EN 
بكل هدوء يقف منتصب القامة يخفي وجهه بلوحته البيضاء التي تحمل إجابات لأسئلة متنوعة تمطر على رأسه طوال اليوم في أي وقت وأي مكان، كـ "اللبان مش فكة"، "قولي لا براحتك"، "راسترت الراوتر والله"، "لو كان قالي فين مكنتش سألتك"، دقائق معدودة يبقى فيها على هذا الوضع حتى يلتقط صورة له ثم يهم بالرحيل لقضاء يومه بشكل عادي.
قرّر "أبو يافطة" اللقب الذي أطلقه الشاب الثلاثيني على نفسه، أن يحارب الأسئلة المتكررة والتي تبتعد عن المنطق بمسافات طويلة، كالسؤال المعتاد "هو قالك فين" و"تاخد بالباقي لبان" و"راستر الراوتر يا فندم" وغيرها من الأسئلة، بلافتاته التي تحمل الجواب النهائي.
يعبر الشاب الثلاثيني عن نفسه وعن غيره ممن يمرون بهذه الأسئلة والمواقف، فيقول الشاب الذي لم يكشف عن اسمه لـ "صدى البلد": "أنا بتتبع كل الحاجات بتكون بالعامية والمواقف المعرضين ليها وبرد عليها، على سبيل المثال كلنا بنتعرض لموقف أننا ناخد الباقي لبان، فانا بقول لا وبعبر عن نفسي وعن أي شخص بيتعرض لنفس الموقف".
بالشكل الكوميدي يوصل "أبو يافطة" رسالته: "البداية كلها كانت عبارة عن هزار مع أصدقاء في جروب لينا، فصديق ليا قالي ليه متقفش في الشارع بيافطة تعبر فيها عن نفسك، وبالفعل سمعت كلامه ونزلت الشارع بيافطة واكتب ردي على الأسئلة بطريقة كوميدية وأوثق الموقف في صورة".
من الشارع إلى العالم الافتراضي لقيت فكرة "أبو يافطة" ترحيبا كبيرا لدى سكان هذا العالم ففي أيام وساعات قليلة استطاع أن يصل بصوره وصفحاته على مختلف المنصات الاجتماعية إلى الآلاف،" متوقعتش أن يكون رد فعل الناس مع الصور يكون بالشكل الكبير ده في أيام معدودة صفحة الانستجرام وصلت لأكثر من 16 ألف متابع، واتمنى إن العدد يكبر".
أصبحت اللافتة البيضاء والقلم أصدقاء له يرافقونه أينما ذهب وأينما جاءه سؤال أو موقف، "مش بحضر قبلها أو أكون نازل مخصوص هي كل ما أتعرض لموقف من المواقف اللي زي كده أركن العربية وأطلع اللوحة والقلم واكتب الرد وصديق يصورني واقف شوية وأمشي".
5 دقائق لا أكثر يقفها "أبو يافطة" في الشارع ولكنها تسجل علامات التعجب والاستغراب على وجه المارة مما يفعله:" الناس لما بتشوفني في الشارع بتكون مستغربة ومش فاهمة أنا بعمل أيه لكنها بتضحك إني عبرت عنهم فعلًا".
يرغب الثلاثيني في ألا تقتصر رسائله على المواقف الكوميدية بل يلقي بنظرة إلى قضايا كبرى وهامة:" أنا بوصل رسائل بطريقة كوميدية لكن في الوقت نفسه عايز أفيد الناس فهبدأ مع الوقت أعبر عن قضايا كبرى زي البيئة ومشاكلها وهكذا".
وسط كل هذا الانتشار إلا أن "أبو يافطة" يحتفظ باسمه ويخفي وجهه عن الجميع بلافتاته، فيوضح لنا قائلًا:" أنا مواطن زي أي حد، وعايز الناس تركز مع اليافطة مش تركز معايا أنا".
