الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مشاهدات رمضانية


الفتوة .. الصورة تتكلم !
من المسلسلات التي جذبتني لمتابعتها منذ البداية فهو يتحدث عن عالم الحرافيش والفتوات والتي قرأنا عنها في أدب نجيب محفوظ ولاتزال عالقة في ذاكرتنا، وتبدو الفكرة قريبة من تلك القصص كثيرا الفتوة "الظالم" مقابل فتوة "المظاليم" الذي يأتي من بينهم لينصفهم في أخذ حقوقهم.

القصة وشخصياتها مكتوبة بشكل جيد رغم أنها "تقليدية" وتكاد تكون مكررة ويحسب للمؤلف هاني سرحان أنه أتاح لشخصيات كثيرة مساحات كبيرة فبدى العمل غنيا بالتنافس بين أكثر من شخصية، وهنا يجب الإشادة بالكاست فريق الممثلين معظمهم أدى بشكل جيد جدا ولفتوا الأنظار، ياسر جلال "خطوة مهمة بالنسبة له في البطولة الدرامية" وأحمد خليل ورياض الخولي "وجودهما أضافا الكثير للمسلسل، ولا غنى عن الكبار" ومي عمر "تفكير جيد منها تقديمها هذا الدور وربحت خطوة جماهيرية جديدة لها" وأحمد صلاح حسني"يستفاد بشكل ممتاز من كل خطوة فنية يقدمها" رغم انه بالغ في الصوت العالي معظم المشاهد ونجلاء بدر "قدمت شخصية الغزية بانوثة بعيدا عن الابتذال ومها نصار ومحمود حافظ وأحمد خالد صالح ، وهنادي الجميع نجحوا في تقديم شخصياتهم. 

الصورة والديكور من أكثر عناصر العمل تميزا وأحسن استغلالهم المخرج حسين المنباوي فصنع مشاهد تبدو مثل اللوحات الفنية لتلك الفترة التي نشاهدها وأيضا صنع مشاهد إنسانية مؤثرة مثل مشهد المولد وفلاش باك تذكر حسن الجبالي مقتل والده ومواجهة عينه مع عين "الفتوة" صابر القاتل الحقيقي لوالده.

ولكن يعيب على السيناريو البطء الشديد بعد بدايته القوية التي وصلت لحد الملل وقلة الأحداث وهي آفة معظم المسلسلات وليس الفتوة فقط.

أيضا مشهد محاولة "قتل" حسن الجبالي غير منطقي كان يجب البحث عن حبكة أخرى أكثر منطقية للتخلص منه هل يعقل يقتل ويتم تركه هكذا وسط كل هؤلاء الرجال! وعائلته يرتدون الحداد وبعد ذلك يفكرون في البحث عن جثته! ولكنها سمة كثير من الأعمال لا توجد حلول درامية مقنعة لكثير من المواقف ولكن يظل "الفتوة" من بين أفضل أعمال رمضان وتلك الفترة التاريخية غنية فنيا وتحتمل أعمالا أخرى بعيدا عن أجواء الفتوة فقط.

البرنس..والبحث عن أسطورة جديدة !
منذ البداية وضح أن صناع مسلسل "البرنس" يبحثون عن تيمة يكررون من خلالها نجاح مسلسلهم السابق الاسطورة، فذهبوا لنفس المكان الحارة الشعبية بكل تفاصيلها والتي تقترب من أجواء الأسطورة! وهنا مشكلة النجاح الكبير الذي يتحقق ويداعب أحلام صاحبه طوال الوقت ويريد أن يكرره فيظل يدور في نفس الدائرة! جاءت أحداث مسلسل البرنس مثل الدراما الهندية تعتمد على شحن المشاعر بتفاصيل خيالية وغير منطقية، ويا حبذا لو سالت دموع المشاهدين.

يعيب المسلسل ليس فقط الترويج للعنف الزائد ولكن علاقات مقززة محرمة وشاب صغير يتاجر في المخدرات ، الشخصيات "سلبية" بشكل غير طبيعي بداية من الأب "الجاحد" الذي يحرم أبناءه من الميراث وصولا للأشقاء الذين يفعلون كل المحرمات والزوجة الخائنة ياليتها كانت تخون الزوج مع أحد العاملين لديها! لكن لنزيد المستنقع تخون زوجها مع شقيقه! قال لي أحد الأصدقاء تحرجت من مشاهدة المسلسل مع أبنائي!
يذكرني بموجة سينمائية سابقة عن تلك العوالم، مشهد وجود جثة "كتكت" بجوار فتحي كيف وصلت إلى هناك ووضعها في السرير بهذه السهولة! لا يهم وقبلها مشهد الشجار مع اخوته في الشارع! أيضا لا يهم فالشاب البسيط تحول إلى بطل خارق، مشاهد درامية برعاية "بوليوود" وأيضا موقف السائق وإصراره على الاحتفاظ بالطفلة رغم انه علم من والدها ولديه أطفال !واللافت ان صناع العمل يقولون غلق المقاهي أثر على مشاهدة المسلسل في الشارع! ولكن صعب جدا تكرار نفس الفكرة لا يمكن أن تحقق نفس النجاح وبالتأكيد كان الأسطورة أفضل فنيا وفكرة جديدة وقتها للجمهور.

من حسنات المسلسل فريق التمثيل تفوقوا بشدة وينافسون على لقب الأفضل خاصة أحمد زاهر مفاجأة العمل ومعه روجينا ونور بحضورها ونجوميتها ومحمد علاء واحمد داش وسلوى عثمان، سيناريو محمد سامي منح الفرصة لأكثر من بطل، بالطبع يحسب لمحمد رمضان انه وافق على ان يكون المسلسل أقرب للبطولة الجماعية، ايضا الموسيقى كانت متميزة مع رباعيات أحمد سعد خلقت أجواء درامية جذابة.

يقول أستاذ أسامة أنور عكاشة "أفضل من كتب السيناريو والحوار التليفزيوني" النص الدرامي التليفزيوني يجب أن يكون راقِ ، يحمل فكرة وصورة ممكن تفسر الدراما المكتوبة، ويقترب من قصيدة الشعر. يجب أن يكون مصنف أدبي، خاصة لغة الحوار والتي يجب أن تبتعد عن الإسفاف.
لن أزيد عما قاله الأستاذ الراحل، ولكن سؤال ما هو العمل الذي ظهر هذا العام وممكن أن يكون مصنف أدبي ؟!

رسائل : 
- المنتجين : يجب أن يكون هناك مرونة والإقرار بضرورة إنتاج مسلسلات 15 حلقة، معظم الموضوعات لا تحتمل 30 او حتى 20 حلقة.
- تترات : أفضل تترات هذا العام سلطانة المعز، نحب تاني ليه، 100 وش.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط