الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سورة القدر.. 3 إشارات تدل على أنها ليلة 27 رمضان

سورة القدر..3 إشارات
سورة القدر..3 إشارات تدل على أنها ليلة 27 رمضان

سورة القدر.. فيها أكثر من إشارة عدد تشير إلى أن ليلة القدر، هي ليلة السابع والعشرون من  شهر رمضان المبارك، قال تعالى إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ.

أجرى عدد من  الباحثين دراسة تشير لمعرفة سبب اعتبار ليلة السابع والعشرين هى ليلة القدر، و اعتمدوا فيها على الإشارات العددية الموجودة فى سورة القدر، أولها: أن السورة تتكون من 30 كلمة أى بعدد أيام شهر رمضان، ونجد أن كلمة "هى" فى قوله تعالى "سلام هى حتى مطلع الفجر" ترتيبها فى كلمات السورة 27 ، الإشارة الثانية وهي تتكون عبارة "ليلة القدر" من 9 حروف، وحيث إنها تكررت فى السورة 3 مرات، فإن إجمالى حروفها = 9 × 3 = 27 ، أما الإشارة الثالثة في السورة: ذكرت كلمة "القدر" 3 مرات ، الأولى كان ترتيبها بين الكلمات هو 5، والثانية 10، والثالثة 12، فيكون مجموع ترتيب كلمة القدر هو 5 + 10 + 12 = 27.

وسورة القدر فيها 3 إشارات حصلنا فيها على نتيجة مشتركة وهى أن ليلة القدر ربما تكون هى الليلة السابعة والعشرين من شهر رمضان كما أن هذا التحليل الحسابى لسورة القدر يرفضه باحثون آخرون ويعتمدون على أنه لماذا علينا أن نجمع الحروف فى مكان ما وفى مكان آخر نطرحهم أو نضربهم؟ ولماذا تم إهمال الأحرف المشددة واعتبارها حرف واحد فقط لكن يقع في الهدف من ليلة القدر هو التعبد والتقرب من الله، أيّا ما كان اليوم وتريا أم زوجيا، السابع والعشرين أو أى يوم آخر.

ومن قول الله تعالى.. {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)} ـ " إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ": الضمير إمَّا أن يعود إلى القرآن الكريم كاملا، فيكون المعنى: أنزلنا القرآن كاملا من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا، وإمَّا أن يعود إلى أول ما نزل من القرآن الكريم، وهو أول سورة العلق، فيكون المعنى: إنا قد ابتدأنا نزول أول ما نزل من القرآن في تلك الليلة المباركة، لأن القرآن لم ينزل على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جملة واحدة، وإنما نزل مفصَّلا على مدار ثلاث وعشرين سنة.

"فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ": أي في ليلة عظيمة القدر والشرف، ولذلك سميت تلك الليلة بليلة القدر، لعظم قدرها وشرفها، فهى الليلة التى نزل فيها قرآن ذو قدر، بواسطة جبريل ـ عليه السلام ـ وهو ملك ذو قدر ، على النبي ـ صلى الله عليه وسلم  وهو رسول ذو قدر وشرف، لأجل إكرام الأمة المحمدية، هذه الأمة يزداد قدرها وثوابها عند الله – تعالى  إذا ما أحيوا تلك الليلة بالعبادات والطاعات،  "وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ": أسلوب يفيد تفخيم وتعظيم تلك الليلة المباركة، حيث يُضاعف فيها الأجر والثواب على الطاعات والعبادات،  "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ" أي العمل الصالح في تلك الليلة المباركة خير وأفضل من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة قدرن وذلك لنزول القرآن، ومضاعفة الأجر والثواب على الطاعات في تلك الليلة. ومن رحمة الله بالأمة المحمدية أن خصَّ بعض الأزمنة والأمكنة بفضائل متميزة، لقِصر أعمارهم، فيُدركوا بالعمل في تلك الليلة الأعمار الطويلة للأمم السابقة، حيث إن العمل القليل قد يفضل العمل الكثير، باعتبار الزمان والمكان.

ـ "تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ": أي تتنزل جماعات كثيرة من الملائكة، وفي مقدمتهم أشرفهم جبريل ـ عليه السلام ـ، إلى الأرض في تلك الليلة المباركة، لنشر الخيرات والبركات والرحمات على عباده المؤمنين المطيعين، الحريصين على إقامة تلك الليلة بالعبادة والذكر وقراءة القرآن، "مِنْ كُلِّ أَمْرٍ": أي كذلك نزلوا بكل أمر قضاه الله في العام القابل، فأظهره لهم، ولا يمكن للملائكة أن يفعلوا ذلك إلا بأمر ربهم، فهم لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، وهذه مزيَّة من مزايا ليلة القدر، "وَالرُّوحُ": جبريل  عليه السلام ، خصوص بعد عموم، حيث دخل ضمن الملائكة، وذلك لشرفه وعظم مكانته، واختصاصه بأشياء دون غيره.

"سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ": ومن مزايا تلك الليلة المباركة أنها يحيطها الأمن والسلام والأمان من كل أذى وشر ومكروه، بدءا من غروب الشمس إلى بداية طلوع الفجر، حيث يبتعد الشيطان عن إصابة عباده المؤمنين بأذى من وسوسة وإغواء وتزيين للمعاصي، ويشعر المؤمن بالسلام النفسي، والسعادة الحقيقية، والطمأنينة والسكينة، لامتلاء الأرض بالملائكة، الذين ينشرون الرحمة والسكينة.

