الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جونسون والسوري



من المؤكد ان الانسان فى الغرب هو محور الاهتمام وبؤرة الحدث ، وهذا الكلام ليس مجرد سر ولكنه واقع  يؤكده ويبرهن عليه مايجرى هناك وماتتناقله الصحف ووسائل الاعلام كافة وأيضا أحاديث من عاشوا هناك وامتزجوا بحياة هذه الدول وتعاملاتها اليومية مع افرادد شعبها بمختلف فئاتهم وتصنيفهم . ففيأحدث ما تناقلته وكالات الانباء العالمية حكاية المواطن السورى الذى هرب من بلاده رافضا ما فيها من كبت حريات معلنا أنه هرب من سجن وعذاب يفوق الوصف لمجرد اعلانه رأيه ومطالبته بالسماع الى صوته وصوت المقهورين مثله فى بلاده وفى منطقتنا العزيزة ، المهم هذا المواطن انتقل للعيش فى المملكة المتحدة منذ سنوات طوال واستطاع أن يحصل على وظيفة وان يوفق اوضاعه فى الامبراطورية التى لاتغيب عنها الشمس كما كانت تلقب فى عصور الاستعمار الماضية . هذا المواطن التزم بكل مافى بلده الجديدة واصبح مواطنا انجليزيا له مالهم وعليه ماعليهم من حقوق وواجبات ، ومضت به الايام والسنون الى ان تفشى وباء كورونا المستجد او كوفيد ١٩ واعلنت البلاد منح المتطوعين مزايا جديدة تغريهم بالتطوع لمساعدة الفيلق الطبى وغيرهم من طواقم النجاة فى عملهم .وبوصفه عامل نظافة فقد كان يحلم بكل مامن شأنه ان يظله بمظلة المزايا والاهتمام ، انخرط المواطن السورى النشأة ، الانجليزى الجنسية حاليا ، المقيم فى احد ضواحى العاصمة لندن ، انخرط فى عمله او تطوعه ان صح القول وشهد له الجميع بالتفانى والديمونة ، ومضت اسابيع ان لم يكن شهر واكثر وحان منح المزايا ولكن جاءت ريحه بما لم تشته سفينته ولا تحب ؛ فقد منحت المزايا لكل الفئات المشاركة فى العمل التطوعى الا فئته واستثنت عمال النظافة من المزايا ، ولم يدر صاحبنا السورى سبب هذا التجاهل الا انه ادرك شىء مهم انه عمل كل ماهو مطلوب منه واكثر ولم يقابل بما كان متوقعا من دولته الجديده . ولم يسكت مواطننا ذلك وبكل مافيه من رفض للظلم الذى جعله يهرب من موطنه الاصلى ترجم ذلك بشكوى لرئيس الوزراء بوريس جونسون يقول له فيها : شكرا لكم على التجاهل والشكر الاكبر على احتقارنا ومهانتنا ، واستطرد قائلا عندما استجبنا للتطوع كنا نعمل كل مافى وسعنا لانقاذ البلاد وحماية العباد ولكن ان تقابلوا انتم ذلك بتوزيع المزايا حسب المكانات والوظائف فهذا امر مرفوض ولن نسكت عليه انا وزملائى عمال النظافة ، فنحن لسنا بهواميش ولسنا بغياهب لاترونها وقت اليسر وتطلبون مساعدتها وقت الشدة .. واختتم خطابه او شكواه قائلا ماذا فعلنا لكم كى يكون جزاءنا الذم بدل الحمد والنكران بدل العرفان ، شكرا ياسيادة رئيس الوزراء شكرا ياجونسون ؛ ولكننا لن نصمت على هذه الاساءة . وفور خروج هذه الشكوى للعلن استقبلتها وزيرة الداخلية وأمرت فورا بمنح المواطن السورى النشأة الانجليزى الجنسية كافة المزايا الممنوحة لكل المتطوعين ؛ لتعطى بذلك درسا من نوع آخر فى السياسة بأن كل ذى سلطة معنى بمهامه وان سلطاتها كوزيرة للداخلية تعطيها حق رفض ما أقره رئيس الوزراء وعليه فقد اتخذت القرار فى لحظة دون الرجوع الى منظومة العرب والشرق اوسطيين فى التعامل مع مبدأ الحريات والحقوق . المواطن السوري الذى عانى الامرين فى بلاده بحثا عن حريته وابداء رأيه عندما ذهب الى الخارج كان كما هو مواطن يعلم حقه وواجبه ولكنه وجد التربة الخصبة التى تكفل له زرع مبادئه ورعايتها وتنميتها . قصة المواطن السورى علق عليها مذيع النشرة الانجليزى بعد عرضها قائلا الحرية حينما تعطى لاتسلب ابدا الا بروح من شعر بها واستنشق مفرداتها ..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط