الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إسرائيل تجهز نفسها لحرب مع إيران.. أمريكا تقف سدا أمام اشتعال معركة طاحنة في المنطقة.. ونتنياهو: سنعمل على إحباط تهريب الأسلحة من طهران إلى سوريا والعراق

صدى البلد

  • إسرائيل تستضيف عسكريين على مستوى رفيع الأسابيع الماضية
  • تخوفان رئيسيان يحكمان طبيعة العلاقات بين أمريكا والاحتلال
  • الحرب مع إيران سيناريو مكرر قد يشتعل هذه المرة

استضاف كيان الاحتلال عددا من كبار مسئولي الدفاع في الأسابيع الأخيرة، حيث زار مؤخرًا رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال مارك ميلي، الذي استضافه رئيس أركان جيش دفاع الاحتلال أفيف كوتشافي، وفق ما أفادت به صحف عبرية.

حرص الرجلان على التأكيد على أن العلاقات بين مؤسسات الدفاع في أفضل حالاتها، لكن هناك اعتبارين آخرين لم يتحدثا عنها، وهما المتعلقان بالمخاوف من كلا الطرفين اتجاه بعضهما البعض، من خوف إسرائيل من التخلي الولايات المتحدة عنها، وهو الاحتمال البعيد، وخوف أمريكا من عمل إسرائيلي أحادي الجانب، وهذا ما يمكن حدوثه بنسب ترجيحٍ كبيرة.

يأتي الخوف الإسرائيلي من تحركات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة، الذي امتنعت إدارته عن الرد على الهجمات الإيرانية في الخليج العربي، بما في ذلك الهجوم الذي ألحق أضرارا جسيمة بالمنشآت النفطية السعودية في 14 سبتمبر الماضي، وقبلها من أسقط طائرة أمريكية بدون طيار، وبعدهما في أكتوبر الماضي، ما حدث بسحب أمريكا لجنودها العاملين مع الأكراد في مناطق شمال شرق سوريا، وهو الأمر الذي فتح الطريق أمام غزو ​​تركي بري، وأمام هذا، فإسرائيل خائفة من رغبة أمريكية واضحة في الخروج من المنطقة، الأمر الذي يترك لإيران مساحة أكبر للمناورة، وربما في تنفيذ تهديداتها، وهو ما سيعجل برد إسرائيلي سيشعل ربما حربا عالمية ثالث إذا ما تدخلت أطراف أمريكية وأوروبية وقررت روسيا التدخل.

في المقابل، يبدو أن الأمريكيين قلقون بشأن القرارات التي قد تتخذها إسرائيل في المستقبل، يتحدث كبار المسئولين الإسرائيليين بلا توقف عن المخاطر التي تشكلها جهود إيران لترسيخ نفسها عسكريًا في جنوب سوريا، وتهريب الأسلحة المتقدمة إلى حزب الله وتعزيز وجودها في العراق واليمن، وقد يؤدي الخلاف العسكري المتزايد بين إسرائيل وإيران، بالإضافة إلى أقمارها الصناعية إلى جر الأمريكيين إلى حرب إقليمية، لأنه وفقًا لتصريحاته العامة، لا يريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ذلك.

يذكر هذا بما فعله مسئولون في البنتاجون حينما زاروا إسرائيل في عام 2011، حيث كانت إسرائيل تفكر في مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية دون الرجوع لأمريكا، وحينها أيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع آنذاك إيهود باراك مثل هذا الهجوم، وتم إرسال الجنرالات الأمريكيين للتعبير عن معارضتهم لذلك.

ووفقًا للصحف العبرية، فإنه لا يوجد أي هجوم من هذا القبيل مدرج حاليًا على جدول الأعمال، نظرًا لأن إيران لا تزال ملتزمة من حيث المبدأ بصفقتها النووية مع خمس قوى رئيسية (السادسة هي أمريكا، التي غادرت الصفقة التي وقعت في 2015، في مايو 2018)، ومع ذلك، فإن تصريحات المسئولين الإسرائيليين الأخيرة حول إيران كانت عدوانية بشكل غير عادي.

وقام نتنياهو ووزير الدفاع نفتالي بينيت بجولة على الحدود السورية واللبنانية، حيث أعلن نتنياهو أن إسرائيل ستعمل على إحباط تهريب الأسلحة من إيران إلى سوريا ومنع جهودها "لتحويل العراق واليمن إلى قواعد لإطلاق الصواريخ"، إلا أن ما يؤجل سيناريوهات إطلاق أزمة مع إيران؛ الوضع السياسي المتأزم في إسرائيل.