الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انهيار سوق النفط بنسبة 30 % لأول مرة منذ 1991 .. فشل صفقة السعودية وروسيا تشعل حرب الأسعار

وزير الطاقة السعودي
وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان

تهاوت أسعار النفط بعد قرار المملكة العربية السعودية رفع إنتاجها من الخام في محاولة منها للضغط على روسيا بعد الفشل في الوصول لاتفاق بزيادة التخفيضات في الإنتاج لدعم الأسعار، بعد التأثيرات السلبية التي ضربت سوق النفط العالمية بسبب انتشار فيروس كورونا، ويعتبر الانهيار الذي أصاب أسعار النفط، اليوم الاثنين، هو الأول من نوعه منذ 29 عاما، وفقا لما ذكره موقع شبكة «سي إن إن» الأمريكية.    
 

ووفقا لـ تقرير نشرته اليوم، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 31% لتصل إلى 31.02 دولار للبرميل، كما هبط الخام الأمريكي 27% ليصل إلى 30 دولار للبرميل في الدقائق الأولى من صباح اليوم الاثنين، وسط ردود فعل المتعاملين بـ الأسواق الآسيوية على قرار السعودية. 

وخفضت السعودية أسعار البيع وقررت زيادة إنتاجها من النفط، وفقا لوكالة بلومبرج، معلنة عزمها رفع إنتاجها من النفط لأكثر من 10 ملايين برميل يوميا، وخفض أسعار البيع بما يصل إلى 20% في أبريل. 

وياتي الإجراء الذي اتبعته المملكة؛ ردا على رفض روسيا في اجتماع أوبك بلس، الجمعة الماضي، الموافقة على تخفيضات إضافية في إنتاج النفط لمواجهة التداعيات السلبية على الأسواق بسبب تفشي فيروس كورونا وظهوره في أكثر من مائة دولة.


ذكرت وكالة بلومبرج أن المملكة العربية السعودية بدأت حربا نفطية شاملة، بعد أن خفضت الأسعار الرسمية لخامها، وجعلت التخفيضات خلال 20 عامًا على الأقل هي الأعمق في درجتها الرئيسية، محاولة دفع أكبر عدد ممكن من البراميل إلى السوق، بعد رفض روسيا خفض السعر.

وأشارت الوكالة الاقتصادية الأمريكية، في تقريرها المنشور أمس الأحد، إلى أن التخفيضات في الأسعار الشهرية من قبل المنتج الرسمي أرامكو السعودية، هي أول مؤشر على كيفية استجابة السعوديين لتفكك التحالف بين أوبك وشركاء مثل روسيا، وتخطط المملكة لمرافقة التخفيضات في الأسعار، زيادة في المعروض من الخام، وفقًا لأشخاص على علم بالوضع.

وأضاف التقرير المنشور اليوم، على موقع وكالة بلومبرج، أن إعلان التسعير من أرامكو يعد أول قرار تسويقي كبير منذ أن انتهت محادثات المنتجين في فيينا بالفشل الكبير يوم الجمعة، عندما عجزت المملكة عن إقناع روسيا بالموافقة على خفض الإنتاج لفترة أطول وأعمق. 

ومن المقرر أن يتجاوز الإنتاج السعودي 10 ملايين برميل يوميًا الشهر المقبل، وفقًا لمصادر طلبوا عدم ذكر اسمائهم لحماية العلاقات التجارية، مشيرين إلى أن هذه الزيادة قد تصل وفقا لإحصاءات فبراير لأكثر من 3٪ من الإنتاج السعودي.

وقالت إيمان ناصري، العضو المنتدب لمنطقة الشرق الأوسط في شركة FGE الاستشارية للنفط، وفقا لـ بلومبرج، إن «المملكة العربية السعودية الآن تخوض حرب أسعار شاملة».

وأضافت أن انهيار الاجتماع بين منظمة الدول المصدرة للنفط وشركائها السابقين ينهي فعليًا التعاون بين السعوديين وروسيا الذين دعموا أسعار النفط منذ عام 2016. 

وبعيدًا عن قيود الكارتل ومع وجود ثغرات في الميزانية لملئها، هناك فرصة كبيرة للمنتجين سوف تكثف الإنتاج. 

