الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الدراما العربية بين الممانعة والتطبيع


ظلت الأعمال الفنية تتحدث بحذر شديد عن التطبيع ومن وقت لأخر تثير بعض الأعمال الجدل حول تلك القضية الشائكة عندما تقترب منها. وأذكر أن عاصفة إعلامية قابلها أحد أشهر تلك الأعمال السينمائية فيلم "السفارة في العمارة" ووقتها قال لي مخرج الفيلم عمرو عرفة في حوار معه "الفيلم يحمل وجهات نظر الجميع" وبالطبع الموقف قبل عرض الفيلم وأثناء تصويره تغير بعد عرض الفيلم حيث وجد الجمهور أن الفيلم لا يدعو للتطبيع بل على العكس كان به مشاهد غضب ورفض من وجهة نظر "شعبية" تجاه إسرائيل.


وأذكر أن النجم الكبير عادل امام قال لي وقتها انه فكر كثيرا وأخذ رأي بعض أصدقائه من رجال السياسة حول فكرة الفيلم "الجريئة"، وهنا يجب على صناع أي عمل فني يتحدث عن موضوعات سياسية شائكة أن يتم أخذ آراء أصحاب الخبرة في هذا الشأن قبل الحديث عنها ولا أعرف مدى تحقق ذلك الأمر في الأعمال الحالية التي أثارت جدلا خلال الأيام الماضية.


فوجئ جمهور الدراما هذا العام باسقاطات سياسية لثلاثة مسلسلات وبعد بضعة أيام كانت الدراما العربية حديث الصحافة العالمية ليس بسبب الأمور الفنية ولكن لأسباب سياسية وامتد الأمر لبيانات احتجاج رسمية، البداية كانت مع احتجاج رسمي لدولة الاحتلال " إسرائيل" بسبب مسلسل "النهاية" وما جاء به في جزء من حوار احدى الحلقات عن زوال إسرائيل في الفترة الزمنية المستقبلية التي يتحدث عنها المسلسل وهو بالطبع ما أزعج إسرائيل جدا وأرسلت احتجاجا رسميا، وبالطبع ما جاء بالمسلسل مفاجأة للجميع ولكن العمل مصنف خيال علمي ولا يملك أحد محاسبة الخيال وحرية الإبداع !


في نفس التوقيت كان هناك مسلسلان آخران على النقيض وجهت لهما اتهامات التطبيع الأول هو "أم هارون" والذي يتحدث بجرأة عن تاريخ وسيرة يهود الخليج العربي قبل هجرتهم وكما جاء في حوار واحدة من بطلاته "قبل أن يختفي أثرنا ونتحول الى ذكرى" وهو ما أثار علامات استفهام كثيرة حول توقيت فتح هذا الملف ولكن صناع المسلسل أكدوا على أن رسالته إنسانية ولا يحمل رسالة سياسية ويكشف المسلسل طباع المسلمين وتعاملهم مع غير المسلمين! 


المسلسل الآخر الذي واجه اتهامات التطبيع هو " مخرج 7 " وايضا صناعه قالوا انه يتحدث عن أكثر من وجهة نظر من بينها الرافضة للتطبيع!.


بالطبع الأمور تبدو معقدة، الأعمال تطرقت بشكل أو بأخر للتطبيع وتاريخ اليهود ولكن أرجو ألا يكون صناع تلك الأعمال سقطوا في خطأ يخص الرواية العربية عن تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.


الصحافة العالمية ذهبت بعيدا لما يقصده المسلسلان وان هناك "رسائل ود وتمهيد للتطبيع" ووسائل الإعلام الإسرائيلية ترجمت بعض المشاهد ! الاهتمام كبير بحجم محتوى العملين غير المسبوق.


لذلك كما ذكرت كان يجب اللجوء لأهل الخبرة من السياسيين وتوحيد رواية عربية واحدة عن تاريخ تلك الفترة "الحساسة من تاريخ العالم العربي،أو عند الحديث عن الواقع الحالي من ناحية سياسية.

 
ويجب أن نتذكر دائما أن المثقفين والفنانين العرب كانوا دائما خط دفاع في وجه تصرفات دولة الإحتلال. 


الرأي العام في الشارع العربي ممكن القول إنه يرفض في عمومه تقبل إسرائيل كدولة يمكن التعايش معها ومن الصعب إقناع الشارع بذلك الأمر، حتى وإن كانت هناك محاولات دبلوماسية للتقارب الرسمي يبقى الشارع مشكلة لدولة الاحتلال لن تفيد معها الدبلوماسية "الدافئة".


رسائل : 

_ نيللي كريم وآسر ياسين مفاجأة رمضان بالنسبة لي 
_ الاختيار نجح في الوصول لمشاعر المشاهدين 
_ التهاون في اختيار كاست العمل أضر بعدد من المسلسلات 
_ بعض الأعمال تشعر أن المخرج ترك موقعه وذهب في نوم عميق!
_أفتقد وجود ريهام عبدالغفور و محمد ممدوح وحنان مطاوع 
_ أيتن عامر تغرد منفردة وسط أبطال فرصة تانية!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط