يوم إفريقيا في زمن الكورونا:
*البلدان الأفريقية اتخذت التدابير اللازمة في الوقت المناسب لمواجهة كورونا بفضل خبرتها في مكافحة الأمراض الوبائية
*عدد الحالات والوفيات في القارة منخفض نسبيا في الوقت الراهن
*انخفاض أسعار المواد الخام كالمعادن والنفط تؤثر على البلدان الأفريقية التي تعتمد في إيراداتها على صادراتها من هذه السلع
*أفريقيا بعد كورونا ستساهم في رفاهية شعوب العالم في السنوات القادمة
انطلقت صباح اليوم الاثنين، مراسم افتراضية للاحتفالية الــ 57 بيوم إفريقيا قارتنا السمراء، تحت شعار إسكات البنادق.. السلام والتنمية والاستقرار لــ أفريقيا وإنسانها. وانطلقت في 25 مايو 1963 منظمة الوحدة الأفريقية، تلك المنظمة الأم للاتحاد الأفريقي. ويعتبر هذا اليوم يوما خالدا في تاريخ أفريقيا، وتعتبر منظمة الوحدة الأفريقية البداية الحقيقية للاتحاد الأفريقي.
وحدة أفريقيا ضرورة
والظروف الاستثنائية التي تسببها جائحة كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم تجعل التضامن الذي يرمز إليه يوم أفريقيا أكثر أهمية هذا العام.
وقد فوجئ العالم بتفشي وباء كورونا المستجد. واتخذت البلدان الأفريقية التدابير اللازمة في الوقت المناسب بفضل خبرتها في مكافحة الأمراض الوبائية.
ويعد عدد الحالات والوفيات في القارة منخفض نسبيا في الوقت الراهن. ونأمل من صميم القلب أن يستمر عدد الحالات والوفيات على هذا النحو وأن يتم القضاء على المرض في القارة في أقرب وقت ممكن.
وتعد مصر من بين الدول التي تجاوزت المرحلة الأولى من الوباء، والتي تمكنت من الاحتفاظ بعدد الحالات الجديدة ضمن قدراتها العلاجية. وتهدف مصر التي تمكنت من تقديم مساعدات ومعدات لبعض البلدان حتى في الأشهر الأولى من تفشي المرض، إلى زيادة قدرتها على تقديم المساعدة في هذا المجال في الفترة المقبلة.
ومصر التي تحتل مكانتها بعد الولايات المتحدة والصين من حيث عدد الدول التي قدمت لأفريقيا يد العون، تسعى لتلبية مثل هذا الطلبات من الدول الأفريقية ضمن الإمكانيات المتاحة وفي أقرب وقت ممكن.
تأثيرات اقتصادية لــ كورونا
ولوباء كورونا عواقب اقتصادية واجتماعية سلبية في جميع أنحاء العالم. والنتيجة المباشرة لتباطؤ الأنشطة الاقتصادية بسبب تدابير الوقاية هو انخفاض الإنتاج والإيرادات لكل بلد دون استثناء. والنتيجة الثانوية هي انخفاض أسعار المواد الخام مثل المعادن والنفط، والتي تعتبر ضرورية للإنتاج الصناعي والنقل. ويؤثر هذا التراجع على البلدان الأفريقية التي تعتمد في إيراداتها على صادراتها من هذه السلع. وفي هذا السياق، فإن هذا يؤثر كذلك وبشكل أكبر على النسبة الأكبر من البلدان الأفريقية.
وهذه المشاكل تتطلب من المجتمع الدولي أن يجتمع ويبحث عن حلول جماعية. يجب أن يكون العالم بعد كوفيد-19 أكثر تطلبا للتعاون الدولي، وليس أقل من ذي قبل. ومصر مستعدة للقيام بدورها مع دول أخرى في هذا المجال.
روح إفريقيا
وبفضل روح عام 1963، ستتغلب القارة الأفريقية على هذا التحدي أيضا. وأفريقيا لن تساهم فقط في رفاهية شعبها، ولكن أيضًا في النظام العالمي في السنوات القادمة، والتقدم الذي أحرزته أفريقيا في السنوات الأخيرة في العديد من المجالات، يجعلنا نتطلع إلى المستقبل بأمل، وذلك على الرغم من التحديات الصعبة الراهنة.
وعندما أسس رؤساء الدول الأفريقية منظمة الاتحاد الأفريقي في 25 مايو 1963، كانوا يهدفون إلى حماية الشؤون الأفريقية من خلال العمل في وحدة، ودعم النضالات من أجل الحرية، والتخلص من النموذج الاقتصادي الاستعماري القائم على استيراد المواد الخامة عن طريق بيع السلع إلى البلدان الأوروبية. وقد قررت مصر منذ البداية الوقوف بجانب أفريقيا في قضيتها العادلة هذه.
ولقد أحرزت أفريقيا اليوم تقدمًا هاما في تحقيق مستوى التكامل الذي حلم به القادة الأفارقة ذوو الرؤية الثاقبة منذ الستينيات.
وفي احتفالية العام الماضي بيوم إفريقيا أكد وزير الخارجية سامح شكري على عمق العلاقات التاريخية بين مصر والأشقاء الأفارقة، والتي تعود إلى مرحلة التحرر الوطني في منتصف القرن الماضي، وذلك خلال حفل الاستقبال الذي أقامه بمناسبة يوم أفريقيا، والذي تزامن مع ذكرى إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية في 25 مايو 1963.
وأشار وزير الخارجية إلى أولويات الرئاسة المصرية خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي العام الماضي، والتي هدفت إلى تحقيق التنمية المستدامة والأمن والاستقرار والسلام في أرجاء القارة السمراء، وأهمية دعم دور الاتحاد الأفريقي والتعاون المشترك بين الدول الأفريقية من أجل تحقيق تطلعات شعوب القارة.