"سَلَامٌ هِيَ"، قدَّم الخبر، لسرعة إخبار المؤمنين بمزيَّة من مزايا تلك الليلة، وإدخال السرور عليهم، وتبشيرهم بما يجدونه فيها من شعور حسن، وصفاء قلب، وراحة نفسية. تلك هي فضائل ومزايا ليلة القدر كما ذكرتها السورة الكريمة.

أقرأ أيضًا
 قراءة القرآن في ليلة القدر يستحَب للمسلم تلاوة آيات القرآن الكريم وترتيلها في شهر رمضان، ولا يُشترَط خَتمه كاملًا في تلك الليلة، إلّا أنّه ينال أجرًا عظيمًا، وفضلًا كبيرًا إن خَتمه؛ فالقيام لا يقتصر على الصلاة، بل يكون بأداء مختلف أنواع العبادات، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).

علامات ليلة القَدر الصحيحة ذكر العُلماء العديد من العلامات التي تكون في ليلة القدر، ومن هذه العلامات ما يأتي: تكون السماء فيها صافية ساكنة، ويكون الجوّ فيها معتدلًا؛ غير بارد ولا حارّ، وتخرج الشمس في صباحها من غير شُعاع تُشبه القمر في ليلة البدر؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أنَّهَا تَطْلُعُ يَومَئذٍ، لا شُعَاعَ لَهَا  والشُّعاع هو: الضوء الذي يُرى عند بداية خروجها، ويكون كالحبال، أو القضبان التي تُقبل إلى الشخص الذي ينظر إليها  تمتاز بالسكينة والطمأنينة، وراحة القلب، ونشاطه لأداء الطاعة، وتلذُّذه بالعبادة أكثر من الليالي الأخرى؛ وذلك بسبب تنزُّل الملائكة بالسكينة على العباد، قال -تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ*سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) وهي ليلة لا يُرمى فيها بنجم؛ لحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (ليلةُ القدرِ ليلةٌ بَلْجَةٌ ، لَا حارَّةٌ ولَا بَارِدَةٌ ، ولَا سَحابَ فِيها ، ولَا مَطَرٌ ، ولَا ريحٌ ، ولَا يُرْمَى فيها بِنَجْمٍ).

وتكون في ليلة من ليالي الوتر في رمضان، في العشر الأواخر منه؛ لحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (وَقَدْ رَأَيْتُ هذِه اللَّيْلَةَ فَأُنْسِيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، في كُلِّ وِتْرٍ)  ويشعر بها المؤمنون بشعور داخليّ، وذلك بما يُنعم الله عليهم من نشاط في هذه الليلة، علما أن أفضل ما يدعو به المسلم في هذه الليلة إن شعر بها هو قول: "اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي"؛ لِما رُوي عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنّها سألت النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فقالت: (يا رسولَ اللهِ، أرأَيْتَ إنْ علِمْتُ أيَّ ليلةٍ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي).


وتعتبر ليلة القدر، إحدى أهم الليالي في العام لدى المسلمين في كل أماكن تواجدهم، ففيها نزل القرآن الكريم على سيدنا محمد، كما جاء في سورة القدر، وفيها تنزل الملائكة بالرحمة حتى مطلع الفجر، وكذلك هي ليلة خير من ألف شهر.


فضل ليلة القدر ليلة القدر ليلة مباركة وعظيمة، ومليئة بالثواب والأجر الكبير في ميزان الحسنات، كما أنزل الله سبحانه تعالى القرآن فيها، قال تعالى إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، ويكتب الله فيها للناس أرزاقهم وآجالهم خلال العام، ويكثر فيها النجاة من العذاب وتحبس الشياطين وتنزل فيها الملائكة والرحمة الى الأرض قال تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ}.

كما يكثر فيها أعمال الخير والبر والطاعة، وفيها أيضًا الغفران من الذنوب والخطايا، والأجر الكبير عند الله، وتكون هذه الليلة خالية من الشر والأذى، ويسود فيها الأمن والسلامة، ويكون العمل الصالح ذا قدر كبير وعظيم عند الله و خيرًا من العمل في ألف شهر أخر. علامات ليلة القدر إن لهذه الليلة العظيمة علامات كثيرة فمنها قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة كما أن هذه العلامة لا يشعر بها إلا من كان في البر بعيدًا عن الأنوار، وكما يشعر المسلم في تلك الليلة بالطمأنينة في القلب، وانشراح الصدر، فقد يجد المؤمن بانشراح في صدره وطمأنينة أكثر مما يجدها في الليالي الأخرى. والرياح تكون هادئة وساكنة ولا يأتي عواصف في تلك الليلة المباركة، والشمس تشرق من صبيحتها بدون شعاع، حيث دلل على ذلك أبو كعب في حديثه أنه قال: أخبرنا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: "أنّها تطلع يومئذٍ لا شعاع لها"، كما يقل فيها نبح الكلاب، ويجد الإنسان لذة ونشاطًا أكثر من غيرها من الليالي للقيام والصلاة.