الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبد الله بن عباس.. حبر الأمة وهذه أبرز 10 معلومات عنه

عبد الله بن عباس..
عبد الله بن عباس.. حبر الأمة وهذه أبرز 10 معلومات عنه

عبد الله بن عباس صاحبي جليل يبحث عنه الكثيرون على مواقع الإنترنت، فقد خدم هذا الدين بالعديد من الأمور، وتميز بالعديد من الصفات الفريدة؛ لذا نبرز لكم في هذا التقرير جانبًا من سيرته العطرة، حسب ما أورته دار الإفتاء المصرية عبر بوابتها الإلكترونية الرسمية. 

من هو عبد الله بن عباس:
سيدنا عبد الله بن عباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه-، ابنُ عَم رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، وهو ابن خالة خالد بن الوليد -رضي الله عنه-، كان جميلًا أبيض طويلًا، مشربًّا صُفرة، جسيمًا وسيمًا صبيحَ الوجه فصيحًا، وكان كثيرَ البُكاءِ.

أولاد عبد الله بن عباس:
له من الأولادِ العباسُ والفضلُ ومحمدٌ وعبيدُ الله وعليٌّ ولُبابةُ وأسماء رضي الله عنهم.

لقب عبد الله بن عباس:
كان يُسَمَّى "البحر"؛ لسعة علمه، كما كان يُسَمَّى "حبرَ الأُمَّةِ".


معلومات عن ابن عباس:
وُلِدَ أثناء حصار النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وأهل بيته في شِعب أبي طالبٍ بمكة، أي قبل الهجرة بحوالي ثلاث سنوات، أو نحو ذلك.

ولابن عباسٍ -رضي الله عنه- مناقبُ كثيرة شرَّفه الله ورسوله بها؛ منها ما رواه ابن عباس -رضي الله عنه بنفسه- قال: "ضَمَّنِي رسولُ الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وقال: «اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الكِتَابَ»، رواه البخاري، وفي روايةِ الحاكم في "المستدرك" أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم -كان في بيت ميمونةَ -رضي الله عنها- فوضعت له وَضوءًا، فقالت له ميمونة: وَضَعَ لَكَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَبَّاسِ وَضُوءًا، فقال: «اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ».

وعن عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة -رضي الله عنه-: أنَّ عمرَ -رضي الله عنه- كان إذا جاءته الأقضية المعضلة قال لابن عباس -رضي الله عنه-: "إنها قد طَرَتْ علينا أقضيةٌ وعُضَلٌ، فأنت لها ولأمثالها"، ثم يأخذ بقوله، وما كان يدعو لذلك أحدًا سواه، قال عبيد الله -رضي الله عنه:- "وعُمَرُ عُمَرُ"، يعني أن سيدنا عمر بن الخطاب واسعَ العِلم.

وقال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة -رضي الله عنه-: كان ابن عباس -رضي الله عنه- قد فات الناس بخصالٍ -أي تقدَّم عليهم-: بعلم ما سبقه، وفقه فيما احتيج إليه من رأيه، وحلم، ونسب، وتأويل، وما رأيتُ أحدًا كان أعلمَ ممَّا سبقه من حديث رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- منه، ولا بقضاء أبي بكر وعمر وعثمان- رضي الله عنهم -منه، ولا أفقه في رأي منه، ولا أعلم بشعر ولا عربية ولا بتفسير القرآن، ولا بحساب ولا بفريضة منه، ولا أثقب رأيًا فيما احتيج إليه منه، ولقد كان يجلس يومًا ولا يذكر فيه إلا الفقه، ويومًا التأويل، ويومًا المغازي، ويومًا الشعر، ويومًا أيام العرب، ولا رأيت عالمًا قطُّ جلس إليه إلا خضع له، وما رأيت سائلا قطُّ سألَه إلا وجدَ عنده علمًا.

وعن مسروق -رضي الله عنه -قال: "كنت إذا رأيت ابن عباس -رضي الله عنه- قلت: أجمل الناس، فإذا نطق قلت: أفصح الناس، فإذا تحدث قلت: أعلم الناس".

بحث عن عبد الله بن عباس:
استعمله علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أميرًا على البصرة، ثم فارقها قبل أن يُقتل عليٌّ بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وعاد إلى الحجاز، وشهد مع عليٍّ رضي الله عنه وقعة "صفين"، وكان أحد الأمراء فيها.

وقد كان لابن عباس -رضي الله عنه- دورٌ كبيرٌ في حفظ الشرع وتبليغ سنة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم -وتعليم المسلمين، وقد روى العديد من الأحاديث، بالرَّغم من حداثَة سِنِّه؛ حيث صحب النبيَّ -صلى الله عليه وآله وسلم -حوالي ثلاثين شهرًا، كان له لما تُوفِّي النبيُّ -صلى الله عليه وآله وسلم- ثلاث عشرة سنة، وقيل: خمس عشرة سنة، وقد عَدَّ العلماء أحاديثه التي رواها عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فبلغت حوالي أكثر من 1600 حديث، فكان من المكثرين من الصحابة في رواية الحديث، وكان أكثرهم إفتاء، وقد أشار إليه الإمام السيوطي في منظومته ولقَّبه بالبحر؛ فقال: والمُكثرون في رواية الأثر أبو هريرة يليه ابنُ عمر وأنسٌ والبحرُ كالخُدْرِيِّ وجابرٍ وزوجةِ النبي والبحرُ أوْفَاهم فتاوى وعُمَر ونجلُه وزوجةُ الهادي الأبر.


أحاديث عبد الله بن عباس:
ومن الأحاديث المشهورة التي رواها، قول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- له: «يَا غُلَامُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ»، رواه الترمذي.

ومن مآثره ما رُوِيَ عن حبيب بن أبي ثابت -رضي الله عنه-، أن أبا أيوب الأنصاري أتى معاوية، فشكا دَينًا، فلمْ يَرَ منه ما يحب، فَقَدِمَ البصرة، فنزل على ابن عباس رضي الله عنه، ففرَّغَ له بيتَه، وقال: "لأصْنَعَنَّ بك كما صَنَعْتُ برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم"، ثم قال: "كَمْ عليك من الدَّين؟" قال: "عشرون ألفًا"، فأعطاه أربعين ألفًا وعشرين مملوكًا، وقال: "لك ما في البيت" رواه الحاكم في "المستدرك".

وفاة عبد الله بن عباس:
توفي -رضي الله عنه- سنة ثمان وستين بالطائف، وهو ابن سبعين سنة، وقيل: إحدى وسبعين سنة، وكان قد عَمِيَ في آخِرِ عُمُرِهِ؛ فقال في ذلك: " إنْ يأخذ الله من عَيْنَيَّ نورهما ففي لساني وقلبي منهما نور قلبي ذكي وعقلي غير ذي دخل وفي فمي صارمٌ كالسيف مأثور".