الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ضرب الهوية بشخصية كارتونية!


كما كل الذكريات التى تشوهها الرأسمالية، الشخصية الكارتونية، التى عرفت لسنوات "بالكابتن ماجد"، وشكلت حياة أجيال كثيرة في مصر والمنطقة، ها هى تطل علينا من جديد، ولكن بإسمها الحقيقي ومن بوابة خليجية كالعادة، تحت عنوان يابانى، بدأ الأبناء يرددونه، هو "تسوباسا"!

الناحية المالية وحقوق الملكية الفكرية ندركها جيدا، لكن المفارقة إنه طوال هذه السنوات، منذ أن كنا أبناؤها هى نحن أباء، لم نجد حتى الآن شخصية كارتونية مصرية تبنى الهوية المصرية، ولى في هذا السياق أفكار وقصص ومحاور كثيرة ، سجلتها في الملكية الفكرية لإنقاذ الهوية المصرية المشوشة، التى من أسبابها قنوات عربية كارتونية منها معادية "قطرائيلية" مثل سي إن عربية !

بالمناسبة هناك شركات عالمية لا تسمع عن دولها في مجالات مهمة سوى الكارتون ، الذي يبنى ويدمر الهوية ، وهذا واضح جدا في الشركات الكندية، وهناك محاولات إسرائيلية فاشلة، ومن الخطير أن تنجح إسرائيل في تقديم شخصية كارتونية باللغة العربية ، وظهرت سيطرة فرنسية تواجه السيطرة الكبيرة للشركات اليابانية والأمريكية في هذا الإطار، ونحن للأسف غائبون ولا مؤشر لتطور إيجابي في هذا الملف!

للأسف بعد وفاة مبدعين مثل رحمة ومنى، إنتهت كل المحاولات لخلق شخصية كارتونية حقيقية بمحاور وأفكار وخيوط مستمرة بدون سقوط ما، فلا استمرار مؤسسي لبوجى وطمطم ولا حتى بكار،على سطحية وانحراف المواسم الأخيرة عن الفكرة الأساسية لمبدعة الشخصية، ولا المحاولات الضحلة غير المكتملة من نوعية بسنت ودياسطى، أو القبطان عزوز ، ولنا في المجلات الكارتونية المصرية حديث آخر، بعدما تحولت مجلة ماجد لقناة، فلماذا لا تتحد المجلات الكارتونية المصرية في قناة، وهذه من ضمن مشروعاتى المسجلة!

أتمنى أن تدرك الدولة مدى أهمية مثل هذه الميادين التى نتركها لاعدائنا أو على الأقل محايدين يغسلون أدمغة ابنائنا، بل يربونهم على الصورة التى يريدونها، وفي الإطار النافع لهم وليس لنا، وفي النهاية نتسائل ماذا حدث للأجيال الجديدة؟!

بالمناسبة القنوات الكارتونية العربية البرجماتية، تصدر لنا مسلسلات كارتونية مدبلچة بأفكار مستفزة وسادية ، أبطالها وجوديون وملحدون وساديون بل ومنهم الشواذ ومصاصى الدماء ، هذا غير إن أبناءنا يرون كل الأعلام والاخلاقيات في هذه المسلسلات الكارتونية، باستثناء المصرية ، وحتى الإنتاجات الخليجية الخاصة ، تحملل شعار كل يعمل لصالحه ، ويظهرون المصري في شكل المعربد وغير المثقف والفوضوي الذي يرفض العلم، والشخصية الخليجية منظمة ومفكرة وحضارية !!!!!!.. حتى الأشقاء يعملون ضدنا، فأين نحن ؟!

المفارقة الأكثر استفزازا إن القنوات العربية عندما اخترعت شخصية منصور وديما، التى يقلدون فيها كل المسلسلات الكارتونية الأجنبية ، كانوا في إحدى الحلقات يربون أنفسهم على تقبل رؤية غواصة أجنبية في مياههم الإقليمية !

أخيرا، هل الدولة المصرية مهتمة بمعرفة من يربي أبنائنا، وهل تريد الاشتراك في هذا الإطار أم لا ؟!، مع العلم إنه بيزنس مدر لإيرادات كبيرة وذراع قوى جدا تحتاجه جدا، للقوة الناعمة المصرية!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط