قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

معادلة أردوغان الخاسرة.. فشلت في حشد أي دعم دولي لغزو ليبيا.. والجزائر تصفع المخطط التركي وترفض التورط في الصراع.. وخسارة سياسية لمحاولات السيطرة على غاز المتوسط


- السراج وأغلو يقودان محاولات خاسرة لإقناع الجزائر بالتورط في ليبيا
- المناورة التركية الليبية تكشف أوهام أردوغان السياسية
- الجزائر لن تقدم أي رسائل تطمينية لتركيا على أي مستوى
- دولة محدودة القدرات لا تملك الموارد اللازمة لدعم طموحاتها


لاتزال تركيا تواصل محاولاتها الحثيثة لحشد أي دعم دولي في عمليتها المرتقبة وفق تصريحات رئيسها رجب أردوغان بإرسال قواته إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق ضد الجيش الوطني الليبي، رغم تلقي هذه الدعوة خيبات أمل كبرى، لمعارضة أكثر دول العالم هذه الخطوة، فليس أدل على ذلك من إدانة الجامعة العربية لهذا التحرك، ومجددًا تأكيد الجزائر على أنها لن تكون طرفًا في أي صراع على الأرض الليبية.

قالت رئاسة الجمهورية الجزائرية، إن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج، يبدأ اليوم الإثنين زيارة إلى الجزائر، على رأس وفد رفيع المستوى، وفق ماذكرت وسائل إعلام مختلفة.

وذكرت الرئاسة الجزائرية في بيان لها، أن زيارة الجزائر ستدوم يوما واحدا.

وأوضح البيان أن اللقاء الذي سيجريه السراج، مع رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون، يندرج ضمن "المشاورات الدائمة والمتواصلة مع الإخوة الليبيين، وسيسمح بتبادل وجهات النظر حول تفاقم الأوضاع في ليبيا وبحث السبل الكفيلة لتجاوز هذه الظروف العصيبة".

ويرافق السراج، وفد كبير يضم وزير الخارجية الليبي محمد الطاهر سيالة، ومجموعة من القيادات العسكرية.

وتزامنًا مع ذلك، ذكرت شبكة آر تي، أن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، يتوجه إلى الجزائر يوم الاثنين في زيارة تستمر ليومين.

وأشارت صحيفة "البلاد" الجزائرية إلى أنه من المرتقب أن يحل رئيس حكومة الوفاق الليبية، بالجزائر يوم الاثنين في زيارة سريعة.

وسيجري الوفد الليبي مقابلات مع رئيس الوزراء عبد العزيز جراد، ووزير الخارجية صبري بوقادوم قبل أن يلتقي الوفد برئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.

ووصل إلى الجزائر، وزيرا الداخلية والخارجية في حكومة الوفاق الليبية، فتحي باشاغا ومحمد الطاهر سيالة، إلى الجزائر، في زيارة رسمية.

وذكر موقع قناة "النهار" الجزائرية أن الوزيرين يقومان، اليوم الاثنين، بزيارة رسمية إلى الجزائر، لبحث الملف الليبي والتطورات الأمنية بالمنطقة.

وكان في استقبال الوزيران، كل من وزير الداخلية كمال بلجود، ووزير الخارجية صبري بوقادوم.

وفي هذا السياق، قال النائب الجزائري عبد الوهاب زعيم، عضو مجلس الأمة الجزائري، إن بلاده لن تقدم أي رسائل تطمينية لتركيا على أي مستوى، وهي التي تسعى لإشراك الجزائر في مأزقها الذي ورطت فيه نفسها بليبيا، بدعم السراج ومليشيات مساعدة له.

وأضاف، أن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، أكد في آخر اجتماع له مع مجلس الوزراء عدم التدخل في شؤون الغير.

وشدد بن زعيم على عدم وجود أي إمكانية لعبور قوات تركية من على التراب الجزائري.

ويرى بن زعيم أن زيارة وزير الخارجية التركي للجزائر، قد يكون الهدف منها الحصول على تطمينات، إلا أن الجزائر لن تتدخل من قريب أو بعيد في هذه العملية، وستكتفي بحماية حدوده البحرية والجوية والبحرية، وهو ما يتماشى مع موقف الجزائر ودستورها الذي يؤكد عدم التدخل العسكري في دول الجوار أو أي دولة.

وفيما يتعلق بتوقيت زيارة وزير الخارجية التركي للجزائر، قال بن زعيم "جاءت بعد خراب مالطا، وهي زيارة تطمينية للتوضيح أن القوات التركية ليست لها أطماع توسعية، إلا أن الجزائر رافضة لوجود أي قوات أجنبية على الأراضي الليبية".

