الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تسونامي.. عمرو دياب


من سنين طويلة ونحن صغار ومنذ بداية ما بدأنا نستمع لمطربين وجدت نفسي مثل أبناء جيلي نحب الإستماع لأغنيات عمرو دياب، كنا نتنافس من يحضر الألبوم قبل الأخر ونحمل "شريط الكاسيت" إلى المدرسة، ونبدأ في الحديث عن الأغنيات وكأننا نقاد كبار ! وشخصيا كنت "غاوي" قراءة الأسماء التي على غلاف الألبوم ملحنين، شعراء، موزعين، وبقي البوم عمرو دياب وكأنه ليلة عيد ،كان هناك مشهدا لافتا في شوارع القاهرة عندما ينزل الألبوم إلى "أكشاك الكاسيت " في الماضي القريب حيث تتحول فجأة شوارع القاهرة لمباراة بين السيارات وهي تستمع لألبوم عمرو الجديد! ويسهرون حتى الصباح.

 وفي 2020 وبالأمس تحول السباق بين الجمهور على منصات التواصل الإجتماعي وكأنه "تسونامي" على تويتر بفعل جمهور عمرو دياب بالتأكيد ليس كل من غنى نجم وليس كل نجم هو عمرو دياب، والذي استطاع الحفاظ على مساحة الخصوصية في حياته كنجم فابتعد لعشرات السنين عن الأضواء لا يظهر إلا في حفل أو تلتقطه صدفه عدسات المصورين في مناسبة عامة.


من المؤكد سكن عمرو دياب و أغنياته جزء كبير من الذاكرة حتى وإن إستمعت في مرحلة لاحقة من النضج لأصوات كبار المطربين عبدالحليم، أم كلثوم، فيروز، وردة، ظل عمرو دياب قادر خلال تلك السنوات على إقتحام القلوب والوجدان بأغنية جديدة تجذبك وتحبها، هو مطرب بالتأكيد شكل حالة فنية خاصة به وغير قابلة للتكرار، ومن السهل جدا أن تتذكر عشرات الأغنيات له عن ظهر قلب.
بالرغم من المنافسة الشديدة وقت ظهوره بين الكثير من المطربين إلا أن عمرو كان مميزا وسط هؤلاء وأسر قلوب الملايين وسبقهم واستمر رغم "تراجع واختفاء" معظم أبناء جيله والان وبعد نحو 30 سنة لايزال عمرو يحافظ على مكانته، هي ثقة يصنعها الفنان بينه وبين جمهوره ويجب أن يحافظ عليها، وقلة من النجوم من ينجحون في ذلك لتلك الفترات الطويلة.


بدون مبالغة عمرو دياب من قصص النجاح الاستثنائية للمطربين يحمل إصرارا غير عادي على الاستمرار والنجاح والإخلاص في عمله.
ممكن القول هو القلائل جدا الذين نجحوا على مواكبة الموسيقى وتطورها ودائما لديه ميزان لقياس ذوق الجمهور "يقوم بتجربة" ما يفكر فيه خلال حفلاته وردود الفعل المباشرة تكون مؤشر ماذا يفعل، ويضع حينها خطوط الألبوم الجديد هو منظم جدا في عمله وايضا لديه جرأة تكاد تكون غير موجودة لدى مطرب أخر وهي تقديم تجارب في الأغاني منذ المرة الأولى تصيب من يسمعها بالدهشة ومع ذلك لا يتردد وتنجح الأغنيات بعد ذلك مثلا في ألبومه الأخير أغنية "عم الطبيب" كلماتها لا تتوقع أن تكون اغنية لعمرو "جمبي الشمال بتجيله شكة" ولكن تتأملها تجدها تشبه أغنيات التراث الشعبي القديمة للفنان سيد درويش، وهي من ألحانه وكلمات صابر كمال.


أيضا أغنيات مكانك في قلبي، روح، هيعيش يفتكرني، قلبي متعلق، ستنال إعجاب جمهور عمرو الذين يحبون فترة التسعينيات، وكالعادة سيأخذ الألبوم فترة من الاستماع حتى تكتشفه ولكنه بلا شك من أفضل ألبومات عمرو في السنوات الأخيرة.


هو من نوع النجوم الذين يعملون من أجل النجاح و يقول ذلك "اعتدت العمل لكي أنجح" وذلك من خلال متابعة "واعية" للموسيقى العالمية.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط