الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طلابي الأعزاء.. أنتم بخير


لا أحد يستطيع أن ينكر أن العالم كله سيعيد حساباته سواء أثناء أم بعد جائحة كورونا. والكلام والأحاديث والحكايات ستصبح أطنانًا، لو كان هناك ميزان يزن الكلام ككتلة مصمتة. لكن المؤكد أن شكل العالم سيتغير تمامًا، ومن مظاهر هذا التغير التعليم في شكله التقليدي، فكورونا ماهو إلا جرس إنذار، أرسله رب العالمين للإنسان الذي تجبَّر في الأرض ولم يعد يلق بالًا للقيم والأخلاق وما أقرته الشرائع السماوية؛ ليؤكد الله للإنسان أن "فوق كل ذي علم عليم". 

وإذا كان الإنسان قد تأخر في اكتشاف فيروس كوفيد-19 فهذا بسبب قصوره، لأن علومه وتقنياته لم تصل إلى العلم الإلهي، ليتأكد الإنسان أنه لم يؤت من العلم إلا قليلًا. ومع كل جائحة تصيب العالم يتعين على الإنسان أن يضع نقطة، ويبدأ مسيرته على الأرض من أول السطر.

وهنا يطرح السؤال نفسه: ماذا يتعين علينا فعله لإدارة حياة الإنسان على سطح الكرة الأرضية، لو استمرت الجائحة لفترة يقدرها العلماء من 12 إلى 18 شهرًا إلى أن يتم إنتاج لقاح ضد كوفيد-19؟ وماذا يتعين على الأغنياء فعله تجاه الفقراء، وماذا يتعين على الدول الغنية أن تقدم للدول الفقيرة المنهكة البنية، لو كنا نتحدث عن عودة الأخلاق؟

أعود لقضية التعليم التي تلقي بظلالها علينا بحكم عملي، وخبراتي التراكمية في هذا المجال. لكي نتحدث عما سيؤول إليه المستقبل يجب أولًا أن نقف عند الواقع الذي نحياه الآن، ونعيشه داخل مؤسساتنا التعليمية.

فمع تعليق الدراسة بالمدارس والجامعات اجتهدت بعض الجامعات وقامت بتشغيل منصات إلكترونية ببعض الكليات ليتحول التعليم بها إلى تعليم إلكتروني فعال synochrized e-Learning، والكليات التي لا تملك هذه المنصات تعاملت بطريقة Asynochrized e-Learning، والبون بينهما شاسع ومتباين، ليس هنا محل نقاشه.
والسؤال الذي يلح في الطرح على لسان أبنائنا الطلاب: كيف ستقيموننا عن الفصل الدراسي الثاني، الذي أوشك على الإنتهاء، كي نستعد؟

الواقع يقول إننا في انتظار ما سيقره المجلس الأعلى للجامعات في اجتماع يوم 18 أبريل، برئاسة معالي وزير التعليم العالي. وبطبيعة الحال أتوقع أن تكون رؤى السادة رؤساء الجامعات متباينة، لكن المؤكد أن النتيجة النهائية ستكون رؤية موحدة لشكل بعينه سنتخذه لإنهاء السنة الدراسية 2019/2020.

تفكرت كثيرًا في الأمر، وطرحت أسئلة كثيرة، واستمعت أكثر لعدد من الزملاء حول كيفية حل تلك الإشكالية. ووجدت نفسي ألخص ما توصلت إليه في مقترحات محددة، أظنها تراعي كل المتغيرات، وتصلح للتطبيق:
 فيما يخص طلاب سنوات النقل يحتسب للطالب ٥٠% بناءً على نتيجة الترم الأول، و٥٠% على بحث بمواصفات يحددها مجلس الكلية لتتناسب مع طبيعة الكلية، ويرسل البحث للمُصحح على البريد الإليكترونى الجامعي خلال فترة محددة، لنميز الطالب المتميز عن غيره. وفيما يخص المواد العملية يمكن أن ترجأ لتؤدى مع بداية الترم الأول للعام القادم ٢٠/٢١.

وفيما يخص طلاب السنة النهائية بالكليات يخفض توقيت الامتحان إلى ساعة واحدة ونصف فقط، بدلًا من ساعتين، وتخفف المقررات إلى 50%. وتؤدى الامتحانات خارج أبنية الجامعة المغلقة، أعنى هنا تجهيز الاستادات الرياضية-على سبيل المثال- لتؤدى الامتحانات فى الهواء الطلق بمسافة ٢م بين كل طالب وآخر، خاصة وأن لدينا: ستاد القاهرة، ستاد الدفاع الجوي، ستاد الكلية الحربية، ستاد اسكو، ستاد المقاولين العرب، ستاد الزمالك، ستاد الجزيرة، وغيرها. ويكون بالمناوبة على دفعات بفاصل زمنى يكفي بتسهيل الحركة المرورية، مع قياس حرارة الطلاب وتوزيع الكمامات والقفازات عليهم وتعقيم المكان.

 ويمكن أن يتم ذلك بالتنسيق مع القوات المسلحة، لعبور الأزمة، والتى تملك من الخبرة التنظيمية ما يمكنها أن تجهز منطقة مركزية للامتحانات تحدد بالتنسيق، كأن تستخدم أرض المعارض بمدينة نصر، وأرض المعارض الجديدة بمحور المشير، والتي تستوعب عشرات الآلاف في آن واحد، على سبيل المثال. أما قاعات الكليات فتتحول إلى كنترولات لا يزيد العدد بها عن عشرة أفراد بالقاعة مع اتخاذ كافة التدابير اللازمة والتعقيم الدوري، تحت الإشراف المباشر للسادة رؤساء الجامعات.

مجرد رؤية!!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط