الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تشفع لك وتنجيك من أهوال يوم القيامة.. الأزهر يوصي بالحرص على عبادتين في رمضان

تشفع لك وتنجيك من
تشفع لك وتنجيك من أهوال يوم القيامة.. الأزهر: أمران في رمضان

 قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه فيما رواه أحمد(6626)، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، قَالَ: « فَيُشَفَّعَانِ ».

وأوضح «مركز الأزهر» في شرحه للحديث الشريف ، أن الصيام والقرآن خير شافعان، فالمعنى الإجمالي للحديث، أنه احتفى شهر رمضان المبارك بفضائل عديدة ومناقب كثيرة، من أجلها فضيلتان شهيرتان، هما فضيلة الصِّيام، وفضيلة القرآن، ففي شهر رمضان أنزل القرآن كاملًا من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا مرة واحدة، وذلك في ليلة القدر كما قال ربنا: « إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ» ثم نزل مفرّقًا على النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاث وعشرين سنة. 

وتابع: أما الصيام فقد جاء فرضه على النبي صلى الله عليه وسلم في السنة الثانية من الهجرة، كما قال ربنا: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ». 


وأضاف أن بهاتين الفضيلتين تكتمل للأمة نوابع الرحمة وأمارات الفلاح، فالصيام يقي المسلم من صنائع السوء، ويحفظه من مزلات الشيطان، ويحميه من المعاصي والذنوب التي هي أهم أسباب النار، والقرآن ينير دربه، ويطمئن قلبه، ويرشده إلى مواطن الفلاح وهدايات النجاح، ويسلك به إلى طريق الجنة. 


وأشار إلى أنه من هنا كان للصائم الصادق الذي امتنع عن الطعام والشراب والشهوات راغبًا في طاعة الله تعالى محتسبًا الأجر والمثوبة عنده سبحانه، كان للصائم هذا منحة زائدة عن ثواب صيامه، وهي أن يشفع له صيامه بين يدي الله تعالى من هول الموقف وعذاب الآخرة يوم القيامة، وكذلك القرآن الذي قام به في صلاته، ورفع به صوته في سره وعلانيته، وحرمه لذة النوم في الهواجر أو البرد، كان له فوق ثواب قراءته: أن يشفع له القرآن في الموقف العظيم.

وواستطرد: ولعل شفاعة رمضان في محو السيئات وشفاعة القرآن في علو الدرجات، وبغض النظر عن حقيقة الشفاعة المقصودة هنا على حقيقتها أو أنها مجازية أو أن ملكا يوكل بذلك عنهما، فإن النتيجة حاصلة في قبول الشفاعة! حيث جاءت البشارة بالقبول في قوله صلى الله عليه وسلم: «فيشفعان». 

 ولفت إلى أنه مما يستفاد من الحديث، أولًا اختصاص شهر رمضان الكريم بالصيام والقرآن، وثانيًا الصيام والقرآن متلازمان، لا ينفصل أحدهما عن الآخر، وثالثًا منزلة فريضة الصيام في الشفاعة لصاحبها، ورابعًا منزلة قراءة القرآن في الشفاعة لصاحبها، وخامسًا الصيام والقرآن ينجيان من هول يوم القيامة.