ويشير انخفاض أسعار البيع الرسمية، أو OSP، إلى أن السعوديين يتطلعون إلى فعل ذلك.

وعلق كبير الاقتصاديين في بنك الإمارات دبي الوطني، تيم فوكس، والمقيم في دبي، اليوم الأحد، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرج، قائلا: «إن قرار السعودية بالتأكيد نهج ينطوي على مخاطر عالية» 

ويؤثر قرار التسعير لدى أرامكو على حوالي 14 مليون برميل من صادرات النفط يوميًا، حيث يتابع المنتجون الآخرون في منطقة الخليج العربي لتحديد أسعار شحناتهم. 

وفي مطلع كل شهر، يعلن أكبر المنتجين في الخليج عن سعر البيع الرسمي لدرجات الخام باعتباره فرقًا - علاوة أو خصمًا - مقارنةً بالمعايير الإقليمية، وعادةً ما تقاس التغييرات بالسنت أو بضع دولارات على الأكثر.

وذكرت شركة أرامكو في إعلان عن الأسعار تم إرساله عبر البريد الإلكتروني يوم السبت قبل منتصف الليل بتوقيت السعودية، أن الشركة المنتجة الحكومية خفضت أسعار إبريل لمبيعات النفط الخام إلى آسيا بمقدار 4 دولارات إلى 6 دولارات للبرميل وللولايات المتحدة بمقدار 7 دولارات للبرميل. 

لم تعلق أرامكو على الفور على الإستراتيجية الكامنة وراء هذه التخفيضات العميقة في الأسعار.

ومع تآكل الطلب على النفط عالميا بسبب فيروس كورونا، انخفض خام برنت بنحو 20٪ حتى الآن.

وانخفض خام برنت أكثر بعد أن رفضت روسيا خطة أوبك، وأغلق الأسبوع بانخفاض أكثر من 30 ٪ لهذا العام.

وضخت المملكة العربية السعودية 9.7 مليون برميل يوميًا خلال الشهر الماضي، لكن مع انتهاء صلاحية اتفاقية خفض الإنتاج بنهاية مارس، ستكون المملكة حرة في إنتاج ما تشاء. 

وأعلنت السعودية إن بإمكانها ضخ ما يصل إلى 12.5 مليون برميل في اليوم.

وخفضت أرامكو سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف الرائد للمشترين في آسيا بمقدار 6 دولارات للبرميل، إلى خصم قدره 3.10 دولار أقل من مؤشر الشرق الأوسط. 

وتجاوزت التخفيضات معدل الـ 1.90 دولار الذي توقعه التجار والمصافي. 

كما خفضت أسعار الخام المتوسط ​​إلى آسيا بمقدار 6 دولارات للبرميل، ما أدى إلى انخفاض سعر الفائدة إلى 4.05 دولار، وفقًا لصفحة التسعير الخاصة بالشركة.

وتبيع أرامكو معظم خامها في آسيا، وهي المنطقة التي كانت - حتى تفشي الفيروس في الصين - بمثابة المحرك للنمو العالمي في الطلب على الطاقة.

وخفضت الشركة الأسعار إلى شمال غرب أوروبا وإلى منطقة البحر المتوسط ​​بما يتراوح بين 6 دولارات و8 دولارات للبرميل. 

كما خفضت أرامكو أكبر سعر للنفط الخام إلى شمال غرب أوروبا، حيث يمثل انخفاض سعر النفط بمقدار 8 دولارات في معظم الصفوف تحديًا مباشرًا لروسيا التي تبيع جزءًا كبيرًا من خام الأورال الرئيسي في المنطقة نفسها. 

توقعت أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم أن تعلن عن سعرها يوم الخميس لكنها أرجأت القرار إلى ما بعد الاجتماع الجمعة بين أوبك وحلفائها بما في ذلك روسيا. ويمثل التأجيل أول مرة منذ عقد على الأقل تخلي أرامكو عن جدول تسعيرها، إذ أنها عادة ما تعلن عن سعر الخام في اليوم الخامس من كل شهر.