الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا يحرم المتشددون مقولتي الله يخليك .. وتؤبرني؟ عالمة أزهرية تجيب

حكم مقولة الله يخليك
حكم مقولة الله يخليك - تؤبرني

قالت الدكتورة إلهام شاهين، مساعد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لشؤون الواعظات، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن بعض الناس يتناقل فتاوى تحرم مقولتي «الله يخليك .. وتؤبرنى»  دون تثبت أو دون علم ظنًا منهم أنه علم وما هو بعلم ويقولون صدقة العلم نشره ولكن ما هو العلم الذي يجب نشره؟ إنه العلم النافع الموثوق بمصدره.

اقرأ أيضًا:

وأضافت «شاهين» لـ«صدى البلد»، إنه يجب علينا قبل أن ننقل شيئًا نظن أنه علم لابد أن نعلم هل هو علم صحيح يستحق النقل والعلم به أم لا؟، ولذلك عندما وجدت مثل هذه الفتاوى تتردد بين الناس قمت بعمل بحث مصغر عنها ووجدت أنها انتشرت في الآونة الأخيرة، وليس لها أصل وهي فتاوى تحذيرية تحرم على الناس بعض الأدعية من الكلمات الدارجة على ألسنة شعب من الشعوب، وقد تكون بالفعل عربية فصحى.

وأوضحت: «ففى مصر مثلًا دعاء  «الله يخليك» وفى بلاد الشام مثلا كلمة «تؤبرنى»، وادعى أصحاب الفتوى التحريمية التحذيرية من ذوى الفهم السقيم أن «الله يخليك» دعاء على الإنسان أن يتركه الله ويتخلى عنه، وأن قول الشوام  «تؤبرنى»  أى «تقبرني» دعاء على النفس بدخول القبر، وبدأت الفتاوى تحرم هذا بل زاد بعضهم أن الغلاء والشقاء الذى حل بهذه الشعوب بسبب هاتين الكلمتين».

وتابعت: «مثل هؤلاء شهوة التحريم تتملكهم، وتجعلهم يفتشون عن أى شيء ليحرموه على الناس، وهذه الأدعية أو الكلمات والألفاظ من أمثال الشعوب التى تميز شعبًا عن شعب من ألفاظهم الدارجة التي في ظاهرها الدعاء بالشر وحقيقتها الدعاء بالخير أو التنبيه على أهمية الكلام، طيب هل فعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذلك نقول: «إن مثل ذلك قد استخدمه الرسول -صلى الله عليه وسلم- من كلام العرب الدارج وألفاظهم المتعارف عليها بينهم والتى يوحى ظاهرها بخلاف المقصود منها.

وواصلت: فقد قال  الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأم سلمة -رضي الله عنها- «تَرِبَتْ يَمِينُكِ»، وظاهر المعنى التصقت يمينك بالتراب كناية عن شدة الفقر، والمقصود انتبهى وافهمى، وقال للشباب «فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ»، والظاهر تخسر وتفتقر والمقصود أنك تفوز وليس المقصود العكس، وكذلك استعمل النبي -صلى الله عليه وسلم- ألفاظ العرب الدارجة مثل قوله لمعاذ ولأبى ذر -رضي الله عنهما- «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ» والظاهر الدعاء عليه بالموت والمقصود عكس ذلك، الدعاء له بالخير.
 
وأكملت: «وأما عن قول الشعب المصرى «الله يخليك» وإن كان ظاهره أن الله يتركك أو يتخلى عنك، لكن المعنى المقصود أن الله يبقيك فالمقصود الدعاء بطول العمر، ولكن شهوة التحريم لكل شيء تقتل هؤلاء المتشددين والباحثين عن أى أمر ليقحموه فى الدين وفورًا يضعوه فى ميزان الحلال والحرام مع أن هناك موازين أخرى كميزان المباح والمستحب والمكروه، ولذا فيجب أن نتثبت من المعلومة قبل نشرها ونتثبت من علم صاحبها وأنه قائلها بالفعل.