الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم عطيان يكتب: مثلث برمودا الجزء العاشر

صدى البلد

استعرض اللواء سليم جميع التفاصيل في اجتماعه المغلق مع مجموعة العمل التي تعاونه بعد عرض التقرير على القائد العام للقوات المسلحة ووزير دفاعه.

- في غرفة الاجتماعات يقوم الضابط علاء بالإعداد لعرض فيديو تصوري لما حدث خلال العملية والفترة التي سبقتها، لتبدأ الأن أحداث القصة كاملة بالتفصيل.

البداية كانت مع سلسلة همجات إرهابية ضربت البلاد على مدار السنوات الماضية منذ محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم عام 2013، وتنفيذ مذبحة كمين الفرافرة في يوليو 2014 والتي قُتل فيها عددًا كبيرًا من مجندي الجيش.

حتى اغتيال النائب العام هشام بركات في يونيو 2015، وكنيسة طنطا، وكنيسة العطارين بالاسكندرية التي أودت بحياة الكثيرين في أحد السعف نوفمبر 2017 والعديد من الحوادث الإجرامية، وصولًا إلى ما حدث في مسجد الروضة.

بما فيها الهجمات التي تمكنت الأجهزة الأمنية من إحباطها قبل التنفيذ، كبطولة قائد الدبابة التي نجح فيها أبطال القوات المسلحة في إحباط محاولة كبرى لاستهداف أحد الارتكازات الأمنية بمحافظة شمال سيناء.

استمرارًا لجهود قوات إنفاذ القانون لإحباط المخططات الإرهابية بمحافظة شمال سيناء، فقد تمكنت إحدى الدوريات التابعة للقوات المسلحة من إحباط عملية إرهابية كبرى كانت تستهدف إحدى كمائن القوات المسلحة جنوب مدينة العريش والتي كان من الممكن أن ينتج عنها خسائر جسيمة في الأرواح قد تصل إلى استشهاد ما يقرب من خمسين إلى ستين فردًا من المدنيين والعسكريين.

رصدت كاميرات المراقبة تواجد عدد كبير من السيارات المتوقفة على جانب الطريق الصحراوي، بها عدد كبير من المدنين، بالإضافة إلى العسكرين المتواجدين من قوة الكمين.

حاولت إحدى عربات الدفع الرباعي المفخخة اقتحام حواجز الكمين واستهدافه، إلا أنها فوجئت بتمركز إحدى الدبابات أمام الكمين، مما أجبر العنصر التكفيري سائق العربة المفخخة على استيقاف عربته وسط التجمع البشري أمام الدبابة التي تبعد قليلًا عن السيارات؛ بهدف تفجير الدبابة وإحداث أكبر خسائر في صفوف العسكريين وكذلك المدنيين المتواجدين بجوار وأمام الكمين.

انتبه سائق الدبابة لأمر يبدو غير طبيعي، حيث يتواجد بالسيارة أربعة عناصر إرهابية مسلحين بالبنادق الآلية والرشاشات ويستعدون لمغادرة السيارة واستهداف عناصر الكمين في ظل تواجد العشرات من المدنيين.

لم يكن أمام سائق الدبابة سوى تلبية نداء واجبه المقدس فقام بالإسراع نحو السيارة واعتراضها.

تصدي لها السائق بمهارة فائقة حين صعد بدبابته أعلى السيارة بدافع وطني وبشرف العسكرية المصرية الراسخة في وجدان كل جندي مصري.
مرت الدبابة من فوق السيارة ثم عاد السائق واستدار نحوها مرة أخرى.

انتبه الجميع لما يحدث فهرعوا بسرعة وابتعدوا عن المكان بعد رؤيتهم لهذا المشهد.

قام الجندي الشجاع بهذا العمل لتلقى الموجة التفجيرية في جسم الدبابة فيجنب المدنيين وكذلك أقرانه العسكريين أي إصابات.

انفجرت السيارة عقب عملية التصدي لها وكان الانفجار كبيرًا.

