكون الرجل متعمّدًا للجماع، ومختارًا له، وعالمًا بحرمة ذلك دون أن يكون معذورًا في فعله، فإن جامع الرجل زوجته ضمن الشروط السابقة يجب عليه التكفير عن فعله بعتق رقبة، ومن لم يجد رقبة مؤمنة عليه صيام شهرين متتابعين، ومن لم يستطع صيام شهرين متتابعين عليه إطعام ستين مسكينًا.

ولا بدّ من الترتيب في الكفارة فلا يكون الصيام إلّا بانعدام الرقبة، ولا يكون الإطعام إلّا بعدم القدرة على الصيام، والجدير بالذكر أنّ تحرير الأسير لا يعدّ عتق رقبة مجزء عن الكفارة وإنّما هو فداء، كما أنّ كفارة الجماع في نهار رمضان تجب في وقتها دون المماطلة في الوقت، ولا يجوز تأخير الكفارة إلّا لعذر شرعيّ معتبر، ومن أبطل صيامه بسبب تناول الطعام والشراب، أو بسبب الجماع، فيجب على استئناف صيام شهرين متتابعين ولا يعتبر بالصيام السابق لتلك الأعمال.


هل إجبار المرأة على الجماع في نهار رمضان يوجب عليها الكفارة
قالت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية، إن هناك حالة يتوجب فيها الكفارة على الزوج وحده، بسبب جماع زوجته أثناء الصيام في نهار رمضان.

وأوضحت «البحوث الإسلامية» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابتها عن سؤال: «؟»، أنه في حال أجبر الرجل زوجته على الجماع أثناء الصيام في نهار رمضان، فلا كفارة عليها.

وأضافت أنه على قول الجمهور يجب على الزوجة في هذه الحالة، قضاء ذلك اليوم ولا إثم عليها، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «رفع عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه»، منوهة بأن ذلك بخلاف الزوج، حيث إن عليه القضاء والكفارة وهي صيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا والإثم عليه.

اقرأ أيضًا: