الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بيكاسو العرب.. قصة الجزائري محمد خدة فنان عالمي وبطل تحدى الاستعمار

الفنان الجزائري محمد
الفنان الجزائري محمد خدة

رسام، نحات، وكاتب جزائري، ويعد واحدا من مؤسسي الرسم الجزائري المعاصر، وواحدا من الرسامين البارزين في الوطن العربي، إنه الفنان محمد خدة الذي ظهر لأول مرة في عام 1960، وتميز ببراعته في الخط العربي والتكعيبي، وكان يميل أكثر إلى الفن التجريدي.

ومثل الفنان الجزائري جيلا بأكمله من أبناء بلده الذين جمعوا بين أفكار تراث الخط، واللغة الرسمية للكتابة الغربية من خلال فن التجريد الغربي خلال الخمسينيات.


ويرصد «صدى البلد» قصة حياة الفنان الجزائري، صاحب لقب بيكاسو العرب، بعدما احتفل محرك البحث جوجل بذكرى ميلاد محمد خدة التسعين، من خلال تحويل الشعار الخاص بـ جوجل. Google إلى رسوم تعبيرية تحمل صورته ممسكا بريشة رسم.

محمد خدة هو الأكبر بين خمسة أطفال، توفي اثنان منهم خلال فترة الرضاعة، أما والده بن ذهبة خدة فكان قد ولد كفيفا في عام 1912 في بلدة مينا وانتقل إلى مستغانم في سن مبكرة، وعمل في أكثر من مهنة تطلب مهارة يدوية كعامل بناء وعامل طوب، أما والدته فهي سيدة بسيطة تدعى "نبي الغالي"، ولدت عام 1911 في زمورة بالجزائر ، وهي مدينة بالقرب من تيارت، عندما كانت طفلة صغيرة ، قتل والديها على يد قبيلة مستوطنة بالقرب من مكان إقامتها، وكانت، مثل والد محمد، كفيفة أيضا لكنها تمكنت من التكيف في مستغانم مع زوجها حيث تزوجا في عام 1929.


في عام 1936، التحق محمد خدة بمدرسة في تجديت، مستغانم في حي عربي وفي عام 1942، اضطر هو وعائلته لمغادرة مستغانم بسبب المجاعة التي ضربت المنطقة، وانتقلت بعدها الأسرة إلى تيارت وعاش مع خالته، وكانت حياة بائسة هناك لأن خالتهم لم تتمكن من إعالتهم بسبب عمرها، وبعد ثلاثة أشهر، عاد إلى مستغانم وعاد إلى المدرسة، وفي عام 1943، حصل على دبلوم من المدرسة. 

أراده والده الحصول على وظيفة بمجرد حصوله على شهادته، لكن أحد أساتذته منحه عامًا من الراحة، حتى لا يلتحق بمهنة لا يستمتع بها، حتى وجد مهنة مناسبة للعمل نهارار في عام 1944 وكانت في شركة طباعة تسمى "عين صفرة"،  وكان محمد يرسم رسومات مطلوبة لشركة الطباعة، حتى قرر العمل في مهنة ثانية مساء.

خلال سنوات المقاومة ضد الفرنسيين، انضم الفنانين بما فيهم خدة وحاربوا من أجل جيش التحرير الوطني، وبعد الانتهاء من الجيش استقر وبدأت حياته المهنية كفنان، قام بتكوين تركيبات فنية جديدة، من خلال الكتابة العربية والخط على لوحات فن تجريدي، استخدم الأحرف العربية وعلامات مأخوذة من وشم البربر في أعماله الفنية.

وعلى الرغم من أنه كان من العصاميين لجزء من حياته، إلا أنه كان على اتصال أيضًا بمدارس الفنون، وفي عام 1947 التقى خدة مع عبد الله بن عنطور، وهو فنان ولد في مستغانم بعد عام من ولادة خدة، وبعد لقائهم، التحق خدا بمدرسة الفنون الجميلة حيث تعلم تقنيات فنية مختلفة مثل الألوان المائية، والباستيل، ورسم اللوحات.

واصل التوسع في تقنيات الرسم من خلال رسم مشاهد الاجتماعات في المكتبات وأسواق السلع المستعملة، وفي عام 1948، ذهب هو وبينانتور لزيارة صديق في مصحة مستشفى، وخلال هذه الزيارة شاهد متحف الفنون الجميلة الذي كان مستوحى من لوحات ديلاكروا، يوجين فرومنتان، ثيودور تشاسيرياو، وناصر الدين دينيه.

في عام 1953، مثل العديد من فنانين أفريقيا، سافر محمد خدة إلى باريس لمواصلة تعليمه، وخلال ذلك الوقت، درس تحت بابلو بيكاسو وتعلم أنماط التكعيبية التي أثرت بشكل كبير على فنه، وأمضى عقدًا في أوروبا قبل أن يعود إلى الجزائر، وبعد عودته، عمل على إنشاء مجتمع فني في الجزائر للفنانين الشباب الطموحين لتنمية مهاراتهم، وفي عام 1964، أسس هو وآخرون الاتحاد الوطني للفنون البصرية.

شارك بيكاسو العرب في العديد من الحركات والمنظمات الفنية طوال حياته المهنية التي كانت سببا في التأثير على الفن في أفريقيا وبقية العالم، وتشمل: الاتحاد الوطني للفنون التشكيلية عام 1967، والمدرسة العربية للوشم في عام 1967، مدرسة الإشارة، وغيرها من الحركات حتى وفاته في 4 مايو 1994.