نتج عنه استشهاد خمسة من أهالي سيناء الشرفاء " رجل وسيدة وطفلان " تصادف تواجدهم بالمنطقة أمام الكمين أثناء وقوع الانفجار، وأكد المتحدث العسكري في بيانه أن مثل تلك العمليات الإرهابية لن تزيدنا إلا إصرارًا وعزيمة على المضي قدمًا في استئصال جذور الإرهاب الأسود من سيناء الحبيبة، وأن القوات المسلحة ماضية في التضحية بكل ماهو غالى ونفيس وبأرواح أبنائها الطاهرة للزود عن مقدرات هذا الوطن وشعبه العظيم.

دفعت تلك الممارسات الإجرامية قيادات البلاد إلى اختيار مجموعة ضباط من أكفأ رجال القوات المسلحة؛ لتنفيذ مشروع الدكتور ماجد.

مجموعة ضباط تم تدريبهم بشكل جيد على كافة أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة، نجحوا في جميع العمليات التي تم تكليفهم بها داخل وخارج البلاد؛ لحماية الوطن من إرهاب مجموعات موالية لأنظمة ودول معادية.

العمليات التي تقوم بها المجموعة دائما في غاية السرية والكتمان؛ نظرًا لأهميتها والخطورة التي تحيط بها.

هذه المرة تم إعدادهم وتدريبهم على عملية كبرى خارج البلاد لا تحتمل أقل الأخطاء.

كان الهدف من العملية تصفية بعض العناصر الإجرامية التابعة لتنظيم إرهابي تستخدمه دول كبرى في العالم لتنفيذ أجندات ومخططات مشبوهة ضد مصر بصفة خاصة والوطن العربي بصفة عامة.

بعد دراسة للمشروع الذي تقدم به الدكتور " ماجد " طبيب بالقوات المسلحة مع بداية العام 2018 ؛ للوصول إلى عمق الخلايا الإرهابية في سيناء والقضاء عليها، قررت القيادة تنفيذ المشروع، وكانت الدولة قد حملت على عاتقها مجابهة الإرهاب في الداخل والخارج، فاختارت القيادة العسكرية سبعة من أفراد المجموعة تقلهم طائرة عسكرية من منطقة جبلية وسط سيناء استعدادًا لنقلهم سرًا إلى مكان غير معلوم لتنفيذ المهمة خارج حدود الوطن.

كان في انتظارهم مجموعة أخرى كانت قد سبقتهم إلى نفس المكان قبل أيام عبر الخطوط الجوية المصرية؛ للإعداد للمهمة، وتأمين سيرها بالتنسيق مع رجال المخابرات المصرية الموجودة في هذه الدولة.

التقى قائد المجموعة الضابط محمد شمس الدين بالسيد عمر الأشقر ضابط المخابرات الذي يمده بالمعلومات اللازمة والتجهيزات المطلوبة لإتمام العملية وتسهيل عودة أفراد المجموعة بعد التنفيذ.

- الضابط عمر الأشقر حاد الذكاء، ثاقب النظر، وبحسب طبيعة عمله يقدر أهمية الوقت ولا يترك شيئًا للصدفة قائلًا: جاهزين يا بطل؟
الضابط محمد شمس الدين: جاهزين يا افندم ومنتظرين وقت التنفيذ.

- بالتوفيق يا أبطال.
- ثم طلب عمر الأشقر من شمس الدين ومجموعته أخذ قسط من الراحة استعدادًا للخطوة التالية بعد أن تمكن الأشقر من جمع المعلومات التي تساعد في نجاح العملية والمكان والتوقيت المناسب استعدادًا لتلقي أمر تنفيذ العملية بحسب التوقيت التي تحدده القاهرة.

- بعد التجهيز للعملية يتلقى شمس الدين أمر الانضمام للمجموعة التي سبقتهم إلى نفس المكان في انتظار أوامر أخرى.

