إن الإنشاد الديني ليس لونا من ألوان الغناء ولكنه مهنتان مختلفتان، الإنشاد بطبيعته موهبة فطرية، والمنشدون على مر سنوات طويلة، يعانون من إهدار حقوقهم، وعدم وجود جهة تحميهم.
ولا يستطيع أحد بحال أن يغفل الدور المهم الذى يقوم به المنشد الذى يخاطب وجدان الناس ويرتقى بذوقهم، ويحارب الفكر المتطرف، ووسيلة من وسائل معالجة التعصب، الذى تريد بعض الكيانات نشره فى المجتمع خاصة بين الشباب، و رغم كل هذا لم يكن هناك اهتمام قط من نقابة المهن الموسيقية بهذا المجال لا فى رعايته ودعمه أو حتى الحفاظ على حقوق أصحاب المهنة، رغم أن أعدادهم ضخمة وفى تزايد.
وعندما أصبح هناك كيان مستقل لهذه الشريحة العريضة من المجتمع المصرى وهو نقابة الإنشاد برئاسة المنشد الشيخ محمود يس التهامى الذى أضاف كثيرا لهذا الفن ووصل به إلى العالمية وجعل مصر ممثلة دوليا فى هذا المجال ، الآن فقط التفتت نقابة الموسيقيين إلى أهمية الإنشاد وتسعى لجعله جزءا من النقابة؟
أين كان الموسيقيون حين كان المنشدون مهمشين في نقابة المهن الموسيقية، الإنشاد دخل عصر الظل في السبعينيات، وبعد هذه الحقبة أصبح الإنشاد بجهود فردية، مثل الشيخ التهامي والشيخ طوبار، ولم يكن هناك أي دعم من الدولة عكس حقبة الأربعينيات كانت الدولة تدعم المنشد، ويتفرغ لنقل هذه الثقافة، وكانت مصر هي الرائد في هذا المجال، ووضعنا أسس المقامات والموشحات والتواشيح، وأخرجنا كل الفنون وما زالت المدرسة المصرية لها مقياسها العالمي، هذا ما آمن به الشيخ محمود التهامى، وعمل على استعادة دور مصر فى هذا المجال ، وقد حدث بالفعل.
أعتقد أنه دور لنقابة المهن الموسيقية هو التهنئة للمنشدين على ما أصبحوا عليه من نجاح وتميز على المستوى الدولى، وأن تظل على موقفها القديم فى الوقوف فى مشهد المتفرج من الإنشاد والمنشدين، الذين أصبح لهم نقابة تدعمهم وتعمل على حفظ كرامتهم والتميز فى أعمالهم محليا ودوليا.