ندوة حول أزمة منتصف العمر بمكتبة القاهرة الكبرى

أقامت مكتبة القاهرة الكبرى، التابعة لقطاع شئون الإنتاج الثقافى برئاسة المخرج خالد جلال، ندوة بعنوان"أزمة منتصف العمر" بالتعاون مع الصالون الفكري للدكتور أحمد عبد الله استشارى الطب النفسى وعلاج الإدمان، بمقر المكتبة بالزمالك تحت إشراف ياسر عثمان مدير عام المكتبة .

وتحدث في الندوة الدكتور سمير فؤاد أبو المجد، أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة القاهرة، ورئيس وحدة طب الإدمان، الذي ألقى الضوء خلال كلمته على التعريف بالمراهقة المتاخرة، وقال إنها تصيب الرجال والنساء وتبدأ من سن 25 إلى سن الأربعين، وأن أعراضها مشابهة للمراهقة العادية من حيث التصرفات الصبيانية، وتظهر عند الذكور أكثر من النساء، ويظهر ذلك عادة فى الملابس والطباع العامة والمبالغة فى التألق والاهتمام الزائد بالمظهر، وربما نسج علاقات عبر مواقع الاتصال المختلفة، وقد يفاقم الأزمة وجود خلل في العلاقة الزوجية، وأيضا عندما يشعر الشخص بأنه لم يحقق كل ما كان يحلم به.

وأضاف أبو المجد أن تصرف الرجال والنساء على هذا النحو يدل على عدم التوازن في الشخصية، نتيجة التعرض لظروف قهرية فى فترة المراهقة لم تسمح لعيش هذه الفترة بطريقة صحيحة ومناسبة، والمراهقة المتأخرة عند المتزوجين ترجع لأسباب عدة، منها الفراغ العاطفى الذى ينتج بسبب ضغوط الحياة المتعددة والمعقدة.

وعن "أزمات النمو" قال الدكتور أحمد عبد الله، إن مسيرة الإنسان فى الحياة مسيرة تتسم بالنمو والتطور فى صورتها الصحيحة، ويمر الإنسان بفترات مفصلية تحدث فيها تغيرات وتطورات نفسية هامة وجذرية قد تحمل معها مشكلات، وتحدد طريقة تجاوزها بشكل كبير مدى صحة وإيجابية المرحلة اللاحقة لها لذا نطلق عليها "أزمات النمو"، وقد اهتم الكثيرون بأزمة المراهقة والطفولة والشيخوخة حتى أن هناك تخصصات فى طب المسنين والمراهقين والطب النفسى للأطفال، ولم تأخذ مرحلة منتصف العمر بأزماتها المحتملة نفس النصيب من الاهتمام، رغم أنها تحمل مخاطر كثيرة من انقلابات جذرية فى سلوك الانسان تهدد استقراره الأسرى وحياته الزوجية والعاطفية والمهنية والنفسية بشكل عام.

وأضاف عبد الله، أنه تتشابه تلك المرحلة مع مرحلة المراهقة من حيث كونها قفزة كبيرة من الشباب الى الكهولة، كما تمثل المراهقة قفزة كبير من المراهقة الى الرشاد، ويشتركان فى حدوث تغير فسيولوجى كبير نتيجة تغيرات هرمونية تحدث فى كلتا المرحلتين .