الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يصيب واحدا في المليون.. استئصال ورم نادر من قاع جمجمة شاب إماراتي

استئصال ورم نادر
استئصال ورم نادر من قاع جمجمة شاب إماراتي

تمكن فريق جراحة الأعصاب بمستشفى توام في مدينة العين الإماراتية، من استئصال ورم كبير نادر «Retro-Clival Chordoma» في قعر الجمجمة عبر تجويف الأنف لمريض يبلغ من العمر 24 عامًا خلال عملية جراحية دقيقة ناجحة استغرقت نحو 12 ساعة باستخدام تقنيات جراحية جديدة متقدمة بالمنظار.

وتماثل المريض للشفاء دون أي مضاعفات بعد معاناة طويلة مع الألم نتيجة الضغط الشديد الذي كان يسببه الورم على جذع الدماغ، والذي أثر كذلك في قدرته على الإبصار، وفقا لما ذكرته صحيفة "الإمارات اليوم".

بدوره، أوضح استشاري جراحة الأعصاب رئيس الفريق، الدكتور محمد العشا، أن الورم المستأصل يعد من الأورام الدماغية النادرة جدًا، حيث يبلغ معدل الإصابة به واحدًا في المليون سنويًا، وينمو هذا الورم النادر تدريجيًا خلف عظم قعر الجمجمة في المنطقة التي تفصل بين الحلق وجذع الدماغ الذي يتعرض لضغط متزايد مع زيادة حجم الورم، ما يتسبب بدوره في حدوث بعض الأعراض كازدواجية النظر، وضعف في حركة الوجه والبلع واللسان، وتغيير في نبرات الصوت، بالإضافة إلى اضطراب في حركة الأطراف وفي الإحساس، وتعرض حياة المريض للخطر بوجه عام.

اقرأ أيضا:

وأكد  الدكتور محمد العشا أن التدخل الجراحي لاستئصال هذا الورم النادر يعتبر من أكثر العمليات تعقيدًا بسبب خطورة موقعه والتصاقه بجذع الدماغ والأعصاب الدماغية التي تتحكم في حركة العين، وحركة الوجه والبلع والكلام، بالإضافة إلى الوظائف الحساسة جدًا لجذع الدماغ مثل التنفس وتنظيم ضربات القلب.

من جهته، اعتبر عضو الفريق الجراحي، الدكتور محمود بنور، العملية الأولى من نوعها التي تمت بنجاح لاستئصال الورم كاملًا عن طريق الأنف ودون حدوث مضاعفات في دولة الإمارات، وذلك نتيجة للمقومات التشخيصية والعلاجية المتقدمة التي يمتلكها مستشفى توام، وحرصه على استقطاب الكوادر والكفاءات الطبية العالمية في مختلف التخصصات، لافتًا إلى أن هذا النوع من جراحات المنظار كان محصورًا وحتى وقت قريب في عدد محدود من المراكز المتخصصة في العالم، لعدم توافر الخبرات الجراحية والتقنيات الجراحية والطبية اللازمة.

ولفت الدكتور محمود بنور إلى أن التدخل الجراحي لعلاج مثل هذه الحالات النادرة كان يتم عبر فتح الجمجمة، وكان الأمر يلزم أحيانًا لإجراء  أكثر من عملية من جهات مختلفة من الرأس، وكانت المضاعفات الجراحية عالية الخطورة، إلا أنه ومع تطور تقنيات الجراحة بالمنظار أصبح بالإمكان استئصال مثل هذه الأورام بالكامل عن طريق الأنف دون اللجوء إلى شق الدماغ.