الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. مرفت خليل تكتب: العالم بعد كورونا

صدى البلد

مما لاشك فيه أن مرور العالم بهذه  بهذه المأساه الوبائيه سيغير شكل العالم وترتيب اولوياته، وسنري انه بعد خروج جميع الدول منهكة اقتصاديا وشعوب او ما سيتبقي منها منهكا صحيا وماديا ونفسيا فإنني أتوقع ان نري وجها آخر للسياسات العالمية.


لن نستطيع أن ننكر انه بعد الأحداث التي تمر بها جميع البلاد تأكد لنا ان بلاد العالم غير مستعده تماما للمرور بمثل هذه الازمات فوجدنا الدول العظمي وقد اصابتها حالة من التوتر والذعر ورغم قدرات هذه الدول الاقتصاديه والماليه المرتفعه جدا ولكنهم الي الان غير قادرين علي التصدي او السيطره علي هذا الفيروس اللعين . 


تحدث العالم عن الاتحاد الاوروبي وكيف ان كل دوله اغلقت حدودها وكان من المفروض والواجب أن يقدموا يد العون لبعضهم البعض تحت راية الاتحاد الأوروبي ولكن حدث العكس تمام فباتت كل دولة تضع لها اولويات، فوضعت الدول الأوروبية مصلحة شعوبها أولا علي الرغم من أن نفس هذه الدول أقامت الغرامات الدوليه علي بريطانيا عندما عملت بريطانيا علي تلبية رغبة شعبها في الانفصال عن الاتحاد الاوروبي ، تعددت المواقف والسبب واحد ألا وهو ان الحكومات تضع رغبة شعوبها ومصلحته أولا حتي لو ظهر ذلك في صورة الانانيه  فلقد ايقنت جميع الدول أنهم أمام وباء سيأكل الأخضر واليابس ولابد أن تحافظ كل دولة علي مقدراتها لمواجهة هذه الكارثة.


مما لاشك فيه أنه ستتغير علاقة الدول ببعضها البعض ، وستتغير علاقة الدول بشعوبها وعلاقة الشعوب بحكوماتها والتي منها من سيفقد الثقه او سيعيد الثقه في حكوماته بعد أن رأوا كيف تعاملت هذه الحكومات مع هذا الوباء المنتشر. مما لا شك فيه هناك مكتسبات خرجت بها الحكومات من هذه التجربه وهي كيفية السيطره علي شعوبها وانه لا مجال للمعارضه وانني أري انه سيكون من الصعب أن تتخلى الحكومات عن مكتسباتها.


تحدثنا عن السياسات والحكومات والدول ، ولكن ماذا عن الإنسان... الإنسان الذي تعرض للخوف والهلع...الرعب من كل شيء حوله حتي من اقرب الأقرباء ... الإنسان الذي شعر بالعالم يهوي من حوله ولا توجد وسيلة للنجاه..كيف سيتأقلم الإنسان بعد أن تعرض لكل هذا الاضطراب النفسي والعصبي ...بعد أن فقد البعض عمله..بعد أن فقد البعض اهله ...هل ستخرج الشعوب سوية بعد هذه التجربه المريرة؟


ومع اعترافنا جميعا بالتأثير السلبي لمرض الكورونا وتفشيه بين الدول منذ عدة شهور وجاء نتيجة لهذا فقد الكثير من الارواح، ولكننا وجدنا أن هناك بعض الدراسات أظهرت جانبا آخر لهذا الوباء ومن العجب انه جانب ايجابي لم يكن في الحسبان. فقد لاحظ العلماء في الفتره السابقه ان طبقة الاوزون فوق القارة القطبيه الجنوبيه قد تعافت الي درجة ان العديد من التغييرات الجويه في نصف الكره الارضيه الجنوبي قد توقف وهذه التغييرات كان مقررا لها ان تدمر العالم بأسره. فالحظر الذي فرض في كل الدول وأوقف الصناعه والتجاره حتي سير المركبات قد أدي إلي تحسن ملحوظ في ظاهرة الاحتباس الحراري والتي كان لها آثار سيئه علي العالم في الأعوام السابقه. 


فهذا يترك لنا التساؤل... هل كان العالم يحتاج الي وباء مثل الكورونا ليعلم خطورة السياسات التي تسلكها الدول والحكومات ، هل ستتوقف الحروب الكيميائيه والنوويه واستخدام الاسلحه!!!!  هل ستعتني الدول بالبيئه المحيطه وتتوقف الانتهاكات المرئيه والمسموعة للشعوب !!!!!!هل ستكون الشعوب من اولوليات حكوماتها لتعيد تأهيلهم نفسيا!!! هل ستعود العلاقات الاوروبيه كما كانت قبل كورونا؟


سنترك الاجابه الي ان تنقشع الغمة والوباء ونري رد فعل العالم بعد الكورونا فالحرب عاتية وجاريه علي قدم وساق لاكتشاف العلاج لهذا الوباء، والمكتشف الاول هو الذي سيحصد التأييد العالمي.