الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد الحرام: الصيام والنصر بينهما ارتباط وثيق

خطبة الجمعة من المسجد
خطبة الجمعة من المسجد الحرام

قال الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الإسلام دين عدالة وأخوة وعطف ومساواة، ودين صلاح وإصلاح، أباح لنا المكاسب الطيبة وحث عليها, وحرم المكاسب الخبيثة وحذر منها.


وأوضح «الجهني» في خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه دين جمع الفضائل والمحاسن، وفيه مجامع الخير ومصادر العدالة والمساواة، دين بني على أسس وقواعد مترابطة وأركان قوية متماسكة، وإن من تلكم الأركان فريضة الزكاة الركن الثالث من أركانه العظام، دل على وجوبها الكتاب العزيز والسُنة النبوية الشريفة والإجماع لعلماء الأمة .


 واستشهد بما قال تعالى : « وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ » الآية 43 من سورة البقرة، منوهًا بأن الزكاة قرنت بالصلاة التي هي عمود الدين، فالصلاة والزكاة ركنان عظيمان ومتلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر، حيث قال خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة» متفق عليه.


وأضاف أنَّ آيات القرآن الكريم التي ذكرت صفات المؤمنين الأبرار والصادقين الأخيار الموعودين بالجنان امتدحتهم بالإنفاق في سبيل الله , ومنه أداء الزكاة الذي هو من أبرز صفاتهم وأخص أخلاقهم , ووعد سبحانه وتعالى أهلها الذين يؤدونها عن طيب نفس وبنية خالصة لله سبحانه وتعالى، لا رياء ولاسمعة، ودون منٍ ولا أذى، ولا استكبار ولا استعلاء، وعدهم بالطهر والنماء والزكاة والمغفرة.

ودلل بما قال تعالى : « خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» الآية 103 من سورة التوبة، مشيرًا إلى أنه يجب على المسلم أداؤها لمستحقيها وهم المذكورون في قوله تعالى : «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» الآية 60 من سورة التوبة .


ونبه إلى أن الله سبحانه وتعالى امتن على رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين بالنصر والتمكين في هذا الشهر الكريم، ففي رمضان من السنة الثانية من الهجرة النبوية كانت وقعة بدر الكبرى التي نصر الله  فيها جنده المؤمنين ، وفي رمضان من السنة الخامسة للهجرة النبوية كان إستعداد المسلمين لغزوة الخندق، وفي رمضان من السنة الثامنة للهجرة كان الفتح الأعظم فتح مكة حين عفا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفح عن صناديد قريش، ودخل الناس في دين الله أفواجا، وجل فتوحات الإسلام كانت في شهر رمضان.
 
وتابع:  نجد أن هناك ارتباطا وثيقا بين الصيام والنصر، وفي خضم ما تعيشه بلادنا والعالم من أحداث هذه الجائحة التي غيرت كثيرا من واقع الناس ما أحوجنا إلى التفاؤل وحسن الظن بالله – عزوجل – أن يبدل الله داءه بدوائه, ونسأله عفوه وعافيته.