وأكد على ثبات الموقف الجزائري وعدم تغيره أو تقديم أي تسهيلات أو رسائل سياسية تمثل غض الطرف عن العملية، حيث تؤكد الجزائر على ضرورة الحل السلمي.

وحسب تأكيد بن زعيم وبعض الصحف الجزائرية، يقوم وزير الخارجية التركي، تشاووش أوغلو، اليوم الإثنين، بزيارة عمل إلى الجزائر.

وخلال اجتماع الأول مع مجلس الوزراء، أمس الأحد، شدد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، على الصعيد الخارجي، على أنه لا ينبغي للجزائر بأي حال من الأحوال أن تحيد عن واجبي التضامن وحسن الجوار الذي تستمر في ترقيتهما من خلال تعاون يهدف إلى تحقيق تكامل جهوي مفيد لكل الأطراف.

وتابع البيان، الصادر عن الرئاسة الجزائرية، "كما أن الجزائر التي ترفض التدخل في شؤون الدول الأخرى، تتصدى بكل قوة لأي محاولة للتدخل في شؤونها الوطنية، وهي المبادئ التي تبقى تشكل ركيزة التزامها إزاء السلم والأمن في منطقتها وفي المغرب العربي وفي أفريقيا والعالم. فضلا عن التزامها تجاه الدعم الدائم للقضايا العادلة، لاسيما القضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن مساء أمس الأحد، بدء تحرك وحدات الجيش التركي إلى ليبيا "من أجل التنسيق والاستقرار".

ووفقا لوكالة "رويترز"، أضاف أردوغان أن الجنود الأتراك بدأوا في الانتقال إلى ليبيا على مراحل "ولكن ليس كقوات محاربة".

وتابع الرئيس التركي "نعمل مع ليبيا وشركات دولية للتنقيب عن النفط والغاز في شرق المتوسط".

وكشف أردوغان عن نيته بحث كافة المواضيع المتعلقة بليبيا، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى تركيا.

يذكر أن البرلمان التركي وافق على مذكرة للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تجيز إرسال قوات عسكرية تركية لدعم حكومة طرابلس التي يترأسها فائز السراج.

على الجانب الآخر صوت البرلمان الليبي بالإجماع، على قطع العلاقات مع تركيا، وبطلان الاتفاقيات الموقعة بين حكومة السراج وتركيا.

ويرفع التدخل التركي الذي يلوح في الأفق من أسهم الحرب الأهلية الليبية، وهذا ليس سوى أحدث مثال لتركيا تستعرض فيه عضلاتها في المنطقة المحيطة بها.

فمنذ عام 2016 ، فتحت تركيا قواعد عسكرية في قطر والصومال، وتدخلت ثلاث مرات في سوريا المجاورة ضد القوات الكردية لوحدات حماية الشعب (YPG) وأرسلت سفن بحرية لتعطيل عمليات الحفر القبرصية للغاز في شرق البحر المتوسط، و قبل عدة أسابيع ، طاردت القوات البحرية التركية سفينة إسرائيلية من المياه القبرصية.

في نوفمبر ، وقعت تركيا وليبيا طرف حكومة الوفاق المدعومة بالمليشيات المسلحة والتي اعتبر البرلمان الليبي مؤخرًا رئيسها فايز السراج خائنًا، اتفاقية اعترفت بالحدود البحرية لكل منهما ،والتي امتدت إلى المناطق الاقتصادية الخالصة لليونان.

لم يكن هذا أقل من تأكيد للمصالح التركية في شرق البحر المتوسط. كانت الاتفاقية بمثابة رسالة إلى وإسرائيل وقبرص وأثينا مفادها أنه لا يمكن إغفال المصالح التركية عند النظر في مستقبل الغاز في البحر المتوسط.

ومع ذلك ، فإن هذه التحركات تسلط الضوء أيضًا على أوهام أنقرة نحو العظمة في سعيها لتصبح قوة إقليمية وعالمية، ففي عام 2010 ، وصف مندوب الولايات المتحدة أنقرة "جيمس جيفري" وقال، أن تركيا لديها "طموحات رولز رويس" مع "موارد ضئيلة".

وفي الواقع ، فإن مسعى تركيا للحصول على مكانة دولية يعوقه حقيقة أن البلاد ليست أكثر من دولة متوسطة ذات قوة محدودة الحجم، ويثبت تورط تركيا في ليبيا فشلها الهائل، لأن أنقرة تدعم طرف ضعيف مدعوم بمتمردين، مقابل قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر التي تسيطر على معظم أنحاء البلاد.