الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مستوحاه من ثقافة البادية..."التربلة" و"الرفيحى" أشهر رقصات قبائل البحر الأحمر

صدى البلد

هناك ثقافات مختلفة فى تركيبة سكان محافظة البحر الأحمر كما وكلا لة عاداتة وتقاليدة تظهر جليا فى طريقة الإحتفال بمثل هذه المناسبات، فهناك القبائل العربية الموجودة على أرض المحافظة مثل ( العبابدة - العوازم – الرشايدة – جهينة – العزايزة – الحويطات - البشاريه-والعرينات) لها طابعها الخاص  فى الاحتفال بالأعراس.

يقول المؤرخ صلاح سليمان الرشندى ان قبيلة (القزايزة والرشندية) مازالت متمسكة بعاداتها وتقاليدها المستوحاه من ثقافة البادية التى تعتمد على مشاركة جميع أفراد القبيلة فى فعاليات هذه المناسبة السعيدة، والمشاركات لها أوجة عديدة وأشهرها تقديم الزبائح لأهل العريس سواء من الماعز أوالضأن وتسمى (القويدة)، أو تقديم السكر والشاى أو زجاجات الشربات وعلب الحلو على حسب المقدرة، ومن هذه الفعاليات سباق للجرى بين الشباب والأطفال وكبار السن كلا على حدى يسمى (اللحمة القرابة) والإسم يدل على الجائزة، وهى "قطعة لحم ناضج" عبارة عن ربع خروف يحصل علية الفائز عند وصولة خط النهاية، وهو تقليد قديم لدى القبيلة مازال موجودا حتى اليوم وبشكلة القديم وهذا السباق يخص الشباب، أما سباقات الأطفال وكبار السن فهى مستحدثة، والجائزة بالنسبة للأطفال مبلغ من المال يقسم على الثلاثة الأوائل لإدخال السعادة على أكثر من طفل، وجائزة عينية  للفائز من كبار السن لمشاركتهم الشباب بطريقة كوميدية وغير معتادة تبعث بالبهجة على قلوب الحاضرين.

وأضاف الرشندى يحرص الجميع على الحضور فى عصر يوم الدخلة لمشاهدة هذا الحدث والسباقات الثلاثة، ويصطف المشاهدين من الرجال والنساء والأطفال عند خط النهاية حيث يقف حامل الجائزة متأهبا رافعا يدة إلى أعلى وبها الجائزة ينتظر وصول أول متسابق الذى يسارع بخطفها من يدية، وفى حالة إحتدام الموقف بالقرب من خط النهاية بين شابين أو أكثر ويصعب تحديد الأول يقوم حامل الجائزة بالتراجع والهروب قليلا إلى الوراء حتى يتسع الفرق بينهم عندها يلتقط الفائز من يدة الجائزة.

وكشف الرشندى هناك فعاليات أخرى تتطلب المشاركة الجماعية مثل لعب "السامر" البدوى أو "لعب العرب" بألوانة المختلفة منها ما يناسب كبار السن ويسمى"المتينة والرجيعى" برتمة الهادى الرزين، ومنها ما يناسب الشباب برتمة السريع  ويسمى "الرفيحى" ويرقصون بالسيوف ويتبارزون بها بمصاحبة إيقاع الدفوف، وتشارك النساء برقصات هادئة تتهادى جموعهن وتقترب فى مواجهة صفوف من يلعبون هذا السامر بعد أن إرتدين الملاءة اللف وغطين وجوههن وتلثمن، مع الإعتماد على ضوء القمر وعدم إضاءة المكان طالما أنهن موجودات فى حيز السامر،...

وتابع مؤرخ البحر الأحمر كانت تستمر هذه الفعاليات لعدة ليالى من سبعة إلى عشرة أيام آخرهما ليلتين (ليلة الحناء – ليلة الدخلة)، ففى ليلة الحناء يجلس العريس على كرسى وأمامة طاولة توضع عليها صينية مستديرة مليئة بالحناء تشبة التورتة وقد غرست بها الشموع ، ويقوم الشباب بعمل حلقة دائرية ويدورون حول العريس ويضربون بالدفوف مع ترديد الأغانى الخاصة بهذه الليلة مثل:
لحلاحى يالحلاحى .... يارب يتم الأفراحى
والعريس عقبال عندة ... ناجيلة فى الأفراحى
وفى الليلة الأخيرة ليلة الدخلة وبعد منتصف الليل تبدأ زفة العريس فى موكب كبير مشيا على الأقدام وعلى أضواء المشاعل من بيت عائلتة حتى بيته الجديد حيث تنتظرة العروس، ويردد المشاركين فى هذا الموكب الأغانى الخاصة بهذه الليلة على إيقاع الدفوف ويغنون ويقولون: 
عاريسنا دخل دخيل ..... بين الجناين والنخيل.
ياقمر لاتجلى اليوم ..... عريسنا فى الأرض منور.
جينا لكم جرود جرود .... والملح كسر البارود.
جينا نجامل من دعانا .... نعطية حقة حتى يرضى.


