"مراكب النجاة" تنتشل شبابنا من الأوهام

سعدت كثيرًا لإطلاق المبادرة  الرئاسية "مراكب النجاة"   التي أعلن عنها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ضمن توصيات النسخة الثالثة من منتدى شباب العالم،.. فقد تساءلت دومًا كيف يقدم شخص على تهلكة الهجرة غير الشرعية، فإن نجا من الغرق وطلقات خفر السواحل والبوليس الدولي فلن ينجو أبدًا من "عيشة المطاريد" ليحيا بلا وطن ولا هوية.. أي بمعنى أصح هارب بلا حقوق في بلد تسلل إليها عنوة!

والغريب أن هذا المطارد يبيع كل ما يملك ويستدين وأهله من جميع أبناء قريته، وبدلًا من أن يفكر في إقامة مشروع صغير يعيش به مرفوع الرأس في بلده يدفن رأسه في الطين كالنعام ويذهب بمحض وكامل إرادته للمهانة في بلاد غيره ضاربًا عرض الحائط بكافة القوانين الأوروبية التي تجرم الهجرة غير الشرعية وتعاقب المهاجرين غير الشرعيين ومن يحاول إيواءهم بالحبس والغرامة المالية..

ومن يتتبع ظاهرة الهجرة غير الشرعية  في مصر يلاحظ أنها بدأت خلال فترتي الثمانينات والتسعينات إلا أن أعداد المهاجرين زادت في الفترة من 2011 حتى 2013 ووصلت في 2017 لغرق أكثر من 1773 فردا  ثم  تناقصت وقل عدد الغرقى إلى 785  عام 2018بحسب بيان صادر عن وزارة التضامن الاجتماعي، وهو ما يؤكد الجهود التي تبذلها الدولة في محاربة هذه الظاهرة..  

وآخرها كانت تلك المبادرة، فتحت شعار يد ممتدة لإنقاذ الشباب بألوان علم مصر تكسوها شمس التنمية التي تشرق بأنوارها على مراكب النجاة جاءت مبادرة "مراكب النجاة" لتربط بين الحفاظ على حياة المواطن وكرامته وبين أهداف رؤية مصر 2030،.. وتجوب محافظات مصر خاصة المصدرة للمهاجرين فبدأت بالفيوم ثم البحيرة ومن المقرر أن تمتد لكل نجع وقرية يقع شبابها فريسة لأوهام الهجرة غير الشرعية وذلك عبر ورش عمل لتدريب الشباب على مهن حرفية وتوفير الفرص اللازمة لإقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر تسهم في استثمار الطاقات الشبابية  في عمل يفيد الوطن.. ولم تكتف المبادرة بالتركيز على الجانب المهني فحسب لكن صاحبها حملة طرق الأبواب بمشاركة المجلس القومي للمرأة والذي تقوم عضواته  بطرق بوابة كل بيت في محافظات مصر لتوعية النساء  بمخاطر الهجرة غير الشرعية على أبنائهن وأزواجهن فضلًا عن تحذير كل امرأة من إلقاء رجال أهل بيتها في بحر الموت تحت مسمى "البحث عن لقمة عيش"..

كما أعلنت وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج والمكلفة بهذه المبادرة الرئاسية عن فتح باب المشاركة للمصريين بالخارج من خلال هاشتاج "أنا أشارك في مركب النجاة" وذلك إما بتقديم عروض عمل لأبناء محافظة المغترب في الدولة التي يقيم فيها أو إطلاق مشروعات صغيرة ودعم الشباب من داخل المحافظات الأكثر تصديرًا للهجرة وهي الفيوم، أسيوط، سوهاج، كفر الشيخ، البحيرة، الغربية، المنوفية، المنيا، الدقهلية، الشرقية، القليوبية، والأقصر.

 من هنا تأتي فرحتي "بمراكب النجاة"، فهي مبادرة لا تقتصر على التصدي للهجرة غير الشرعية بالطرق التقليدية بل تسعى لمعالجة الأسباب المؤدية لهذه الظاهرة كي تقتلعها من جذورها..