الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الشماتة في الموت.. تفسير آية «لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ»

الشماتة في الموت..
الشماتة في الموت.. تفسير آية «لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ

الشماتة هي أن يُسرّ المرء بما يصيب عدوه من المصائب ، قال الله تعالى عن نبيه موسى عليه السلام : ( فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ ) .

الشماتة في الموت
الموت من أعظم ما يقع بالمؤمنين من الابتلاء له ولمن يتركهم بعده، وعند المصائب يجب الاعتبار والاتعاظ، والرحمة الإنسانية تحمل على الحزن بل والبكاء مهما كانت معاملة الميت، وقام النبي صلى الله عليه وسلم لجنازة، ولما قيل له: إنها ليهودي فقال "أليست نفسا"؟.. رواه البخاري ومسلم.

اقرأ أيضا :  المفتي: الشماتة في تفجير كنيستَي طنطا والإسكندرية مشاركة في سفك الدماء

التشفي بالموت ليس خلقا إنسانيا ولا دينيا، فكما مات غيره سيموت هو، وهل يسر الإنسان إذا قيل له: إن فلانا يسعده أن تموت؟ والنبي- صلى الله عليه وسلم قال: "لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك"، رواه الترمذى وحسَّنه.

الشماتة في الظالم
قوله تعالى «لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ» لا يعنى الشماتة فى الظالم، ولكن المعنى أن المظلوم يرفع أمره إلى القضاء أو دفع هذا الظلم عنه لرد الحق مرة أخرى إلى صاحبه.

والمؤمن قلبه مليء بالرحمة تجعله يحن إلى الإنسان إذا تعرض لمكروه حتى لو كان هذا الإنسان قد ظلمه.

الشماتة في المصائب
الشماتة بالمصائب التي تقع للغير تتنافى مع الرحمة التى يفترض أن تسود بين المسلمين والنبي صلى الله عليه وسلم -على الرغم من إيذاء أهل الطائف له - لم يشأ أن يدعو عليهم بالهلاك وقد خيره جبريل فى ذلك، ولكنه قال فى نبل وسمو خلق: "لا ، بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبده لا يشرك به شيئا" ثم تسامى فى النبل والكرم فدعا لهم بالهداية والمغفرة.

ولما منع ثمامة بن أثال عن قريش إمدادهم بالطعام، وقد كانوا فى قحط، لم يظهر الرسول بهم شماتة ولم يفرح لما أصابهم، بل أمر إمدادهم بما كان معتادا"، وقد قال فى صفات المنافقين: "وإذا خاصم فجر"، ومن الفجور الشماتة.

الشماتة في الغير
الشماتة خلق ذميم ولا يجب على المسلم أن يفعل هذا الخلق المشين"، مشيرًا إلى أن هذا الخلق هو خلق الضعفاء وفيه تحقير للآخرين والإسلام ينهانا عن تحقير الغير.

الشماتة بالغير خلق الكافرين والمنافقين الذين قال اللّه فيهم {إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ۖ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ"، ألا فليعلم الشامتون بغيرهم أن الأيام دول والشاعر الحكيم يقول: "فقل للشامتين بنا أفيقوا * سيلقى الشامتون كما لقينا".

وقال الله تعالى عندما شمت الكافرون بالمسلمين في غزوة أحد {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس}.. [آل عمران : 140]".

الشماتة في الإسلام
ولا يوجد في الدين الإسلامي شماتة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك"، وتساءل: "من يشمت فى غيره هل ضامن أنه سيموت سليمًا معافى فقد يبتليه الله بما شمت فى غيره؟"، وهذه الشماتة لا تجوز شرعًا، بل يجب أن ندعو لكل مريض أن يعافيه الله ويمتعه بالصحة والعافية وأن يصبره حتى يعافيه على ما ابتلاه.

الشماتة في المرض
والشماتة لا تجوز فى الإسلام على أى أحد، خاصةً إذا كان مريضًا أو مصابًا أو مهموم، فنسأل الله أن يشفى مرضانا، وهذا أمر ليس من أخلاق الإسلام في شيء.

الشماتة في المعاصي
ينبغي الحذر من الشماتة من الأشخاص الذين يفعلون المعاصى، مشيرا إلى أن هذا الأمر يدعو للشفقة والرحمة، وارتكاب الذنوب والمعاصى مثل الأمراض التى تصيب الجسد، وهنا لا يجوز الشماتة فيها، لأنه محرم عليك الشماتة"، ونحن نكره المعصية ولا نكره العاصى أبدا لأن الله نهى عن فعل المعاصى ولكنه كرم الإنسان وميزه عن باقى الخلائق فلا يحق لنا كرهه شخصيا.