EN 
تشهد بيئة العمل في كثير من الأحيان خلافات ونزاعات سواء بين الموظفين وبعضهم البعض أو بين المديرين المسئولين والعاملين تحت إدارتهم، وخاصة في ظل وجود ضغوط للانتهاء من مهام محددة خلال وقت ضيق أو في ظل وجود وجهات نظر متعارضة أو صعوبة في التواصل بين أعضاء الفريق.
والسؤال هنا: ما هو الحل الأمثل للتعامل مع الخلافات والضغوط في مكان العمل؟
بشكل عام، عند حدوث خلافات أو نزاعات في مكان العمل، فإن هناك طريقتين للتعامل، إحداهما من شأنها أن تزيد الأمور تعقيدًا وتؤثر على سير العمل بصورة سلبية أما الأخرى فيمكن أن تساعد على تهدئة الموقف والتوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف.
ووفقًا لما جاء في تقرير نشره موقع "Inc.com" الأمريكي، فإن ردود الفعل المتسرعة من المرجح أن تتسبب في تفاقم المشكلة، فضلًا عن أنها تؤثر سلبًا على بيئة العمل وتخلق جوًا من التوتر.
وأوضح التقرير أنه في حال كانت ردود أفعال المديرين والقادة بشكل خاص متسرعة أو اندفاعية عند وجود مشكلة أو نزاع في مكان العمل، فإن ذلك من الممكن أن يؤثر بشكل سيئ على قدرتهم على التفكير واتخاذ قرار سليم، وقد يؤدي كذلك إلى تصاعد حدة الموقف، خاصة إذا تصرف الطرف الآخر بدوره بتهور وبدون تفكير، ليتحول النقاش الخاص بأمور العمل بذلك إلى مشادة محتدمة.
وبالنسبة للطريقة الثانية، والتي يوصي باتباعها للتعامل مع خلافات وضغوط بيئة العمل، فإن الهدف منها في الأساس يتمثل في أن يمنح الفرد نفسه فرصة للتفكير في المشكلة ودراستها بدلًا من اتخاذ رد فعل متسرع، ومن ثم اختيار الحل الأمثل للتعامل معها؛ وفي هذه الحالة فإن هناك حاجة ضرورية للانتباه والتركيز على ثلاثة أمور رئيسية عند التعامل مع أي خلاف أو مشكلة، وهذه الأمور هي: الصبر.. التواضع.. الوعي الذاتي.
أولًا بالنسبة لـ"الصبر": يعد الصبر بدون شك من أهم السمات التي من الضروري أن يتحلى بها المدير الناجح، وخاصة في أوقات الأزمات، فالتحلي بالصبر من شأنه أن يتيح للفرد الفرصة لتقييم الموقف وتكوين وجهة نظر حوله مع الاستماع إلى الطرف الآخر دون تعنت ودراسة وجهة نظره؛ والهدف من ذلك بشكل عام هو تأجيل اتخاذ قرار حاسم بشأن أي مشكلة حتى التفكير فيها بشكل منطقي، وهو ما يساعد في نهاية المطاف على التوصل إلى استنتاجات وحلول أكثر عقلانية وفاعلية.
ثانيًا "التواضع": المقصود هنا تجنب اتخاذ ردود أفعال ناجمة عن الغرور أو الكبرياء أو الرغبة في الانتقام من الطرف الآخر.
الوعي الذاتي: المقصود بذلك هو النظر إلى الصورة الكاملة ودراسة المشكلة من كافة جوانبها، مع الحرص على إدارة مشاعرك السلبية، وفي الوقت ذاته الاستماع إلى الآخرين بعناية وفهم وجهات نظرهم ومشاعرهم، وتحديد جوانب الاتفاق وجوانب الاختلاف، ثم العمل على التوصل إلى استنتاج بناءًا على ذلك.
