الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى رحيله.. فهد بورسلي شاعر كويتي انتقد أخطاء الدوائر الحكومية

صدى البلد

عرف الشاعر الكويتي فهد بورسلي، الذي تحل اليوم ذكرى رحيله، بقربه من الناس ومشاكلها، واشتهر بقصائده التي تلامس الحياة اليومية للكويتيين مثل أزمة المياه والتمويل وغير ذلك.

 

وُلد فهد راشد ناصر بورسلي في الكويت في عام 1918، لعائلةٍ عريقةٍ ميسورة الحال، حيث امتلك والده عددًا من السفن بالإضافة لعمله في تجارة اللؤلؤ، درس فهد في الكُتّاب، وتعلم الحساب والقرآن، بالإضافة لبعض الدروس الخاصة من قبل علي المجرن.

 

وترعرع بورسلي في أسرةٍ مولعةٍ بالشعر النبطي، حيث كان والده يعشق هذا النوع من الشعر، بالإضافة أن خاله الشاعر علي ملا موسى كان من شعراء الكويت المعروفين في تلك الفترة، والشاعر العبيدي من أقربائه أيضًا، فأحيط بجو يُحفظ ويتردد فيه الشعر دائمًا.

 

أدخلة والده الكتاب حيث تلقى علومه الأولية فدرس القرآن والخط والحساب كما كان يتلقى بعض الدروس الخاصة على يد المرحوم علي المجرن، وكان لوالده شغفا بالشعر النبطي وكان يحفظ بعضا منه كما كان خال الشاعر فهد بورسلي المرحوم ملا علي الموسى شاعرا مجيدا ومن شعراء الكويت الشعبيين المعدودين في هذا المجال وكذلك الشاعر العبيدي وهو من أقرباء الشاعر لوالدته، وفي هذه البيئة نشأ الشاعر فهد بورسلي وبدأ منذ صباه وشبابه المبكر ينظم الشعر على الطريقة والأسلوب الذين كانا متبعين في ايامه وفي المرحلة الثانية من شبابة ابتدأ ينظم الشعر باللهجة العامية الكويتية، وخلال تلك المرحلة طغت شهرته لتناوله مواضيع حساسة ملتصقة بحيات المواطن ومرتبطة بأوثق الارتباطات بحياته اليومية كقصائدة في الماء، والمدراء، وأزمة التمويل، الكهرباء، وغيرها من القصائد الاجتماعية والسياسية.

 

وكان الكثير من الوجهاء وأعيان البلد وذوي السلطة على اتصال دائم معه يستمعون إليه ويرددون قصائده، واعتبرت أشعاره بمثابة المرآة العاكسة للأوضاع الاجتماعية والسياسية في المجتمع الكويتي لندرة المجلات والصحف في زمانه، كما كان الشاعر فهد بورسلي مرتبطا إرتباطا وثيقا بوالده حيث كان كثير السفر إلى الهند مع والد وكان يتردد على البحرين والسعودية وجنوب العراق وكان يتقن الهندية ومطلع على ثقافتها وكان معجب بالشاعر رابندرانات طاغور.

 

وأدخل في ما يسمى بالردّيّات حيث تراسل بالشعر مع عددٍ من الشعراء، بالإضافة لحضوره محفل القلطة، وهو مكانٌ كان يتحاور فيه كبار الشعراء في تلك الفترة، في البداية حاولوا تجاهل الشاعر فهد، إلا أنه أثبت قدراته بأسلوبه المميز الذي كان قريبًا من الناس.

وتميزت أشعار بورسلي بقربها من الناس فاختار البحور الخفيفة وسهلة الترديد، حيث كانت ألفاظه سهلة الفهم ولها إيقاعٌ جميلٌ، ومتينة النظم، وكان فهد على اتصال مع كبار المسؤولين والوجهاء في الكويت الذين أحبوا قصائده ورددوها.

في عام 1955، طبع بورسلي ديوانًا في مطبعة مقهوي، ولكنه لم يضم فيه كامل أعماله، لتُعيد ابنته وسمية فهد بورسلي طباعته مرةً ثانية عام 1978، حيث حاولت جمع أغلب أعماله.

وتناول الباحث في التراث خالد سالم بكتابه "السامريات" الشاعر فهد بورسلي وقال عنه انه شاعر شعبي كبير اهتم بمشاكل الحياة الاجتماعية والمعيشية للمواطنين خاصة تلك التي تتعلق بالحياة اليومية مثل التموين والكهرباء والماء والعلاج بالاضافة إلى انتقاده للاخطاء التي يراها أو يسمع عنها في بعض الدوائر الحكومية، وله في هذه المجالات اراء جريئة جسدها في بعض قصائده وهو ينتمي إلى اسرة كويتية عريقة، فوالده كان ينظم الشعر وخاله الملا علي الموسى من الشعراء الشعبيين الجيدين في الكويت.

ومازال الراحل  شاعرا مؤثرا رغم مرور نصف قرن على رحيله، ولقد التفت صناع الأغنية الى قصائده وكانت هناك قصائد عدة اشهرها اغنية "يا ناس دلوني" حيث غنتها الفنانة عايشة المرطة إذ تقول:

يا ناس دلوني

درب السنع وينه

ما شوف لي مرقى

من بير الأهوالي

من صد مظنوني

وخلى بلا دينه

يجاوب الورقا

من ضيجة البالي

عزاه يا عيوني

تبجي على عينه

بوشامة زرقا

بالحب قتالي

ياوي مزيوني

والطول وازينه

على كثر فرقا

والزلف ميالي

يلي تعذلوني

فرقا الضحى شينة

خد لمع برقا

يلحق على حالي

بالعيد عزوني

وين الطرب وينه

قلبي غدا سرقا

تم الحشا خالي