الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لص بغداد..مرحبا بسينما بوليوود


بالتأكيد ما شاهدته هو فيلم قريب جدا من إنتاجات سينما بوليوود والتي تصل لحد الخيال في الأكشن والمطاردات "المبالغ" فيها جدا، هو اجتهاد جيد من صناع فيلم "لص بغداد" لإنتاج نوعية جديدة من الأفلام تجذب الجمهور وتنجح في تحقيق إيرادات كبيرة، مع الوضع في الإعتبار أن الجمهور الحالي للسينما المصرية أصبح ينتظر مستوى معينا من الأفلام ليذهب لدور العرض من أجله، ولا أعتقد أن المستوى الفني لفيلم "لص بغداد" يُرضي طموح الجمهور خاصة الشباب، وصعب ان يصل بايراداته لرقم 100 مليون جنيه والذي أصبح سقف أحلام وطموحات نجوم السينما المصرية وحققه حتى الآن فيلمان فقط الفيل الأزرق2 و ولاد رزق2.


الفيلم جاء أقل من توقعاتي خاصة على مستوى السيناريو ولو كان الفيلم ينتمي إلى عالم الخيال والأساطير على غرار أفلام ديزني كان أفضل وسيكون منطقيا أكثر لكن السيناريو "العجيب" لا يقنعك معظم الوقت، والهدف الأهم كان تصوير أكبر كم من المطاردات والمعارك في أكثر من دولة رغم ان المشاهد يكتشف انهم في دولة واحدة! ولا اليونان يونان ولا كينيا هي كينيا! ولا بغداد في العراق!


هو فيلم تجاري جيد وحقق إيرادات جيدة في أسبوع عرضه الأول، حاول المخرج أحمد خالد موسى تقديم عدة مغامرات ومشاهد اكشن مبتكرة في السينما المصرية الحالية هو مشغول كثيرا بتلك النوعية من الأفلام وهو اجتهاد يحسب له ولكن الاكشن كان زائد عن الحد لدرجة الملل خاصة مشاهد المطاردة في "بغداد" واكثر سؤال كان يلح علي لماذا استخدام slow motion بهذه الكثافة لدرجة أن بعض جمهور صالة العرض بجانبي سخر منها! وتشعر انها ليست في محلها وجاءت بعضها ممله ! مثل مشاهد ارتطام البطل بالسيارات، وربنا أفضل مشاهد الاكشن كانت تلك التي تم تصويرها تحت المياه وخرجت بشكل جيد وبشكل كوميدي مقبول جدا.


محمد إمام لم يكن في أفضل حالاته كممثل ولكن قدم مشاهد الاكشن بشكل جيد جدا ويبدو ان تفكيره فيها كان أكثر على حساب الاداء والتفاصيل الأخرى للشخصية، وعليه تدارك ذلك مستقبلا، هو ممثل مجتهد ويبدو لديه إصرار وطموح كبير على تحقيق خطوات مهمة وحتى الآن يسير بخطوات جيدة جعلت له رصيدا من الثقة لدى الجمهور والمؤكد المهمة تزداد صعوبة لديه ولا اعرف هل سيستطيع تقديم أعمال وشخصيات بعيدا عن أجواء المغامرات الكوميدية التي غلفت بطولاته الأربعة أم لا.


مفاجأة الفيلم بالنسبة لي ياسمين رئيس قدمت الشخصية بخفة ظل كبيرة وكانت مقبولة جدا لدى الجمهور وأصبح ينتظر مع كل ظهور لها موقفا كوميديا جديدا هي ممثلة موهوبة، وتذكرت محمد خان عندما منحها فرصة البطولة بالطبع تستحق، وموهبتها تساعدها على الاستمرار والنجاح كبطلة.


محمد عبدالرحمن كوميديان بالفطرة ولكن السيناريو والحوار لم يساعداه في صناعة مواقف أكبر، حتى لا يسقط في فخ التكرار .


فتحي عبدالوهاب ممثل كبير ولكن أيضا شخصيته بدت ناقصة في السيناريو الكثير وغير واضحة، واجتهد في تقديمها بخفة ظل لدرجة استخدامه الافيه الشهير بينه وبين جمهور السوشيال ميديا "طريقة التقاطه الصورة السيلفي"، اما امينة خليل فلم تجتهد كثيرا وقدمت شخصية فتاة العصابات بشكل "نمطي" جدا حتى اللوك والملابس ! لا يوجد ابتكار فيهما، مثلا نور قدمت تلك الشخصية في فيلم "الرهينة" بشكل وأداء تتذكره إلى الآن.


لص بغداد فيلم يحمل قدرا معقولا من الترفيه والتسلية مع مجموعة لصوص ظرفاء وحاول صناعه تقديم سينما المغامرات بشكل جديد ونحييهم على تلك المحاولة.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط