EN 
خلال الأيام الماضية، دشن مركز الأزهر العالمي للفتوى، حملة "أكثرهن بركة"، لمواجهة غلاء المهور وتكاليف الزواج، إذ دعا الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إلى إطلاق حملة توعوية، لأن هذه المغالاة الحاليةتُدمر الأسرة قب أبنائها، وتتسبب في عدم قدرة بعض الشباب والأسر على هذه التكاليف وبالتالي تأخر الزواج وارتفاع نسب العنوسة، داعيًا فضيلته بيت العائلة إلى بذل مزيد من الجهد لدعم الترابط الأسري والحفاظ على الشخصية الشرقية من مهَبّ العادات الغربية التي لا تناسب مجتمعاتنا.
بلاها شبكة
ولم تكن تلك المبادرة الأولى من نوعها، فقد تعددت المبادرات المجتمعية للحد من تكاليف الزواج، وكان أبرزها " بلاها شبكة"، وهي مبادرة خرجت من قلب الصعيد، وذلك بعد الارتفاع الجنوني في أسعار الذهب، حيث بدأ أهالي قريتي "طوخ ودنفيق كوم بلال" بمركز نقادة، في محافظة قنا، تطبيق فكرة إلغاء الذهب خلال الزواج، للتخفيف عن كاهل الشباب، لارتفاع الأسعار الذي يؤثر على إقبال الشباب على الزواج.
زواج بلا ديون
وكذلك حملة "زواج بلا ديون"، والتي أطلقها أسامة محمد عبدالرحيم، وأوضح إن الناس الأكثر احتياجًا للأموال هم أكثر الناس مبالغة في شراء مستلزمات الزواج، مطالبا بإلغاء ما يعرف بـ" المواسم" في الأرياف وكذلك الهدايا في بداية فترة الخطوبة، لأن هدف الحملة القضاء على بعض المظاهر التي تتسبب في ارتفاع الديون على الزوجين، بسبب عادات قديمة تنتشر بشكل كبير في الأرياف، و للتسهيل على الشباب والتخفيف من أعباء وتكاليف الزواج المرتفعة.
العودة للأصول
كما شهدت محافظة القليوبية تدشين مبادرة "العودة للأصول"، بهدف تقليل نفقات الزواج ووقف ظاهرة المغالاة في المهور والجهاز والشبكة في ظل ارتفاع الأسعار خاصة أسعار الذهب، أما لإلغاء الشبكة بالكامل، او كتابة كمية الذهب بـ40 جراما فقط بقائمة المنقولات، حفظا لحق الزوجة، وعدم
شراء الأجهزة المكملة من "ماكينة الفشار والعجان" وشراء مستلزمات المطبخ قدر الاستخدام فقط، وإلغاء السفرة والنيش والاكتفاء بحجرتي نوم وصالون أو نوم وأنتريه وسرير واحد أطفال وعدم المغالاة في أسعار قاعات الأفراح والطعام خلال الفرح وتمت صياغة ورقة اتفاق بين الأهالي، وُزعت على شباب وبنات القرى والعائلات بمضمون نفقات ومتطلبات الزواج.
مبادرة أسوان
وفى أسوان، انضم أهالى النوبة إلى مبادرة تخفيف معاناة تكاليف الزواج بعد قرار أهالي بعض قرى النوبة بالاتحاد اجتماعيًا تيسيرًا على أبنائهم وبناتهم فى الزواج، خاصة بعد ارتفاع أسعار الذهب والأجهزة ومستلزمات الزواج، ووقف العادات المرتبطة بالكوافير للعروس واستوديوهات التصوير فى ليله الحناء، والاكتفاء فقط بالزفة النوبية داخل محيط موقع حفل الزفاف، وأيضًا المطالبة بتخفيض المهور المرهقة على كاهل الأسر.
مودة ورحمة
وبمحافظة بني سويف، تم إطلاق مبادرة "مودة ورحمة" الهدف منها تخفيف نفقات الزواج على أبناء القرية لمساعدة الشباب في مشروع الزواج والتخفيف من نفقاته التي أثقلت كاهل الأسر في القرية سواء
من ناحية الشباب أو الفتيات في سن الزواج وقد لاقت هذه المبادرة إقبالا جماهيريا كبيرا من قبل أهل القرية والقرى المجاورة لها.
عايز أتجوز
ومنذ أكثر من عامين، تم إطلاق مبادرة " عايز أتجوز" لحث الأسر على تخفيض نفقات الزواج ،وعدم المبالغة في المهور، وترك المظهرية عند إقامة حفلات الزفاف حتى لا ينعكس الأمر سلبًا، ليس على الشباب فحسب، بل وعلى الفتيات أيضًا.
تأثير المبادرات
وحول مدى تأثير تلك المبادرات الاجتماعية، للحث علي تقليل نفقات الزواج، أوضح الدكتور سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، خلال تصريحات صحفية، أن الأزمة في النظرة المجتمعية لفكرة الزواج، وانها تقوم على الالتزامات المادية، دون مراعاة ظروف الشباب، والمفترض أن يبدأ الشباب حياتهم ببساطة وبأن يكملوا بعد ذلك في بيتهما شراء النواقص على قدر احتياجهم و قدر سعتهم المادية، لان تلك المغالاة سبب زيادة معدلات الطلاق والعنوسة.
معايير الزواج
"لابد من محاربة العادات والتقاليد المنتشرة في قرى مصر من حيث المقارنة بالغير والرغبة في شراء جميع المستلزمات دون النظر إلى القدرة المادية وعادات تقديم الهدايا خلال فترة الخطوبة، والتي تؤدي لزيادة الديون وفشل الزواج، كما أنه لابد من التوعية بأن الزواج لابد أن يقوم على الحب والمودة وليس المال" .. حسبما أوضحت.