- يبدو أن وقت التنفيذ قد حان الأن بعد أن انضمت المجموعتان ليقوم كل فرد منهم بالتسلل في جنح الليل وتفخيخ المكان تنفيذًا لما تم التدريب عليه من قبل، ثم التفجير بعد التأكد من وجود العناصر الإرهابية بالداخل والقضاء عليهم جميعًا والعودة سريعًا مهما كانت النتائج
- وبالتزامن مع قيام الضابط محمد شمس الدين ومجموعته بتنفيذ العملية والقضاء على البؤرة الإرهابية في مكانها،
تقوم مجموعة أخرى كانت قد سافرت إلى مكان أخر داخل تلك الدولة بالقبض على آدم برمودا أحد أخطر العناصر الإرهابية المطلوبة واقتياده إلى مكان ما في سرية تامة مع مجموعة من معاونيه.

بعد تلقي المجموعة لأمر التنفيذ بدأت القوات في التسلل وزرع العبوات الناسفة في منطقة لا تشعر فيها إلاّ بالبرد القارص، ولا تسمع فيها غير صوت الرياح.

تدور العمليات بدقة وسرعة في سكون الليل وخلف غطاء من الظلام الذي يحيط بالمنطقة التي يتحصن بها أفراد المجموعة الإرهابية.

القوات تؤدي دورها بكفاءة ودقة دون أن يلاحظها أحد، حتى حان وقت وقت التفجير، فتغير الحال الى النقيض حين أضاءت النار المكان فانقشع الظلام، وأحدث صوت الانفجارات المتتالية ضجة كسرت حالة الصمت والهدوء، بينما ارتفعت حرارة المكان البارد؛ بعد اشتعال النيران في كل مكان فأحرقت أجساد الإرهابيين.

تمكنت مجموعة شمس الدين من القضاء على المجموعة الإرهابية وترك المكان سريعًا دون أثر يدل على منفذي العملية.

بينما تمكنت المجموعة القتالية الأخرى من تنفيذ مهمتها التي تم الاعداد لها من قبل بعد رصد آدم ومجموعة من معاونيه في مكان أخر، حيث تم القبض على آدم ومن معه من أفراد الخلية التي تم القضاء عليها على يد شمس الدين ومجموعته قبيل تسريب خبر مقتله مع مجموعة كبيرة من معاونيه إثر انفجار العبوات التي كانوا يعدونها للقيام بعمليات إرهابية.

ومن ثم تم اقتياد العناصر المقبوض عليها إلى مكان أخر استعدادًا لنقلهم إلى مصر استكمالًا للخطة الموضوعة من قبل
- وفي هذه الأثناء يقوم الضابط عمر الأشقر ورجاله بتنفيذ مهمتهم في تسهيل خروج القوات وعودتها إلى مصر بعد إتمام المهمة، مراعيًا خروجهم بسرعة وسرية تامة كما دخلت من قبل.

وإبلاغ القيادة في مصر بنجاح العملية وتحقيق الهدف المرجو منها.
تلقى اللواء سليم تقريرًا مفصلًا عن العمليات وموعد وصول القوات المنفذة إلى أرض الوطن حين أخبره ياسين بأن القاعدة الجوية أفادت الأن بوصول المجموعة 12 وبصحبتها الأفراد المقبوض عليهم.

شعر اللواء سليم بالفخر وردد عبارة توحي بالرضا " الحمد لله، عاشوا الأبطال"، طبعًا أنت عارف يا ياسين هتعمل إيه في المرحلة التانية من الخطة.

الضابط ياسين: أوامرك يا افندم.
المرحلة التانية بدأت بالفعل من ساعة وصول المجموعة.
وهم حاليًا في المستشفى، وكل واحد في غرفته المحددة.
وفي انتظار تعليمات سعادتك.
- برافو عليك يا ياسين، أيوه كده عايزك صاحي ونشيط دايمًا.
قولي: إيه أخبار الدكتور ماجد؟
يا افندم الدكتور ماجد هناك دلوقتي وبيتابع كل حاجة بنفسه.
وبدأ بالفعل في تنفيذ البرنامج المطلوب مع كل حالة.