واشار الرشندى أما أفراح قبيلة العبابدة مازالت تحتفظ بأصالتها وخصوصا فى أماكن تواجد عائلاتها فى الجزء الجنوب الشرقى من الصحراء الشرقية ومدن جنوب المحافظة، ومن طقوص هذه الأفراح أن يستقبل العريس أقرانة من الشباب بـجلدة واحدة لكل منهما من "الكرباج السودانى" على ظهرة، ويتحول هذا التقليد فى المستقبل إلى تصفية حسابات بين الشباب ولكن بشكل فكاهى، فعندما تؤلم  ضربة العريس أحد الشباب يكن لة هذا ويقتص منة عندما يتأهل ويصبح هو العريس، كما يشارك رجالها كبارا وشبابا فى لعب السامر ويسمى"التربلة" حيث تقف المجموعة المشاركة فى صف واحد على شكل نصف دائرة ويرددون الأغانى  مع الرقص بالدرقة والسيف التى تحاكى فنون الحرب والقتال فى الدفاع والهجوم، كما أن آلة السمسمية حاضرة فى هذه الأفراح ولكن تختلف عن مثيلتها فى شمال المحافظة وتسمى "الطنبورة" تتكون أوتارها من خيوط "السبيب" المستخدمة فى صيد الأسماك وتشد بحيث يتحكم العازف فى توظيف النغمة الصادرة منها لتتماشى مع طبيعة الكلمات المحلية وبطريقة عزف ورتم مختلفتين، وتتشابة هذه العادات مع ثقافة قبيلة "البشارية" إلى حد كبير، وجميعهم تأثر بالثقافة الأفريقية لإختلاطهم بتلك الشعوب بحكم تواجدهم بالقرب منهم على الحدود الجنوبية للبلاد.  
 
ووتابع الرشندى لاننسى أفراح النوبة وحرص أبنائها فى الحفاظ على تراثهم وعاداتهم وتقاليدهم، ولم تؤثر فيهم المدنية فى نسيان تلك العادات وخاصة فى الأفراح، ويتميز أهل النوبة بلباسهم ورقصاتهم وبأغانيهم الجميلة ذات الألحان المحببة لمسامع الكثيرين حتى وإن كانت تغنى بلغتهم الغير مفهومة، وعلى الرغم من أن تواجدهم فى جنوب محافظة أسوان لكن أينما سكنوا فى أى مكان فى الجمهورية لا يتخلون عن هذه العادات التى تجرى فى دمائهم، ففى محافظة البحر الأحمر يوجد منهم أعداد قليلة ومع ذلك نجد أن أفراحهم  لها صداها المدوى على نطاق واسع. 

واضاف الرشندى تأتى أفراح أبناء الصعيد على أرض محافظة البحر الأحمر بلونها المختلف، حيث كانت تقام فى العصارى (لعب العصا أو التحطيب) على أنغام المزمار البلدى أو الربابة، يتبارى فيها من يجيدون هذا الفن الرجولى الذى يظهر نوع من أنواع فنون الدفاع عن النفس وكيفية تلقى ضربات العصا وصدها مع توجية الضربات للخصم فى الوقت المناسب، ويشارك فية الكبار أهل الخبرة قبل الشباب، وفى المساء يرقص البعض على هذه الأنغام المميزة، وتصاحبها أغانى ومواويل من التراث الصعيدى ومن حكايات أبو زيد الهلالى، وحدوث هذه المناسبات على أرض محافظة البحر الأحمر كان ينتظرة الكثيرون بفارغ الصبر للترفية عن أنفسهم بعد إنعزالهم عن زويهم فى الصعيد مع قلة حدوثها على أرض محافظة البحر الأحمر فى ذلك الوقت فى مجتمع حديث كان عدد أفرادة قليلون ومناسباتة أيضا قليلة.