الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعليق الأزهر على مسابقة الرسومات الكاريكاتيرية المسيئة للرسول

 الأزهر مسابقة الرسومات
الأزهر مسابقة الرسومات الكاريكاتيرية المسيئة للرسول

استنكر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، الدعواتِ التي أطلقها السياسي الهولندي خيرت فيلدرز، بتنظيم مسابقة لتصميم رسوم كاريكاتيرية لنبي الإسلام محمد -صلى الله عليه وسلم-، بزعم أن ذلك انتصار لحرية التعبير عن الرأي المكفولة للجميع.

قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن دعوات الإساءة لسيدنا محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حضّ على الكراهية، واعتداء على مقدسات المسلمين ومشاعرهم.

وأكد الأزهر في فتوى له، أن الدّعوة إلى عقد مسابقة كاريكاتيرية تُسيء لرسولنا الكريم سيدنا محمد -عليه أفضل الصلاة والسلام- ليست هي الأولى من نوعها؛ بل سبقتها وقائعُ مشابهة، يرجع تاريخُها لأكثر من خمسة عشر عامًا باسم حرية التعبير والإبداع.

وأضاف أن هذه الوقائع لم تنلْ شيئًا من مكانة سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لدى أتباعه، أو لدى المنصفين من غير أتباعه، كما أنها لم ترفع من قدر مُنتَقِصيه؛ بل إن التَّاريخ لم يمدح قط مستهزءًا أو حاضًّا على الكراهية.

وطرح الأزهر تساؤلاتٍ على أنصار حرية التَّعبير المُطلقة: هل لمقدسات النّاس ومشاعرهم احترام لديكم؟! هل تُقاس حضارات الأمم بتقدم صناعاتها، وتشييد بناياتها فحسب؟! أم أنّ القيم الثابتة هي الأساس الحقيقي للحضارات؟!.

ونوه بأن نظرة واحدة على الماضي لتُطلعُنا على كمِّ الآثار السلبية التي تركتها مُمارسات العنصرية والكراهية والعنف، والتي عانت منها البشرية عقودًا؛ ولا زالت، وليس الإرهاب عنَّا ببعيد.

وتابع: بكل وضوحٍ نقول: إن الإسلام يرفض انتقاص الآخر خلف أي سِتار، وتحت أي مُسمى، ويرى أن حرية الفنّ والإبداع منضبطة بقيم التّسامح والرحمة والاحترام.

ولفت إلى أنَّ تمسكَ المسلم بدينه، وعملَه بكتاب الله عز وجل، والتزامَه سنة سيدنا رسول الله ﷺ لهو الرَّد الأمثل على هذه الإساءات، وإن ردَّ الإساءة بالإساءة أو بالعنف لن يُوقف مُحاولات الانتقاص المتكررة، ولن يضع حدًّا للمشكلة، قال تعالى: «وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» (الأنعام: 108)، كما أنه ليس من خُلق المؤمن؛ فما تعبَّد اللهُ عبادَه بسبٍّ أو بذاءة، قال صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلَا اللَّعَّانِ، وَلَا الْفَاحِشِ، وَلَا الْبَذِيءِ». [أخرجه الترمذي وحسَّنه]. وأخيرًا.. لو عرفوه ما أساءوا إليه؛ بل لو عرفوه لأحبّوه.

ونبه على أنّ رسولَ الإسلام -صلى الله عليه وسلم- لهو شعاع النور للبشرية جمعاء، وهو الداعي إلى كل فضيلة، الناهي عن كل رذيلة، جعل الله سبحانه الفلاحَ في الإيمان به وتعزيره ونصرته واتباعه؛ قال تعالى: «الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» [الأعراف: 157]، وبعثهُ سبحانه برسالة التوحيد والسلام والحرية والأخلاق إلى أمة لا تعرف عن هذه المعاني شيئًا يُذكر؛ فاستطاع أن يُحوِّل أفرادها إلى عُبَّاد لله تعالى، زُهَّاد في هذه الدنيا، وقادة صالحين مُصلحين.

وواصل: إن محاولةً صادقةً من عقل واعٍ لمعرفته -صلى الله عليه وسلم- لتُوصِل صاحبها إلى الإيمان بنبوته ومحبته، أو إلى احترامه وإنصافه على أقل تقدير.

وأوضح: ويكفي لبيان عدمِ الإنصاف، وانعدام الموضوعية لدى منتقصيه أنهم لم يعرفوا عن رسالته السَّمحة، وخُلقه القويم -صلى الله عليه وسلم- مقدار صفحة من كتاب، ولا ضَيْر؛ فمن زكَّاه الخالق عز وجل وعصمَه؛ لن تُنقص من قدره كلمةُ سخريةٍ، أو رسمةُ إساءةٍ، قال تعالى في عصمتِه: «وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ». [المائدة: 67]، وقال: «إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ» [الحجر: 95]، وقال في تزكيتِه صلى الله عليه وسلم: «وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ» [القلم: 4].