الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عندما تنبأت السينما بكورونا في 2011!


منذ بدء الحديث الرسمي عن وجود فيروس "كورونا" وذهب الكثيرون يتذكرون أفلاما صنعتها هوليوود منذ سنوات تشابهت أحداثها مع ما يجري الآن في الحقيقة بشكل ممكن أن يكون مذهل!؟

بالطبع الأمر مثير للدهشة، ومن أكثر الأفلام التي اقتربت من الأحداث العالمية الحالية كان contagion والذي عرض في عام 2011، الفيلم يتحدث عن وباء غامض يظهر فجأة في الصين وينتقل إلى العالم وتتشابه أعراضه مع كورونا!

يبدأ الفيلم بلوحة سوداء عليها عبارة اليوم الثاني ولا نعرف ماذا حدث في اليوم الأول! ونشاهد سيدة بمطار هونج كونج مصابة بسعال وحمى تعود للولايات المتحدة وتموت بعد يومين ومعها ابنها الطفل بعد ان نقلت له العدوى، ثم مشاهد سريعة تكاد تكون مطابقة لما يحدث حاليا حول انتشار فيروس كورونا أشخاص تقع في وسائل المواصلات بعد حالات اختناق وعلامات إرهاق! وكاميرا المخرج تقودنا من البداية بلقطات قريبه على "أيادي" تنقل الفيرس بين بعضها مثل مقابض أبواب وكأس في يد بارمان وكأنه يقول هكذا ستنتقل العدوى، ومشاهد أخرى من هونج كونج إلى لندن إلى الولايات المتحدة! عن أرقام تعداد سكان وأرقام حالات مصابة ووفيات، أيام بسيطة حتى أصبح الأمر خطيرا حول العالم ومعامل تحاليل تسمع فيها أسماء فيروسات مثل سارس وسالمونيلا وأنفلونزا الطيور، افتتاحية للفيلم سريعة لخصت كارثة عالمية مقبلة عن مرض غامض ينتقل سريعا عن طريق لمس مباشر أو لمس أسطح الأماكن! ويوضح السيناريو كيف أن كل شيء يبدأ من تصرفات شخصية وسريعا ما ينتشر ويصبح كارثة كبرى! وبالفعل تصاب بالقلق طوال مشاهدة الفيلم وأنت تتابع الأحداث المثيرة مع أكثر من بطل وبطلة، واستطاع المخرج ستيفن سودنبرج أن يروي الأحداث بشكل جيد جدا بدراما مثيرة ومشوقة وخلق توترا طوال مدة الفيلم من خلال أكثر من وجهة نظر، علمية وطبية وأمنية ومخابراتية وإنسانية وصولا للمدونين والذين قاموا ببث أخبار أثارت الذعر على السوشيال ميديا بعضها كاذب وبعضها حقيقي!

ستندهش بالطبع إذا شاهدت الفيلم الآن وعرفت أنه إنتاج عام 2011 وعرض في مهرجان فينيسيا وقتها.

يصل السيناريو إلى اجتماعات في مجلس الأمن القومي حيث تستنفر الولايات المتحدة كل أجهزتها الصحية والأمنية "يحدث بالفعل الآن" بعد وفيات وإصابات في عدة مدن أمريكية ويتم إرسال طبيبة في مهمة سرية لهونج كونج منشأ الفيروس.

السيناريو كان صادما بمشاهد "مرعبة" لغلق الجسور بين المدن بسبب فرض الحجر الصحي وتصبح مدن للأشباح ويتم نهب البضاعة من السوبر ماركت واقتحام المستشفيات للحصول على علاج نكتشف انه "وهمي" ! سيناريو يحدث الآن جزء كبير منه !! بعد سنوات من إنتاج الفيلم ، ويشير الفيلم إلى ان الجلوس في المنزل وعدم المصافحة وغسل اليدين هى من الضروريات لتجنب الإصابة، حتى يتم التأكد من فاعلية دواء وإنتاج كميات كبيرة تكفي دول العالم !؟

الفيلم أيضا يوجه اتهامات لمنظمة الصحة العالمية بالتواطؤ مع مراكز صناعة الأدوية الكبرى في العالم! الانتهازية العالمية متهمة دائما وبالطبع الكثير ذهب في أزمة "كورونا" لمافيا صناعة الأدوية في العالم أو لحرب "جرثومية" بين القوى العظمى خاصة انه ظهر في الصين ! وتفشى في إيران الدولتين من ألد أعداء الولايات المتحدة حيث أشار سيناريو الفيلم الى احتمالية هجوم جرثومي باستخدام انفلونزا الطيور كسلاح!

ولكن يبقى كل ذلك تحليلات لا دليل لوجودها، والحقيقة اننا امام وباء عالمي احتل معظم دول العالم، أما الفيلم فأحداثه المثيرة بدأت بعبارة اليوم الثاني وفي النهاية نعود إلى اليوم الاول لنعرف ماذا حدث فنشاهد خفافيش تختلط بمزرعة خنازير ثم طباخ يمسك بخنزير في المطبخ والدماء تملأ بده ثم يخرج ويصافح سيدة في الخارج دون أن يغسل يده في إشارة إلى بدء انتشار العدوى من هنا.

الفيلم اعتمد على البطولة الجماعية لمجموعة من الممثلين المحبوبين مات ديمون، كيت وينسلت جود لو وماريون كوتيار "التقيتها ذات مرة في مراكش من الشخصيات التي تأثرك بوجهها الملائكي"، وجميعهم أدوا بشكل جيد خاصة كيت وينسلت.

الفيلم يطلب إعادة اكتشاف طعم التضامن ، وهو شيء نحتاجه حقًا في أوقات الأزمات والتشاؤم العام، وربما بدأ يحدث الآن.

الآن العالم تقريبا أغلق أبوابه كل دولة تحاول احتواء المرض والحياة توقفت في عدة مدن تماما وتحول المشهد العام لدراما إنسانية أشبه بحالة الحرب، ووصل الحال بخطابات سياسية صادمة وقاسية جدا مثل خطاب رئيس وزراء انجلترا والذي قال "استعدوا لفراق أحبائكم"!

يا إلهي ماذا حل بالكون ؟
يا علي يا قدير أرحمنا .


المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط