الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المصريون في إسرائيل من جديد


المصري الذي توفي في مستوطنة "بركان" الإسرائيلية بالضفة الغربية، منذ ثلاثة أيام، وكشفت عن بعض تفاصيله في فيديو على قناتى باليوتيوب #إعلام_إسلام ، ومنها رفض الفلسطينيين استلام جثته دون علمهم بجنسيته، لشكهم في وفاته بالكورونا.. بحثت في قصته طيلة الساعات الأخيرة. ووصلت لمعلومات كثيرة عنه وعن خلفيات الملف، المهتم به أساسا ، منذ أكثر من عشرين عاما "المصريون في إسرائيل"!


اتضح إنه عامل قبطى اسمه عماد صبحي، ذهب ليقدس منذ عامين، وكسر الإقامة كما يقولون، ومنذ وقتها وهو يعمل في أى عمل متوفر له، ومنها العمل في المستوطنات ، مثله مثل جنسيات أخرى منها الصينيون والأتراك والبنغال والهنود والأفارقة ، في الوقت الذي يرفض عدد كبير من الفلسطينيين العمل في المستوطنات ، وبالذات بعدما تحولت مؤخرا لبؤر تفشي فيها الكورونا .


السفارة المصرية في تل أبيب من جانبها تدخلت ، فور علمها بالواقعة ، وتأكدت من جنسية المتوفى ، وأبلغت أهله ، وإتضح إنه من قرية بالمنيا ، وبالفعل تم إنهاء الإجراءات ، وشكر أهله الخارجية المصرية للتدخل السريع، وتفيد مصادر ما إنه توفي بسكتة قلبية ، رغم إنه شاب، ولم يتسن لى التأكد بنسبة ١٠٠% من ذلك ، حتى الآن على الأقل .


للواقعة عدة أبعاد وخلفيات تكشفت نستعرضها معا ، بداية اندهش العديد من العمال الفلسطينيين بعد هذه الواقعة، من وجود عدد من العمال المصريين في المستوطنات وإسرائيل عموما.


 ووفق ما لدى فإن النسبة المصرية التى تعمل في المستوطنات قليلة، وجاءت بداية من بعد يناير ، مع فتح الحج للأقباط بالإضافة للخروج من مصر خلال سنة الإخوان السوداء ، لكن هذا لا يعنى تصنيفا دينيا للعمال المصريين في المستوطنات ، فكان هناك عدد كبير من المصريين الذين ذهبوا لإسرائيل ، بدأوا حياتهم بالعمل في مصانع دواجن في المستوطنات ، ومنهم شخص أصبح مراسلا في التلفزيون الإسرائيلي ، ويشتهر بأنه يدرس للإسرائيليين لهجة الشارع المصري الجديدة ، التى استمدها من أغانى المهرجانات !


والرصد هنا اختلط بين الموجات الجديدة والمتوسطة والقديمة المصريين في إسرائيل، فبدأنا بالجديدة ، وعرجنا على المتوسطة ، لكن هناك موجات أقدم وتعود أقدمها إلى ما بعد اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية .


 وكما قلت كثيرا وأخرها في فيديو على قناتى #إعلام_إسلام الاسبوع الماضى ، إننى في غاية القلق على الجيل الثانى ، فالأباء في أعمار الستينات والخمسينات الآن ، وهناك من الجيل الثانى ، من هم في أواخر العشرينات وفترات المراهقة، وبالتأكيد هناك إختلال في الهوية ، حتى لو كانوا يعيشون في المناطق العربية بالجليل الأعلى شمال الكيان الإسرائيلي ، وبالطبع هم ممنوعون من الخدمة في جيش الاحتلال ، مثل أمهاتهم العربيات في الغالب ، لكنهم تعلموا تعليما إسرائيليا ويغنون النشيد الصهيونى "تقيڤا" ، وهناك من حصلوا على الجنسية الإسرائيلية ، وبالتالى تسقط عنهم الجنسية المصرية ، وهناك من تهودوا وتزوجوا يهوديات وأبناؤهم أصبحوا يهودا.


الغريب أنهم غاضبون من تعاملات الدولة المصرية مع بعضهم من حيث الإجراءات المشددة ، وتصاريح السفر، ولا يفرقون بين الموقف الرسمى ، والموقف الشعبي من إسرائيل .. بل وعدد غير قليل منهم ضد الدولة المصرية بشكل مستفز ومتطاول ، بالذات منذ يناير وفي المقابل يمدحون كل شئ في إسرائيل ، وطبعا يتجاوزون عن قصة الاحتلال تماما ، بل وهناك من يهاجم الفلسطينيين ، ويهنئون بعيد الاستقلال الصهيونى ، ويدافعون عن عرب ٤٨ كثيرا وكأنهم أعداؤنا وهم في حقيقة أصدقاء في أغلبهم ، لكن عددا غير قليل من المصريين في إسرائيل يروجون إن مصر تعاديهم ، رغم إنه كانت هناك فترات قلق بينهم وبين أهل الجليل والناصرة ، لأنهم يقفلون عليهم الرزق ويتزوجون من نسائهم ، لأسباب ما ، وفق ما تردد ، وهنا غير جائز التعميم بالطبع ، لكن الرصد ضرورى.


"المصريون في إسرائيل" ، يروجون إلى أن أحوالهم المادية جيدة وبعضهم جيدة جدا ، خاصة مع فارق أسعار العملات ونهوض الاقتصاد الإسرائيلي قبل ضربات الكورونا .. وأعدادهم تتزايد ، وهم أساسا لا يزيدون عن حوالى ثلاثة آلاف ، ووفق ما لدى ليس مسجلا منهم سوى ٢٠٠ تقريبا في الأوراق الرسمية لدى السفارة المصرية بتل أبيب .


إحصاؤهم هذا في حد ذاته ، نقطة حولها جدل خاص ، فهناك من يضخمه حتى يرددوا إنهم ٦٥ ألفا، وهناك من يقول إنهم حوالى ٣٠ ألفا، وهناك من يقول أرقاما مقاربة للحقيقة ، حوالى ٧ ألاف ، لكن الرقم الحقيقي ما قلته أنا وفق معلوماتى ، وطبعا الحج القبطى توقف هذا العام بسبب الكورونا ، وبالتالى لم يكن هناك "كاسرو إقامة"، وهؤلاء أساسا ليس لهم إحصاء دقيق ، لكن الأمر تحول لتجارة ، وهذا خطير .


مستمر بالطبع في متابعة هذا الملف ، لخطورته ، إن كان بالمقالات أو الفيديوهات ، وأتمنى أن نتيقظ لضرورة التعامل مع المستجدات بصورة سريعة ، حتى لا نجد أملاكا للإسرائليين ذوى الأصول المصرية هنا في مصر ، وفي أماكن كثيرة بالمحافظات ومنها سيناء ، من خلال ورثهم أو أمور أخرى .. وهذا مساس واضح بالأمن القومى ، خاصة إنهم يروجون ن لديهم الآن قوة مالية ، رغم أن أحوالهم المادية مكشوفة ، فمن وراء بعضهم ياترى ؟!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط