الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«الاختيار» يحفظ ماء وجه الدراما



أذكر أنني قلت للمخرج بيتر ميمي منذ عدة أشهر عندما تم الإعلان عن مشروع مسلسل الاختيار، أتخيل ان الجمهور سيبكي في حلقة استشهاد المنسي، لو حدث ذلك سيكون المسلسل وصل لمشاعر الجمهور، كان لديه حماس كبير لهذا العمل وبالفعل نجح في الخروج بالمسلسل إلى بر الأمان ونجح في جذب الجمهور منذ البداية القوية للحلقات ولكن ما حدث أمس في الحلقة 28 يمكن اعتباره عملا فنيا مستقلا بسبب الأثر النفسي الكبير الذي تركته الحلقة على المشاهدين، ما حدث فاق توقعاتي ظللت بعد عرض الحلقة أتابع ردود الأفعال لعدة ساعات، مشاعر مختلطة بين الحزن والفخر عبر بها الجمهور الكبير الذي شاهد الحلقة على مواقع التواصل الاجتماعي، لا حديث طوال ليلة أمس سوى عن ملحمة البرث وبطولة المنسي ورجاله لدرجة ان الحلقة وصلت التريند العالمي على تويتر وهو ما لم يحدث لأي عمل درامي. 
التمهيد فنيا ومعنويا من جانب صناع العمل زاد كثيرا من حماس الجمهور لمتابعة الحلقة وبالفعل كان الجمهور ينتظر مشاهدة ما حدث في تلك المعركة، هذا هو تأثير الدراما القوي لو تم انجاز العمل بشكل جيد ، بالتأكيد الجمهور المصري والعربي الذي تابع الحلقة والتي أطلق عليها "ملحمة البرث" صدق أداء الممثلين والذي كان أكثر من رائع وجميعهم يستحقون الإشادة لأدائهم الصادق وعلى رأسهم أمير كرارة، الأداء الصادق هو بطل الحلقة بجدارة مشاهد كثيرة مؤثرة لا تستطيع أن تحبس دموعك، مشهد الجندي البطل "علي" والذي سمعنا اسمه ضمن اغنية وقت الاستشهاد ظل يدافع وهو يلفظ أنفاسه حتى لا ينجح الإرهابيون من الوصول لمكان جثث ومصابين المعركة وتلقى وابل من الرصاص نحو 30 رصاصة وظل يواجه بشجاعة حتى لا ياخدوا مصاب او جثة ويصورها هؤلاء كما هي عادتهم الخسيسة! ومن أفضل مشاهد الحلقة إخراجيا إستشهاد القائد أحمد منسي، والذي كان الهدف الأول من العملية الخلاص منه بعد أن أرهق الإرهابيون وكبدهم خسائر كثيرة طوال فترة وجوده في سيناء.
بالتأكيد هي حلقة درامية مهمة واستثنائية في الدراما المصرية والعربية، تعيد التأكيد على أهمية "القوة الناعمة" واستخدامها في توجيه الرأي العام، لذلك لا أتعجب من إنتاج هوليوود أفلام حربية كل عام تمجد من خلالها بطولات الجنود والجيش الأمريكي بهدف الوصول لأكبر عدد من الجمهور، بدون خطب ولا ندوات ولا مؤتمرات، ولذلك كتبت سابقا ضرورة إعادة إنتاج الأفلام الحربية عن بطولات سابقة وحالية، وأتمنى إعادة إنتاج قصة المنسي سينمائيا. 
في نفس التوقيت كان ينتظر بعض المرتزقة عرض الحلقة لمحاولة التقليل من أثرها، لكنهم اختفوا سريعا امام "زلزال السوشيال ميديا" الذي أحدثته، رغم محاولتهم نشر مقالات ومعلومات مغلوطة منذ بدء عرض المسلسل، ولكن لم تفلح محاولاتهم، وفشلوا في الإساءة للعمل وتلميع صورة الإرهابيين.
الاختيار على المستوى الفني كان جيد جدا في عمومه وهو عمل صعب في ظروف صعبه أيضا، وفي تلك الأعمال تكون هناك "حدود" للكاتب والمخرج للعمل بها، فأنت تتحدث عن واقع والحديث عنه يكون "بميزان" لاعتبارات أمنية، ولذلك نجح المؤلف باهر دويدار والمخرج بيتر ميمي في إظهار بطولات الجيش الحالية والتي تتم لأول مرة في عمل فني. 
وممكن القول أن مسلسل الاختيار حفظ ماء وجه الدراما المصرية هذا الموسم، جماهيريا وفنيا، في ظل موسم أغلب أعماله متوسطة وأقل من متوسطة. 
رحم الله شهداء الوطن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط