الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليس المرض العضوي فقط.. الأمم المتحدة تحذر من مشاكل عقلية ونفسية يسببها كورونا

كورونا والمشاكل النفسية
كورونا والمشاكل النفسية

تحول العالم الذي كان حتى وقت قريب قرية صغيرة موحدة يتطلع سكانه للتواصل الدائم مع الآخرين، إلى جزر معزولة مقطوعة الاتصال الحركي فيما بينها بعد تفشي فيروس كورونا المستجد وحصد مئات الآلاف من الأرواح، ليخلق بعد سنين من الاتصال والتفاعل، أياما من العزلة والخوف والقلق، والتي حذرت منها الأمم المتحدة. 


وقال خبراء الصحة التابعون للأمم المتحدة، اليوم الخميس، إن أزمة الاضطرابات النفسية والأمراض العقلية باتت تلوح في الأفق، نظرًا لأن ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم أصبح محاط بهم المرض والموت، ما جعلهم يضطرون إلى العزلة والإحساس بالقلق والخوف خشية الإصابة بفيروس كورونا.


اقرأ أيضا:


ووفقًا لوكالة "رويترز"، أكدت مديرة قسم الصحة النفسية بمنظمة الصحة العالمية ديفورا كيستيل، أن العزلة والخوف والشك والاضطراب الاقتصادي، كلها أمور تتسبب في الاضطرابات النفسية.


وخلال تقديمها تقرير للأمم المتحدة عن فيروس كورونا والصحة العقلية، قالت كيستيل إنه من المرجح حدوث زيادة في عدد الأمراض العقلية، ويجب على الحكومات أن تضع تلك المسألة في المرتبة الأولى لاستجاباتهم.


وأضافت أن "الصحة النفسية والشعور بالرفاهية لمجتمعات بأكملها تأثرت بشدة بسبب فيروس كورونا وهي أولوية يجب معالجتها على وجه السرعة".


وسلط التقرير الضوء على العديد من الأشخاص المعرضين للاضطراب العقلي، وكان منهم الأطفال والشباب المعزولون عن أصدقائهم والتلاميذ الذين توقفوا عن دراستهم، والعاملون في مجال الرعاية الصحية الذين يرون الآلاف من المرضى المصابين بـ"كوفيد-19" ويشعرون بآلامهم فضلا عن مشاهدتهم وهم يموتون كل يوم.


وأظهرت الدراسات الحديثة بالفعل تأثير فيروس كورونا على الصحة العقلية على مستوى العالم، فيقول علماء النفس إن الأطفال أصبحوا يشعرون بالقلق وتم تسجيل زيادة في حالات الاكتئاب والقلق في العديد من البلدان. 


كما أصبح هناك زيادة في العنف المنزلي، ما جعل الأطباء يناشدون بضرورة الحاجة المتزايدة للدعم النفسي.


ونقلت رويترز الأسبوع الماضي من مقابلات مع الأطباء والممرضات في الولايات المتحدة، قولهم إنهم وزملاءهم عانوا من الذعر والقلق والحزن والأرق والكوابيس بسبب ما يشاهدونه كل يوم من مرضى ووفيات بسبب كورونا. 


خارج قطاع الصحة، قال تقرير منظمة الصحة العالمية إن العديد من الناس يشعرون بالضيق والقلق من عواقب العزلة الجسدية، في حين أن آخرين يخشون العدوى والموت وفقدان أفراد الأسرة. 


وأضاف أن الملايين يواجهون اضطرابات اقتصادية، بعد أن فقدوا وظائفهم أو معرضون لخطر فقدان دخلهم وسبل عيشهم، فضلا عن كثرة المعلومات الخاطئة والشائعات حول الوباء وعدم معرفة المدة التي سيعيش فيها الناس مع الوباء وقلقهم بشأن المستشقبل.


وحدد التقرير، بعض السياسات والنقاط التي من الممكن أن تهدف للحد من المعاناة والاضطراب الذي يعيشه مئات الملايين من الناس وتخفيف التكاليف الاجتماعية والاقتصادية طويلة الأجل.


وشمل ذلك معالجة نقص الاستثمار في الخدمات النفسية، وتوفير "الصحة النفسية الطارئة" عن طريق الاستشارة عن بعد والعمل بشكل استباقي مع الأشخاص المعروفين أنهم يعانون من الاكتئاب والقلق، ومع أولئك المعرضين لخطر الإصابة بالعنف والفقر.


كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، الدول إلى تعزيز تدابير الحماية النفسية للمواطنين على خلفية انتشار فيروس كورونا.


ورأى جوتيريش، في كلمة خاصة بالفيديو، أن وباء كوفيد-19، لا يستهدف فقط الصحة البدنية للبشر، بل ويؤثر سلبا على أحوالهم النفسية.